شرطة طنجة عاجزة عن إيقافهم.. خرق الطوارئ الصحية يتحول إلى وسيلة تسلية لـ"مشاهير" التواصل الاجتماعي

اختارت ولاية أمن طنجة، يوم الثلاثاء الماضي، صناعة "Show" على طريقتها حين استدعت مجموعة من المنابر الإعلامية لتصوير عملية "مداهمة" لحفل زفاف كان يقام داخل إحدى القاعات في خرق لحالة الطوارئ، وعندها لم يكلف المسؤولون الأمنيون أنفسهم عناء تنبيه المصورين إلى عدم التقاط صور للنساء المذعورات اللواتي عمدن إلى الفرار بعد تفاجئهن بحضور الشرطة، لكن بالنسبة لما يقوم به مجموعة من "مشاهير" وسائل التواصل الاجتماعي تكون "المقاربة الأمنية" مختلفة.

فمنذ أسبوع يصول ويجول في أهم الأماكن السياحية وأكبر الشوارع بالمدينة مجموعة من الأشخاص الذين عُرفوا بمناقراتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يستمتع هؤلاء بجولاتهم على متن السيارات إلا بعد الثامنة مساء عندما تسري حالة منع التجول الليلي التي فرضتها الحكومة في إطار الإجراءات الاحترازية التي قالت إنها تهدف لمنع انتشار السلالات الجديدة من فيروس كورونا، والغريب أن هذه "الأنشطة" تتم تحت أعين رجال الشرطة.

ولا يكتفي هؤلاء "المشاهير" بمجرد الجولان في محج محمد السادس أو شارع محمد الخامس أو قرب مارينا طنجة وغيرها الفضاءات، بل يصرون على ارتكاب جملة من المخالفات، والأدهى أنهم يوثقونها بالفيديو وينشرونها على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وأحيانا يبثون ما يقومون به مباشرة عبر تقنية "اللايف" انطلاقا من حساباتهم، ففي إحدى تلك المقاطع يظهر هؤلاء "المشاهير" وهم يتسابقون بسياراتهم وسط الشارع العام، كما يظهر أحدهم وهو يخرق إشارة التوقف دون أن يسائله أحد.

ومن يعرفون شوارع طنجة يعلمون جيدا أن الأماكن التي يقوم فيها هؤلاء الأشخاص بـ"أنشطتهم" و"تحدياتهم" هي التي تعرف انتشارا مكثفا لعناصر الأمن وفي الكثير من تلك الشوارع توجد حواجز تفرض حتى على من اضطروا للخروج ليلا بشكل طارئ للعمل أو المرض مثلا، أن يتفادوها، كما أن العديد من المواقع تمثل سدودا أمنيا يطلب أفراد الأمن الواقفين أمامها من راكبي السيارات هوياتهم ورخص الخروج الليلي، الأمر الذي يدفع للتساؤل حول سر "غض الطرف" هؤلاء "المشاهير" الذين يوجد من بينهم شرطي سابق.

وخلال الفترة الأخيرة انتشرت "موضة" جديدة صنعها هؤلاء المشاهير الذين اجتمعوا مؤخرا في طنجة، تتمثل في رفع تحديات فيما بينهم للقيام بـ"مواجهات قتالية"، وهي التحديات التي تنفذ في مرات كثيرة وسط الفضاء العام دون أي تحرك لمساءلتهم عن قانونية تلك الأفعال، علما أن هذه الأمور بدورها تصور وتبث مباشرة.