سَفير المغرب في الإمارات "يَهضم" نصف راتب طباخته.. والأخيرة تستغيث بالخارجية

 سَفير المغرب في الإمارات "يَهضم" نصف راتب طباخته.. والأخيرة تستغيث بالخارجية
الصحيفة - عمر الشرايبي
الثلاثاء 4 يونيو 2019 - 12:00

ماذا يَحدث في بيت محمد آيت وعلي، سفير المغرب في أبوظبي؟ الجواب كان عند سيدة مغربية، تدعى فاطمة المخنتار، من مواليد 1965، وتشتغل لمدة ثماني سنوات "طباخة السفير"، المغربي في أبو ظبي، بنصف راتب!

تفاصيل القصّة التي أثيرت بين مغاربة الإمارات على مدى الأسبوع الماضي، ولقيت العديد من التضامن بينهم، تختزلها فاطمة في جملتين: "أتقاضى نصف راتبي دون وجه حق، وكلما فاتحت السفير في الموضوع يُشبعني وعودا". والحديث هنا عن سفير المملكة في الإمارات العربية المتحدة.

السيدة المغربية التي في منتصف الخمسينات من عمرها، أكدت في اتصال مع "الصحيفة" أن ظروفها صعبة، وبلغت إلى حد المساس بكرامتها، مع عدم توفر أدنى الشروط التي يَكفلها القانون، بصفتها موظفة تابعة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربية.

سفير المغرب في أبو ظبي "يَهضم" نصف راتب "طبّاخته!

 فاطمة المخنتار، أكدت لـ "الصحيفة"، أنها تشتغل منذ أكثر من ثماني سنوات، طباخة في إقامة سفير المغرب بدولة الإمارات، وكل هذه السنوات لا تتقاضى سوى نصف راتبها الشهري، التي تضمنه لها وزارة الخارجية المغربية، فيما يذهب النصف الآخر لدفع راتب خادمة أخرى تشتغل في نفس الإقامة، حسب رواية المتحدثة نفسها.

المواطنة المغربية، التي تحمل جواز سفر "ديبلوماسي"، تقاسمت معنا تساؤلات حول موقعها الطبيعي، إن كانت الموظفة في الخارجية المغربية، التي يجب أن تتمتع بنفس الحقوق الإدارية والامتيازات الممنوحة لموظفي الخارجية في الهيئات الديبلوماسية والقنصلية المغربية بالخارج، أم هي الطباخة الوفية ضحية "الاتجار بالبشر" قياسا بزميلتيها بنفس مكان العمل؟!

فاطمة المخنتار المسجلة كـ "موظفة" بالخارجية، ملحقة بسفارة المغرب في الإمارات، وتحمل جواز سفر دبلوماسي خاص، مسلم لها من طرف وزارة الشؤون الخارجية المغربية ومُوَقَّع من قِبل مدير البروتوكول، السفير أنس عبد اللطيف خالص، كما يظهر ذلك في صورة الجواز، الذي نشرته صفحة المنتدى المغربي في الإمارات، أكدت لـ"الصحيفة" أن السفير المغربي "أشبعها وعودا" لتغيير وضعها، خصوصا وأن حقوقها مهضومة، حيث لا تتمتع بأي من الامتيازات الممنوحة لموظفي الخارجية في الهيئات الدبلوماسية والقنصليات المغربية في الخارج، بل حتى راتبها الشهري يتم خصم نصفه قَسْرا دون أي مبرر قانوني أو إداري.  حسب تصريحها للموقع والذي حملته أيضا صفحة المنتدى المغربي في الإمارات.

وحسب نفس المصدر فإن أجر "طباخة السفير" الشهرية الحقيقي هو 10.000 درهم إماراتي، لكنها لا تتتقاضى في الواقع إلا نصف ذلك المبلغ الذي تَسْتَلِمُهُ نَقْداً من خادمة أخرى، بِنَاءً على تعليمات السفير. وهو ما أكدته لنا فاطمة المخنتار في اتصال بها.

وأكدت المعنية أنها ستلجأ إلى وزارة الخارجية لتحصيل حقوقها، كما ستطرق جميع الأبواب التي تخول لها تحصيل حقوقها المالية التي هضمت طيلة ثماني سنوات.

وفي ظل ما روته فاطمة المخنتار، حاولت "الصحيفة" الاتصال بسفير المغرب في الإمارات، محمد أيت واعلي، أكثر من مرة، كما تركنا له رسالة نصية على هاتفه الخاص، لكنه رفض التجاوب مع كل المحاولات لسماع رأيه في الموضوع.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...