صادر عن قيادية في حزب سانشيز.. هجوم "عنصري" على يهودي مغربي يتحول إلى حطب الانتخابات السابقة لأوانها في إسبانيا

دخل الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمالي في معارك كلامية واتهامات بالعنصرية، بسبب وصف إحدى القياديات في حزب رئيس الحكومة بيدرو سانشيو، لأحد المقربين من رئيس الحزب الشعبي، ألبيرتو نونيث فييخو، بأنه "يهودي نازي"، ويتعلق الأمر بإلياس بندودو الرئيس السابق لمنطقة مالقا المولود في إسبانيا لأبوين مغربيين مهاجرين من مدينة العرائش.

واحتج بندودو على قرار سانشيز الدعوة لانتخابات عامة سابقة لأوانها بتاريخ 23 يوليوز 2023، على خلفية خسارة الحزب الاشتراكي العمالي، الذي يترأسه، الانتخابات البلدية التي جرت نهاية ماي الماضي لصالح غريمه الحزب الشعبي، واعتبر السياسي اليميني أن الموعد المقرر ينطوي على "رغبة في الغش" لكونه يتزامن مع عطلة الصيف وسفر العديد من الناخبين.

ولم يلق هذا الكلام قبولا لدى أمبارو روبياليس، نائبة رئيس مجلس النواب السابقة ورئيس الحزب الاشتراكي العمالي في إقليم الأندلس، والتي هاجمت بندودو، لكنها تمادت في انتقاداتها لدرجة تذكيره بأصوله المغربية اليهودية، واصفة إياه بأنه "يهودي نازي"، الأمر الذي تحول إلى قضية رأي عام على اعتبار أن هذا الكلام لا ينطوي على إهانات شخصية فقط وإنما على عنصرية.

ودخل على الخط رئيس الحزب الشعبي، والمرشح الأول لخلافة سانشيز على رأس الحكومة الإسبانية، ألبيرتو فييخو، معلقا أنه "لا يمكن أن يكون لموقف كهذا مكان في السياسة"، في إشارة إلى تصريحات السياسية الاشتراكية، واضعا حزبها في حرج بالقول "أنا أعلم أن أغلبية المناضلين الاشتراكيين لا يشاطرونها الرأي"، معتبرا أنه على قيادة حزب سانشيز فصل روبياليس، واعتبر فييخو أن المجتمع الإسباني "سئم من الذين يزرعون الكراهية والصدام".

من جانبه، اعتبر بندودو ما تم توصيفه به بأنه هجوم شخصي، مذكرا أن حزبه يمثل البديل في إقليم الأندلس من أجل الوصول إلى مجتمع يسوده الاعتدال والحس السليم"، بينما دعا حزبه سانشيز، الموجود في جنوة بإيطاليا، إلى الفصل الفوري لروبياليس، بينما انتشر الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى بين مناصري الاشتراكيين بسبب خلفيات تلك التصريحات.

وحاولت روبياليس تطويق الأزمة برسالة نشرتها عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي دون التراجع عن هجومها، قائلة "لا ينبغي أبدا استخدام دين شخص ما أو أصوله أو عرقه في النقد السياسي"، مضيفة "حتى لو لم يكن هناك قصد، على غرار ما حدث في حالتي، فإن ذلك يحمل إشارة إلى تناقض خطير، أعتذر وأصحح: بندودو نازي".

وبندودو، وإسمه الكامل إلياس بندودو بن صياغ، هو الرجل الثالث في الحزب الشعبي المحافظ، ومنذ أبريل 2022 يشغل منصب المنسق العام للحزب، وهو من المقربين من رئيسه الحالي وأحد أبرز المرشحين لعضوية الحكومة في حال ما فاز حزبه في الانتخابات، وهو من مواليد مالقا سنة 1974 من أبوين مغربيين ولدا معا بمدينة العرائش وعاشا فيها، وسبق أن كان وزيرا في حكومة إقليم الأندلس وناطقا باسمها، كما ترأس مجلس محافظة مالقا وترأس الحزب الشعبي هناك وانتخب لعضوية مجلس النواب الإسباني.