صمت سياسي وبرود إعلامي.. هل قلّة "أوراق الضغط" تجعل أزمة الجزائر مع إسبانيا أقل "قوة" من نظيرتها المغربية؟

 صمت سياسي وبرود إعلامي.. هل قلّة "أوراق الضغط" تجعل أزمة الجزائر مع إسبانيا أقل "قوة" من نظيرتها المغربية؟
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأحد 8 ماي 2022 - 23:31

رغم سحب الجزائر لسفيرها من مدريد بسبب تغيير الأخيرة موقفها من قضية الصحراء المغربية، وتهديدها مؤخرا بقطع الغاز في حالة قيام إسبانيا بتصدير الغاز الجزائري إلى المغرب، إلا أن الأزمة بين البلدين لم تأخذ منحا متوترا مثلما كان عليه الوضع عند نشوب الأزمة بين المغرب وإسبانيا العام الماضي.

وعدا بعض التصريحات "المتوترة" الصادرة عن الجزائر، سواء من طرف الرئيس عبد المجيد تبون أو بعض المسؤولين الجزائريين، فإن العلاقات بين البلدين لازالت تنضوى تحت "الصمت السياسي"، خاصة أن المسؤولين الإسبان، لا يودون الدخول في شد وجذب "عقيم" مع الجزائر، وفق ما جاء على لسان وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس.

وبطريقة ضمنية، اعتبرت إسبانيا، عبر وزير الخارجية، أن موقفها المتمثل في دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء، هو قرار سيادي إسباني، لا يحق للجزائر أن تتدخل فيه، وبالتالي فإن مدريد لا تتفهم رد الفعل الغاضب الذي صدر عن الجزائر، والمتثمل في سحب سفيرها من إسبانيا، وإطلاق تهديدات بقطع الغاز على إسبانيا.

ودخلت العلاقات الإسبانية الجزائرية في الفترة الأخيرة، في صمت تنتظر من خلاله الجزائر أن تعدل مدريد عن موقفها في قضية الصحراء، في حين تعول مدريد على تجاوز الأزمة بعدم إعطائها أكثر من حجمها، خاصة أنه "نظريا" وفق العديد من المتتبعين، لا تمتلك الجزائر "أوراق ضغط" كثيرة لدفع مدريد للاتجاه الذي ترغب فيه، مثلما فعلت الرباط خلال أزمتها الديبلوماسية مع إسبانيا العام الماضي.

وما يتماشى مع هذا الطرح، الإعلام الإسباني، الذي لم يُعر اهتماما كبيرا للأزمة القائمة بين إسبانيا والجزائر، مثلما كان عليه الوضع خلال أزمة الرباط ومدريد، حيث كان الصحافة الإسبانية أنذاك تتابع كل التطورات وتضع كل التحليلات والفرضيات حول تطورات الأزمة على صفحاتها الرسمية ومواقعها الإلكترونية، وهو ما يغيب بشكل شبه تام في حالة الجزائر.

وحسب متتبعين للعلاقات الجزائرية الإسبانية، فإن الورقة الوحيدة التي يُمكن أن تستعملها الجزائر في أزمتها مع إسبانيا هي "ورقة الغاز"، وهي ورقة بالرغم من أهميتها، إلا أنها قد تفقد قوتها بالتدريج، خاصة أن هناك مساع إسبانية للتقليص من الاعتماد على الغاز الجزائري، والبحث عن بدائل أخرى متمثلة في استيراد الغاز الأمريكي الذي سجل في أواخر أبريل وبداية ماي الجاري ارتفاعا كبيرا في التدفق على إسبانيا، وقد تجاوز -لأول مرة- واردات إسبانيا من الغاز القادم من الجزائر.

كما أن الاتفاقيات الموقعة بين الجزائر ومدريد التي تم توقيعها قبل تغيير إسبانيا موقفها من قضية الصحراء، لا تسمح للجزائر باتخاذ أي "إجراء عقابي" أو ضغط ضد إسبانيا، كقطع الغاز عليها، إلا في حالة إذا قامت مدريد بخرق أحد بنود الاتفاقيات الموقعة، غير ذلك، فإن الجزائر مضطرة بالإيفاء بالتزاماتها نحو إسبانيا حتى لو بلغت الخلافات مبلغا كبيرا.

وعلى عكس المغرب، فإن إسبانيا كانت مضطرة للتعامل بأسلوب مختلف مع الرباط في الأزمة الديبلوماسية التي نشبت بينهما بعد قررت إسبانيا استقبال زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، ويرجع سبب الاختلاف إلى "أوراق الضغط" الكثيرة التي يمتلكها المغرب، وأبرزها قضية الهجرة، والتعاون الأمني لمحاربة الجريمة والإرهاب، والحدود البرية، واتفاقية الصيد البحري والفلاحي التي تشمل إسبانيا ضمن الاتحاد الأوروبي، وغيرها من العلاقات المشتركة التي تفرض على إسبانيا النظر إليها بشكل جدي.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...