شكوك الجزائر بشأن تصدير إسبانيا لغازها إلى المغرب تبقى قائمة في حالة عدم تحقيق "شرط"
قالت تقارير إعلامية إسبانية، عقب إعادة إسبانيا والمغرب تشغيل الأنبوب الغاز "المغاربي- الأوروبي" أمس الثلاثاء، أن الشكوك لدى الجزائر ستبقى قائمة بشأن احتمالية قيام مدريد بتصدير الغاز الجزائري نحو المغرب عبر الأنبوب المذكور، وهو ما يُهدد بإيقاف الجزائر إمدادات الغاز على إسبانيا.
وحسب ذات المصادر، فإن الجزائر طالبت إسبانيا بضرورة تقديم شواهد تؤكد مصدر شحنات الغاز التي ستُصدرها إسبانيا نحو المغرب عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي، وأن على إسبانيا أن تفعل ذلك عند كل شحنة يتم تصديرها عبر الأنبوب من أجل التأكد أن الغاز المصدر إلى المغرب ليس هو الغاز الجزائري.
وأضافت نفس المصادر، أن هذا الشرط الجزائري، هو في الحقيقة صعب التحقيق من طرف إسبانيا والمغرب معا، وهو الأمر الذي يضع امدادات الغاز الجزائري نحو إسبانيا مهددة بأي خطوة من الجزائر، في ظل الشكوك التي تحوم لديها حول إعادة تشغيل إسبانيا والمغرب لأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي.
وكانت الجزائر قد أعربت عن غضبها الشديد بعد اتفاق المغرب وإسبانيا على إعادة التشغيل العكسي لأنبوب الغاز المغاربي -الأوروبي، وهددت بإيقاف إمدادات الغاز نحو إسبانيا في حالة إذا قامت الأخيرة بإرسال ولو قطرة واحدة من الغاز الجزائري إلى المملكة المغربية.
وجاء الاتفاق بين الرباط ومدريد على إعادة تشغيل الأنبوب المغاربي الأوروبي، بعد انتهاء عقد العمل به في أكتوبر الماضي بين الجزائر والمغرب وإسبانيا، حيث كان يتم استخدامه في نقل الغاز من الجزائر عبر التراب المغربي وصولا إلى إسبانيا.
إلا أن المشاكل السياسية والدبلوماسية التي نشبت بين المغرب والجزائر بسبب قضية الصحراء بالدرجة الأولى، دفعت الجزائر إلى عدم تجديد عقد استغلال هذا الأنبوب في أكتوبر الماضي، ليُقرر المغرب باتفاق مع إسبانيا على إعادة تشغيله، لكن بطريقة عكسية، حيث يتم تصدير الغاز الطبيعي المسال من إسبانيا إلى المغرب من أجل تلبية حاجة المملكة المغربية بعد توقف إمدادات الغاز الجزائري.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن إسبانيا بدورها شرعت في الشهور الماضية في إيجاد بدائل جديدة لتقليل الاعتماد على الجزائر في قطاع الغاز، حيث رفعت وارداتها من الغاز الأمريكي، إضافة إلى أنها بحثت سبل تقوية علاقاتها مع دول أخرى مثل قطر ونيجيريا في مجال الطاقة والرفع من واردات الغاز من هذين البلدين.
