صور الأمير هشام على مواقع التواصل الإجتماعي.. ردود فعل ومَواقف سياسية

 صور الأمير هشام على مواقع التواصل الإجتماعي.. ردود فعل ومَواقف سياسية
الصحيفة من الرّباط
السبت 15 يونيو 2019 - 21:29

ليس كغيره من الأمراء الذين سطعوا من "دار المخزن" وتربوا في القصور وفي حضن "الملكية المغربية" التي تُعرف بتقاليد وأعراف وثقافة معينة. هو حفيد محمد الخامس أول ملوك المملكة المغربية بعد الاستقلال عن فرنسا، والده الأمير مولاي عبد الله الذي شغل منصب الممثل الشخصي للملك الحسن الثاني وهو إبن عم الملك محمد السادس.

اختار هذا الأمير نمط عيش مُختلف عن باقي أفراد أسرته المالكة، خلال خرجاته الإعلامية ومواقفه السياسية، وأراءه الفكرية، بالكاد تكتشف أن "مولاي هشام" فرد من أسرة تنتمي للعائلة الملكية.

يبدو أن الأمير العلوي، الناشط والفاعل الوحيد على منصات مواقع التواصل الاجتماعي مقارنة بباقي أفراد الأسرة، على موقع "الفيسبوك" و"تويتر" ينشط "الأمير الأحمر" كما يُوصف، وهو الوصف الذي قال عنه إنه "لا يُحبه"، ينشر فيهم الأمير، بعضا من تفاصيل حياته حيث يُقيم بأمريكيا، وأحيانًا مواقفه السياسية، من "سياسات" الخليج، وكثيرًا ما يُشير بأصابعه نحو سياسات "الملك محمد السادس". عن هذا يقول الأمير في واحد من حواراته الصحفية، أختلف وأتفق مع سياسة الملك، كأي باحث وفاعل أكاديمي..".

لكن من الملاحظ، أن صور الأمير لا تخلوا من "رسائل سياسية" بعضها، تجيب عن حكايات ومواقف تعود لسنوات، يبدو أنهم لم تُغادر ذاكرة "الأمير" وظل يحتفظ بها. الأمير الذي قال "احتفظ بذاكرتي جيدًا منذ أن كنت في سن ثماني سنوات أنذاك حيث حدث أول إنقلاب من ضباط الجيش للراحل الحسن الثاني وكان برفقة أمه لمياء الصلح، إذ يؤكد أنه نجا من الموت.. في إشارة إلى طفولة صعبة مليئة بالدم والجثث..".

في أواخر سنوات حكم الحسن الثاني انقطعت صلة الأمير هشام العلوي بالقصر الملكي لمدة طويلة، خصوصاً بعد اعتلاء ابن عمه الملك محمد السادس العرش مباشرة، بعد وفاة عمه الحسن الثاني عام 1999، ساعتها صارح الأمير ابن عمه الملك محمد السادس، برأيه في النظام الملكي والمخزن وحول الجيش، وحكومة التناوب آنذاك، التي كان يقودها حزب الاتحاد الاشتراكي.

قصّة وصورة..

الأمير هشام، مصر بشكل بالغ على التفاخر بـ"فائزة" إبنته البكر ولم يتردد أكثر من مرة في نشر صورها وصور أخرى يُعانقها وهو بجانبها على صفحته بـ"الفيسبوك". وتعود تفاصيل "قصة فائزة" إلى عهد الراحل الحسن الثاني، إذ لم يتوارى يومًا الحسن الثاني في مناداتها بـ"فوزية" (إسم مغربي) إذ يحكي "الأمير" الذي دعا الملك محمد السادس إلى تجريده من هذا "اللقب" أن الراحل الحسن الثاني، كان يرفض بشدة تسمية إبنة "مولاي هشام" بـ"فائزة" قائلا "أنا سميتها عن جدتي ولكن الحسن الثاني كان يرفض هذا الإسم، رغم أنه كان يُحبها كثيرًا".

وأضاف هشام، في حوار له مع قناة "بي بي سي" "من الغرائب التي وقعت أنه في اليوم الذي سميتها "فائزة" أصدرت الدولة المغربية قانونا يمنع المغاربة من تسمية ابناءهم بأسماء ليست مغربية، وكشف هشام، أن الحسن الثاني حينما كان يُريد تقديم "فائزة" للناس.

كان يُقدمها بإسم "فوزية" ويقول لهم "هذه حفيدة مولاي عبد الله برغم من أنني موجود، وكأنني مجرد شبح، وأضاف هشام، أنه في اليوم الذي أحسست بأن الدفء رجع بيننا، قال لي الحسن الثاني: فائزة هي حفيدتي الأولى من مولاي عبد الله وأحبها، ولقد أحسنتَ في اختيار هذا الإسم.. وحينها قلت الحمد لله رفعتُ هذا الظلال الذي كان يُخيم عليّ.."

ونشر هشام العلوي خلال الآونة الأخيرة، صورة له مع إبنته فائزة وصورة أخرى لها وهي طفلة صغيرة وكتب عليها "صورة لابنتي "فائزة" وهي صغيرة خلال أبريل 1997 بمراكش وصورة تخرجها خلال مايو 2019، كم أنا سعيد بتخرجها من جامعة هارفارد بعد حصولها على شهادة الماستر في علم النفس والتربية، وهي خطوة نحو شهادة الدكتوراه إن شاء الله وكذلك نحو التحاقها بالحياة المهنية.."

وفي علاقة ابناء هشام العلوي مع الملك محمد السادس يشير إلى ذلك في كتابه "سيرة أمير مُبعد"، بقوله: "ابنتاي لديهما روابط مع محمد السادس أكثر منّي، يكلّمهما بانتظام، وتزوران القصر الملكي، على الأقل مرتين في السنة، بمناسبة عيد العرش وعيد الميلاد".

بين الأميرين.. هشام وإسماعيل صور ورسائل

في رمضان من السنة الجاري لم يفوت الأمير هشام مناسبة التهنئة بعيد الفطر ومعها ما يُقرأ خلف السطور، حيث نشر الأمير صورة له مع بهية إبنة أخيه "مولاي إسماعيل" وهو يعد (شوربة) حاملاً إياها بين يَديه، وكتب الأمير عن صورته: رفقة بهية، ابنة شقيقي مولاي إسماعيل، نعد شوربة من الخضر في آخر يوم من شهر رمضان المبارك ونحن نتطلع بفرحة لقدوم عيد الفطر".

وتبدو الصورة للبعض مجرد تهنئة عادية، غير أن التمعن إلى الوراء في أحداث وقعت، تبدو أن للصورة أكثر من دلالة، إذ في عام 2014 من شهر ماي، نشر "موقع 360" المقرب من دوائر القصر الملكي، قصاصة إخبارية، قال فيها إن الأمير مولاي هشام أعتدى على أحد مستخدمي الأمير مولاي إسماعيل داخل إقامة أمه لمياء الصلح، وانهال عليه بالضرب والسب، حيث تقول القصاصة، إن الأمير هشام أتهم المستخدم بتسريبه لأخباره لموقع "أزرق".

ولم تكن قصاصة الجريدة الإلكترونية المقربة من دوائر القرار وحدها من تبث "رسائل لمن يهمه الأمر" إذ كشف موقع إلكتروني بعد أسبوعين من مقال "360"، ووفقا لمصادره كما يَقول، إن الأمير هشام، يسعى إلى "إخراج" الأمير أخيه إسماعيل من بيت العائلة بالرباط، بعد أن منحه مهلة بضعة أسابيع من أجل إخلاء البيت الذي يقطن فيه الأمير رفقة أسرته الصغيرة.

وبالعودة لصورة الأمير الحالية، تُبيّن أن إبنة أخيه إسماعيل في احضانه، مما يعني أن علاقة الاثنين بخير، ولا تشنجات تقتحمها، إضافة إلى أنها في إقامته بـ"أمريكيا" وبذلك يكون الأمير، نفى أهم حدثين حول "خصامات وتشنجات" تقع داخل بيت العائلة الملكية إلى الصحافة، بشكل مقصود أولا، بدا الأمير هشام حريصًا على بعث "هذه الرسائل". 

مواقف سياسية

وفي إحدى الصور الجماعية، حاول الأمير هشام، التعبير عن موقفه من الأزمة المغربية-الجزائرية، إذ نشر صورة تجمعه مع مواطنين جزائريين ومغاربة، وكتب الأمير: اتيحت لي فرصة رائعة للإفطار مع بعض الإخوة المغاربة والجزائريين في أكسفورد حيث يلمس المرء عمق وكثافة الارتباط بين شعبينا رغم قساوة السياسة.."

ولم يتردد هشام العلوي، في الكثير من الأحيان في التعبير عن موقفه من "MBS" الرجل الثاني في السعودية بعد الملك، وهو محمد بنسلمان، حيث انتقد سياسته بشدة حيث تناول إبن عم الملك محمد السادس بالتحليل والدراسة مستقبل مشروع 2030 الذي طرحه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على ضوء الدور المستقبلي للشباب، وكيف سيساهمون في بناء سعودية جديدة، ويعتقد أن فشل المشروع يأتي بحكم صعوبة التوفيق بين الطموح الاقتصادي الليبرالي بدون حداثة سياسية.

ووقع هشام العلوي دراسة بعنوان "الشباب ووسائل الاتصال التكنولوجية والتغيير السياسي في العربية السعودية"، ونشر أبرز خلاصاتها وما تضمنته الصحف العربية والدولية عنها، من خلال صفحته على موقع الفيسبوك، إذ تصل منشوراته الشخصية وغيرها، حوالي 6 ألاف إعجاب للمنشورات المتعلقة بالسياسة الخليجية، وصوره الشخصية تتعدى 800 إعجاب.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...