صحيفة إسبانية: واشنطن تضغط على مدريد والرباط لإنجاز مشروع الربط القاري للتصدي للصين وروسيا

 صحيفة إسبانية: واشنطن تضغط على مدريد والرباط لإنجاز مشروع الربط القاري للتصدي للصين وروسيا
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأربعاء 9 فبراير 2022 - 20:42

عاد مشروع الربط القاري بين أوروبا وإفريقيا عبر مضيق جبل طارق إلى الواجهة من جديد، بعد تداول صحف إسبانية عن وجود مساعي من طرف الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على مدريد والرباط من أجل المضي قدما في هذا المشروع وإنجاز نفق يربط الدولتين في إطار مجهودات الغرب لإيقاف النمو المتصاعد لكل من روسيا والصين.

وحسب ذات المصادر الإعلامية، فإن واشنطن تطالب من المغرب وإسبانيا بضرورة إنجاز مشروع الربط القاري عبر مضيق جبل طارق، بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والغرب بصفة عامة، من أجل التصدي للنفوذ المتعاظم لكل من روسيا والصين في القارة الإفريقية.

وأضافت نفس المصادر، أن إنجاز هذا المشروع سيساهم في الرفع من التبادل التجاري بين أوروبا وإفريقيا، وبالتالي زيادة النفوذ الغربي على القارة السمراء على حساب الصين وروسيا، ولهذا تطالب واشنطن من مدريد والرباط بتحديث الدراسات المتعلقة بهذا المشروع والشروع في إنجاز الخطوات الأولى منه في أقرب وقت ممكن.

هذا واستعرضت الصحافة الإسبانية، بعض العراقيل التي تقف في وجه هذا المشروع، من بينها أن المغرب يرغب في إنجازه مباشرة مع مستعمرة جبل طارق التابعة للتاج البريطاني، وليس مع إسبانيا، وبالمقابل فإن الأخيرة لا ترغب في ذلك لما سيكون له من تأثير على موانئها، خاصة ميناء الجزيرة الخضراء الذي سيفقد مكانته أمام ميناء طنجة المتوسط في شمال المغرب.

هذا ويأتي الحديث عن هذا المشروع، على بعد أشهر من إعلان جمعية "Secegsa" الإسبانية المتخصصة في دراسة الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق، عن عقدها لقاءا مع مسؤولي مدينة سان روكي القريبة من الجزيرة الخضراء، لمناقشة مشروع ربط جنوب إسبانيا بشمال المغرب عبر نفق يمتد على مسافة 20 كيلومترا.

ووفق مصادر إعلامية إسبانية، فإن الجمعية المعنية قامت في الشهور الماضية بلقاء عدد من المسؤولين الإسبان في الجنوب، حيث قامت بإطلاعهم على مستجدات الدراسات التي تقوم بها لإخراج المشروع إلى الوجود، وقد قدرت بأن تنفيذ المشروع قد ينطلق خلال عقدي 2030 أو 2040، مشيرة إلى أنها مستمرة في إجراء الدراسات بشأنه.

وأضافت ذات المصادر، أن الجمعية أشارت في مستجدات دراساتها، بأن المشروع، لا يجب أن يكون فقط خط للعبور، بل أيضا يُمكن استغلاله لربط جنوب إسبانيا وشمال المغرب بخطوط الألياف البصرية، وخطوط الطاقة، وهو ما يُمكن أن يُنهي الكثير من المشاكل التي تحدث بين الحين والأخر في تلك الخطوط الموجودة حاليا بين البلدين.

ولازالت الجمعية المكلفة بدراسة هذا المشروع، تعتبر نقطتي الاتصال عبر نفق مضيق جبل طارق، يجب أن يكون من منطقة مالاباطا بطنجة وبونتا بالوما في طريفة، باعتبارهما الأقرب بين الضفتين، لكن لازالت الدراسات جارية عن كيفية الربط، هل عبر نفق تحت الماء أو عبر جسور.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن فكرة هذا المشروع تعود إلى أكثر من 3 عقود من الآن، حيث عبر المغرب وإسبانيا عبر مسؤوليهما عدة مرات عن إنجاز هذا المشروع، على غرار النفق تحت الماء الرابط بين فرنسا وإنجلترا، إلا أن المشروع لم يلق لحد الآن أي استجابة قوية وجدية من طرف السلطات العليا في البلدين.

وفي السنوات الأخيرة عادت فكرة هذا المشروع بقوة إلى الواجهة، وقد عبر مسؤولو إسبانيا والمغرب عن تفاؤلهما من إمكانية إنجاز المشروع، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الحالي، ووجود العديد من الشركات العالمية القادرة على إنجاز مثل هذه المشاريع الكبرى.

وسيُساهم إحداث هذا النفق في تسريع وتيرة العبور بين المغرب وإسبانيا، إضافة إلى تنويع الطرق والمعابر لنقل البضائع بين البلدين والقارتين الأوروبية والإفريقية بصفة عامة.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...