طنجة.. مدينة الأسطورة وملتقى المتوسط والأطلسي، ومزار مُحبي الطبيعة وسحر البوغاز

 طنجة.. مدينة الأسطورة وملتقى المتوسط والأطلسي، ومزار مُحبي الطبيعة وسحر البوغاز
الصحيفة - حمزة المتيوي (Photos by Abdelaziz El Aaraj)
الأربعاء 21 شتنبر 2022 - 22:00

هل تبحث عن مدينة تجمع بين عمق التاريخ، ودفء الشمس، وجمال الشواطئ، والتراث الغني، ونقطة التقاء بين قارتين؟ إن وضعت خريطة العالم أمامك فلن تجد ذلك إلا في مدينة واحدة ينطبق عليها كل هذا الإبهار. إنها طنجة، إحدى أجمل مدن البحر الأبيض المتوسط، التي يمتد تاريخ تأسيسها للقرن الرابع عشر قبل الميلاد.

عند الحديث عن المغرب لا بد أولا من العبور من هذه المدينة، ليس لأنها بوابة الدخول إلى أرض المملكة للقادمين من أوروبا فحسب، ولكن أيضا لأنها الأقدم على الإطلاق كون العديد من الكتابات تشير إلى أن تاريخ بنائها يعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد من طرف أشخاص أرادوا الاستقرار قرب المضيق، قبل أن يحتلها الفينيقيون في القرن العاشر، وبعدها بتسعة قرون ستصبح عاصمة لمقاطعة "موريتانيا الطنجية" التابعة لحكم القيصر في روما.

كاتدرائية طنجة (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

وصول العرب إلى طنجة كان مع بداية القرن الثامن الميلادي، خلال فترة الفتوحات الإسلامية، وبعد صراع طويل مع الأمازيغ أصبحت طنجة جزءا من الدولة الأموية، وأصبح القائد العسكري الأمازيغي طارق بن زياد واليا عليها، ومن شواطئها سينطلق إلى أوروبا لفتح الأندلس، لكن طنجة ستظل في القرون التي تلت هذا التاريخ جزءا من الإمبراطوريات المغربية المتعاقبة، وبقيت دائما مطمعًا للدول الغربية بفعل موقعها الاستراتيجي الذي يجعلها بوابة العالم على إفريقيا، والمدينة التي تطل على أهم معبر بحري تجاري بين أوروبا وإفريقيا.

السائح إلى هذه المدينة سيدرك بغير كثير من العناء أن روح طنجة ليس فقط في التعدد الثقافي الفريد الذي يستمد إرثه من الحضارات المتعاقبة عليها، ولكن أيضا من الأسطورة التي كانت ولا زالت رافدا من روافدها التاريخية. فاسمها في حد ذاته مرتبط ارتباطا وثيقا بالميثولوجيا الإغريقية، إذ تقول الحكاية إن مؤسسها هو "سوفاكس" حفيد "بوسيدون" إله البحار والمحيطات عند الإغريق، والذي منحها اسم والدته "طنجيس".

و"سوفاكس" هو أيضا ابن "أنتايوس" الأسطور المشتركة بين الإغريق والأمازيغ، وأحد عمالقة "الميثولوجيا"، إذ يقال إنه تصارع مع "هرقل" على اليابسة التي كانت تربط طنجة بأوروبا، وبضربة من قبضته هذا الأخير فُصلت الضفتان، وباسم "هرقل" أيضا ترتبط أشهر مغارات المدينة وأكثرها رمزية على الإطلاق، ويُقال إنه حفرها بنفسه ليستريح فيها عندما كان متوجها لتنفيذ مهمة استعادة التفاحات الذهبية من حارسات حدائق "هيسبيريديس" حتى يهديها زيوس، أب الآلهة في المعتقد اليوناني القديم، لزوجته هيرا.

المدافع التاريخية بمدينة طنجة (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

هي إذن مدينة ذات تاريخ عريق، وأساطير تجعل من طنجة أرضا بروح نابضة، وهوية تاريخية غنية بالروافد الثقافية التي أغنت كل جوانب الحياة هذه المدينة ذات الطابع العالمي التي تعتبر بوابة إفريقيا، وملتقى البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وتبعد عن أوروبا بـ 14 كيلومتراً فقط.

كيف تصل إلى مدينة طنجة عبر الرحلات الجوية؟

لن يجد السائح الذي يرغب في زيارة مدينة طنجة الكثير من العناء للوصول إليها، فهناك العديد الخيارات الموضوعة أمامه سواء كان الراغب في زيارتها مغربيا أو أجنبيا.

من خارج المغرب سيجد السائح أن هناك العديد من شركات الطيران المغربية والدولية التي توفر رحلات مباشر من أهم العواصم والمدن الأوروبية نحو مدينة طنجة، وبأسعار تنافسية.

ووفق معلومات المكتب الوطني للمطارات، يمكنكم السفر إلى طنجة عبر رحلات تابعة للخطوط الملكية المغربية من 6 دول هي إسبانيا عبر مطاري برشلونة ومالقا، وفرنسا عبر مطار باريس أورلي، وهولندا عبر مطار أمستردام، وبلجيكا عبر مطار بروكسيل، وأخيرا المملكة العربية السعودية عبر مطار جدة، كما توفر الخطوط الملكية المغربية رحلات داخلية بين طنجة و4 مدن مغربية هي الدار البيضاء والحسيمة والناظور وفاس.

منظر بانورامي لميناء طنجة المدينة وفي الأفق تتراءى جبال إسبانيا (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

لكن الشركة المغربية ليست الوحيدة التي ترتبط بمطار ابن بطوطة الدولي، فيمكن للسائح زيارة طنجة من مدريد عبر خطوط Air Nostrum ومن برشلونة وباريس عبر Vueling Airlines، في حين تتكفل Ryanair  بربط طنجة بمطار "بوفي" شمال فرنسا ومارسيليا جنوب البلاد، وكذا بوردو وتولوز، إلى جانب مطارات شارلوروا في بلجيكا، ومدريد وإشبيلية وبلنسية في إسبانيا، وفرانكفورت ودوسلدورف في ألمانيا، وروما وميلانو بيرغامو في في إيطاليا، أما Tui fly فتؤمن الربط بمطارات روتردام الهولندي وليل الفرنسي وبروكسيل وأنفيرس وشارلوروا في بلجيكا.

وتمثل شركة "العربية للطيران" إحدى نقاط قوة الربط الجوي لطنجة، إذ إلى جانب تأمينها رحلتين داخليتين إلى كل من الناظور وأكادير، فهي تربط طنجة برحلات إلى مطار لندن غاتويك ومدريد وباريس شارل دو غول وبرشلونة وأمستردام وبروكسيل ومالقا وبلنسية وبيلباو وليون، أما Germanwings فتوفر الرحلات بين طنجة وكولونيا، وشركة Corendon Airlines توفر رحلات إلى أمستردام، في حين تتولى الخطوط الجوية البرتغالية تأمين السفر من وإلى لشبونة.

الوصول عبر البحر

ولا تكمن نقطة قوة طنجة من حيث نقاط العبور الحدودية في مطارها فقط، بل في ميناءيها طنجة المتوسطي وطنجة المدينة، الذين يوفران للسائح فرصة اكتشاف متعة السفر عبر البحر الأبيض المتوسط، ما يجعلها المفضلة للكثير من الزائرين الأجانب وأيضا البوابة الرئيسية لأفراد الجالية المغربية في أوروبا.

وقد استقبل ميناء طنجة المتوسطي 1.387.661 سائحا إلى غاية بداية 2017، وفي السنة الموالية مر عبره 1.387.661 سائحا ثم  1.371.880 سائحا إلى حدود اليوم الأول من سنة 2019، وخلال السنة الأخيرة التي سبقت الجائحة وصله 1.258.640 سائحا، وفق الأرقام الرسمية لوزارة السياحة المغربية.

ويبتعد هذا الميناء عن وسط المدينة بحوالي 51 كيلومترا، أي ما يعني رحلة في حدود 50 دقيقة على أقصى تقدير بواسطة السيارة، لكن لا داعي للقلق، فبمجرد خروجكم من قاعة المسافرين ستجدون سيارات أجرة كبيرة يمكنها أن تُقلكم إلى وجهتكم، كما يوجد خط حافلات النقل العمومي "ألزا" الذي يحمل رمز LI13، والرابط بين الميناء المتوسطي ومحطة القطار طنجة المدينة.

منظر لجزء من المدينة القديمة لطنجة مع "مارينا باي" (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

ويعد الميناء المتوسطي وسيلة سفر مثالية للسياح القادمين من أوروبا، لكونه يرتبط بإسبانيا عبر ميناء الجزيرة الخضراء، وفرنسا عبر ميناءي مارسيليا وسيت وإيطاليا عبر ميناء جنوة، لكن إذا كنتم ترغبون بزيارة المدينة عبر رحل مينائية الأفضل أن تطلعوا على نصائح الإدارة المينائية عبر الموقع الرسمي tangermed-passagers.com  لكونها تُخبرك مسبقا بالتواريخ التي تكون فيها كثافة العبور قوية أو العكس، وعموما تفادي شهر يوليوز والنصف الأول من شهر غشت لأنها تتزامن مع قدوم أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

وبدوره ميناء طنجة المدينة يعد خيارا مناسب للسياح، وبلغة الأرقام فقد استقطب هذا الميناء 478.478 سائحا طيلة سنة 2016، ثم 594.654 سائحا في العام الموالي، و659.795 سائحا في العام الذي يليه، أما في سنة 2019 فقد عبره 670.513 سائحا، وهو يتوفر على خط خارجي واحد يربطه بميناء طريفة في جنوب إسبانيا من خلال العبارات السريعة التي تتحرك كل ساعة، ولا تدوم الرحلة حين يكون الطقس عاديا سوى 35 دقيقة.

ميناء طنجة للصيد الساحلي (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

ويعد هذا الميناء مثاليا جدا بالنسبة لمن يريدون الوصول مباشرة إلى وسط المدينة، فهو يوجد بجوار "مارينا طنجة"، وبالقرب من كورنيش "مرقالة" وكورنيش الشاطئ، هذا الأخير الذي يحتضن العديد من الفنادق والمطاعم والفضاءات التجارية والسياحية والترفيهية، لكن من الضروري الانتباه إلى أمر مهم، هو أن الرحلات البحرية تتوقف عندما تكون الرياح قوية.

الوصول إلى طنجة عبر أسرع قطار في إفريقيا.. "البراق"

إن كان وصولكم عبر مطار "محمد الخامس" الدولي، في الدار البيضاء، أو عبر مطار "الرباط - سلا" في العاصمة المغربية، فيمكنكم تجربة الوصول إلى مدينة طنجة عبر أسرع قطار في إفريقيا الذي يسمى في المغرب بـ"البراق"، وهو أيضا من بين عشر أسرع قطارات في العالم. فلا تفوتوا تجربة السفر عبر "البراق"، والاستمتاع بمحطاته في مختلف مدن العبور التي تعد واحدة من أجمل المحطات في إفريقيا، وتمنحكم الفرصة للتسوق وتناول وجبات الطعام المختلفة مع مقاهي تقدم الحلويات بمختلف أشكالها، ولتعيشوا تجربة فريدة من نوعها.

وعبر "البراق" يمكنك التنقل إلى 3 مدن رئيسية أولها القنيطرة، إذ بفضل سرعته التي تصل إلى 320 كيلومترا في الساعة ستجدون أنفسكم في طنجة في غضون 50 دقيقة، ولن يكون الأمر صعبا إذا أردتم الوصول إلى العاصمة الرباط، لأن الرحلة لن تقتطع من وقتكم سوى ساعة و20 دقيقة بدل 4 ساعات عبر القطار العادي، أما الدار البيضاء فتحتاج منكم ساعتين و10 دقائق فقط للوصول إليها بواسطة نفس القطار، وحتى إن كنتم تحتاجون مكانا مريحا للاشتغال خلال فترة السفر فإن هذه التجربة توفر لكم ذلك وأكثر.

التنقل داخل طنجة

قد تكون تجربة التنقل في طنجة أمرا غير سهل للوافد لأول مرة، لذلك سنقدم لكم في الأسطر التالية مجموعة من الإرشادات والنصائح التي تسهل عليكم هذه المهمة، لتنقل آمن وسلس لأقصى درجة ممكنة داخل المدينة.

بخصوص سيارات الأجرة، عليكم أن تعلموا أن المدينة تتوفر على نوعين منها، الأول هي سيارات الأجرة الصغيرة، وفي طنجة توجد أقل تسعيرة للانطلاق على المستوى الوطني بـ5 دراهم فقط وهو الحد الأدنى لسعر الرحلة، وترتفع بـ30 سنتيما عن كل 120 مترا أو عن كل دقيقة وقوف، وتتوفر جميع سيارات الأجرة لزوما وبقوة القانون على عداد يبدأ احتساب الأجرة من درهم و60 سنتيما.

عند احتياجكم لسيارة أجرة صغيرة في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من الليل، فأنتم غالبا لن تجدوا أي مشكلة، لكن في فترات الذروة مثل منتصف النهار وبعد الساعة السادسة مساء، وأيضا في فصل الصيف نهارا وليلا، فغالبا ستضطرون لانتظار التاكسي لبعض الوقت، لذلك عليكم أخذ احتياطاتكم حين يتعلق الأمر بموعد مهم.

الحافلة السياحية التي يقلها السياح لاكتشاف أهم معالم مدينة طنجة (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

وفي المقابل توجد أيضا حلل بديلة مقابل إضافة بعض النقود، ويتعلق الأمر بتطبيقات النقل، أحدها هو تطبيق Careem المخصص لسيارات الأجرة والذي يمكنكم بواسطته التواصل مع السائق الذي سيصل إلى غاية مكان تواجدكم، وبالمبدأ نفسه يشتغل تطبيق In Driver لكنه لا يوفر خدمة النقل بواسطة سيارات الأجرة فقط، وإنما أيضا بواسطة سيارات الخواص مقابل تسعيرة أنتم الذين تحتكمون في حدها الأدنى.

ويمكن للسائح في طنجة التنقل عبر سيارات الأجرة الكبيرة، وهي مفيدة واقتصادية بالنسبة للأماكن البعيدة، وهذا النوع من التاكسيات لا تتجول عادة وسط الشوارع بل عليكم أن تقصدوا محطاتها الثابتة، ويمكن بسهولة التعرف عليها بسؤال أي سائق يقلكم أو الساقين الموجودين في أي محطة من المحطات، كما أن العاملين في الفنادق يكونون في الغالب على دراية بمواقعها.

وفي طنجة توجد أيضا شبكة للنقل بواسطة الحافلات، توفرها شركة Alsa، وهي حرفيا تغطي جميع التجمعات السكنية في المدينة وتصل إلى الجماعات المجاورة التي لا تصل إليها سيارات الأجرة الصغيرة، وبتسعيرة منخفضة تتراوح ما بين 3 دراهم ونصف و7 دراهم حسب طول المسافة.

وللتمييز بين أصناف الخطوط انتبهوا إلى أن الحافلات التي ستوصلكم إلى مكان داخل المجال الحضري تحمل حرف L قبل رقم الخط، مثل L1 التي تربط منطقة بني مكادة ببوخالف، أو L16 التي تربط حي حي كاستيا بمنطقة المنار، أما التي تصل إلى أماكن خارج المجال الحضري فتحمل حرفي LI قبل الرقم، مثل LI12 التي تربط محطة القطار بالقصر الصغير، وعموما يمكنكم التعرف على كل الخطوط ومواعيد الرحلات عبر الرابط التالي:  alsa.ma/tanger/lignes

أين تقضون ليلتكم؟

تتعدد الاختيارات للإقامات في طنجة، من فالفنادق المصنفة إلى الرياضات والفنادق الغير مصنفة، كما توفر المدينة لزوارها امكانية كراء الشقق المفروشة وهو خيار متعدد في المدينة.

يمكن للسائح، كيفما كانت ميزانيته أن يجد مكانا للإقامة في مدينة طنجة، بين الفنادق المصنفة بثلاثة نجوم التي تبدأ من 500 درهم (ما يعادل 50 دولار) لليلة الواحدة إلى الفنادق المصنفة من أربعة نجوم التي تبدأ من 900 درهم (ما يعادل 90 دولار) والخمسة نجوم التي تبدأ من 1300 درهم ما يعادل (130 دولار) في أغلب شهور السنة ما عدا في ذروة الموسم الصيفي حيث ترتفع هذه الأسعار وفق منطق العرض والطلب.

منظر للحياة الاجتماعية وطراز البنايات بمدينة طنجة (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

للسائح العديد من الخيارات الأخرى من بينها الفنادق الغير مُصنفة، وإن كان لا ينصح بها للعائلات، فإنه بالنسبة للأفراد من ذوي الميزانيات المحدودة، تصبح مقبولة، كما توجد الشقق المفروشة وهي التي تمثل العرض الأوفر في طنجة، هذا مع العلم أن هناك خيار فنادق خاصة على شكل "رياضات" ذات معمار تقليدي عائلي، والتي يُقبل عليها السياح الأجانب بشغف كبير لما تمثله من جذب تاريخي بهندستها الأندلسية أو الغارقة في الطراز الكولونيالي، وهو ما يجعلها تحفا فنية تمثل الخيار الأول للسائح الباحث عن إقامة بها روح للثقافة والتاريخ في المكان.

مزارات طنجة التاريخية

مغارة هرقل:

لا يكتمل الحديث عن طنجة دون استحضار مغارة هرقل، المكان الذي يجمع بين سحر الطبيعة، لكونه أعجوبة جيولوجية فريدة، وبين غموض الأسطورة، لارتباطه الوثيق بالميثولوجيا الإغريقية التي شكلت جزءا أصيلا من هوية المدينة، لذلك إذا كنتم ستزورون طنجة وستمرون من الطريق الساحلي الذي يعبر شاطئ أشقار الأطلسي الخلاب، فلا تنسوا الذهاب إليها.

مغارة "هرقل" التي تعد من المعالم السياحية بمدينة طنجة

اكتُشفت المغارة لأول مرة سنة 1906 وفي 1920 فتحت أبوابها للزوار، وفي سنة 2014 كانت على موعد مع عملية ترميم واسعة جعلتها موقعا سياحيا يستحق الزيارة، حيث يمكنكم مقابل 10 دراهم هي سعر الدخول بالنسبة للزوار المغاربة، واكتشاف أعمق مغارات إفريقيا والتي تمتد لـ30 مترا داخل باطن الأرض، كما يمكنكم الوقوف أمام بوابتها المطلة على الأطلسي الشبيهة بخارطة إفريقيا لدرجة مثيرة للإعجاب.

كاب سبارتيل:

إن كنت تحمل بين يديك ورقة نقدية من فئة 200 درهم فاعلم أنك تملك خارطة مصغرة لمدينة طنجة: زرقة البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي والميناء المتوسطي ومنارة "كاب سبارتيل"، نعم تلك البناية التي توجد في ظهر الورقة هي لإحدى المعالم التاريخية لمدينة طنجة، وهي المنارة الأقدم في المغرب، والتي دُشنت سنة 1864 بأمر من السلطان محمد الرابع كي لا تتكرر فاجعة غرق سفينة "دونا إزابيل" البرازيلية التي قضى خلالها 250 بحارا.

المكان ليس منارة فقط، بل موقعا سياحيا وترفيهيا ساحليا يستحق الزيارة، فالبناية التي يصل طولها إلى 25 مترا والموجودة على جرف صخري يبلغ ارتفاعه 315 مترا، هي عبارة عن متحف بحري فريد من نوعه، وفي سنة 2021 أعيد ترميمها وتهيئة المكان المحيط بها، الذي أصبح يضم مقاهي ومتنزهات مطلة مباشرة على شاطئ البحر، بفضاءات خلابة لهواة التصوير.

مسرح سيرفانتس:

بالإضافة إلى ثقلها السياسي والدبلوماسي، كانت طنجة المدينة التي عرفت نهضة ثقافية كبيرة في بدايات القرن العشرين، ومن بين من ساهموا فيها كانوا المواطنون الإسبان الذين كانت بلادهم ترغب في الاستفراد بهذه المنطقة الاستراتيجية، وبالقرب من مناطق نفوذهم جرى بناء أول مسرح بالمغرب، مسرح سيرفانتس سنة 1913 من طرف الثلاثي أنطونيو غاييغو والزوجين مانويل بينيا وإسبيرانثا أوريانا.

صورة للطريق الساحلي بمدينة طنجة (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

فترات ذهبية طويلة عاشها المسرح ذو الـ1400 مقعد طيلة عقود، كان خلالها الأكبر والأبرز في شمال إفريقيا، انتهت في سبعينيات القرن الماضي حين أغلق أبوابه وحُكم عليه بالنسيان والإهمال، لكن الحياة عادت له في أكتوبر من سنة 2021 بمشروع ترميم يُنتظر أن ينتهي بفتح أبوابه أمام العروض مجددا وبتأهيل المنطقة المحيطة به بكاملها، لذلك وجب على زوار المدينة وضع هذا المسرح ضمن قائمة اهتمامتهم في المستقبل القريب.

بلاصا طورو:

هناك منطقة في طنجة، على الطريق الوطنية المؤدية إلى تطوان، تسمى "بلاصا طورو" أو ساحة الثيران، حين تصل إلى هناك فاعلم أنك فعلا تقف أمام جزء من التاريخ الإسباني في طنجة إبان الحقبة الدولية، لأن الأمر يتعلق فعلا بحلبة لمصارعة الثيران هي الوحيدة في إفريقيا ومن المواقع المماثلة النادرة جدا خارج إسبانيا، فيها كانت مباريات مصارعة الثيران تقام بحضور المئات من المتفرجين.

المدينة القديمة لطنجة حيث البنايات مازالت شاهدة على عراقة تاريخ هذه المدينة (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

بُنيت الساحة سنة 1950، ولم يدم عصرها الذهبي كثيرا لأنه في 1957 انتهت رسميا فترة الحماية الدولية وحينها بدأ الوجود الأجنبي وخاصة الإسباني يتقلص تدريجيا، ليتحول المبنى إلى مرافق إدارية ثم طاله الإهمال لسنوات، وفي أبريل من سنة 2021 بدأ مشروع إعادة إحياء المكان الذي انطلق بالفعل، حيث سيحافظ على شكله الدائري المميز وعلى مدرجاته مع تحويله فضاء للفرجة يتسع لـ7000 شخص تحت الهواء الطلق، مع مرافق تجارية وخدماتية وثقافية.

ساحة 9 أبريل:

لا يوجد مكان في طنجة يلتقي فيه تاريخ المدينة القديم بتاريخها الحديث كما هو الحال في ساحة 9 أبريل، فالأمر يتعلق بالمنطقة التي تبدأ منها المدينة القديمة بدروبها المتشعبة وبناياتها النادرة وصولا إلى القصبة الشهيرة، وفي باب الفحص الموجودة بها يبدأ السور التاريخي الذي يفصل "السوق د برا" حيث كان التجار القادمون من الأماكن التي كانت إلى غضون العقود الأولى من القرن العشرين قرى محيطة بالمدينة، وبين "السوق الداخل" حيث متاجر الملابس والأثاث ومحلات الذهب والجلد، التي كانت تجمع الأجانب بالمغاربة المسلمين واليهود.

ساحة الأمم (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

وساحة 9 أبريل التي تتوسطها أكبر نافورات المدينة، المصنوعة من الرخام والتي تتزين بالأضواء الملونة ليلا، هي أيضا رمز انخراط طنجة في مطالب استقلال ووحدة المغرب، أخذت اسمها من تاريخ قدوم الملك محمد الخامس إلى المدينة سنة 1947، حيث ألقى خطابه الشهير بمبنى المندوبية الذي أصبح الآن محكمة تجارية، ولا يزال يستقبل الزوار في حدائقه الشاسعة التي تتوسطها نصب تذكاري ثلاثي يخلد نص الخطاب الملكي.

النزهة في مدينة البوغاز

فيلا هاريس:

حين تصلون إلى منطقة "مالاباطا" الساحلية الشهيرة، استمتعوا بوقتكم في الفضاءات الشاطئية الجميلة وتناولوا غذاءكم في مطاعم ومقاهي المنطقة المطلة على شواطئ مضيق جبل طارق والتي أعطت لطنجة لقبها "مدينة البوغاز"، لكن لا تنسوا أن تتمشوا قليلا باتجاه فندق هيلتون والمسرح الكبير لطنجة، على الجانب الآخر من الشارع ستجدون فضاء رائعا يجمع بين الطبيعة والتاريخ، إنه موقع "فيلا هاريس".

صورة لجمال الطبيعة بمدينة طنجة على الطريق المؤدي إلى "كاب سبارطيل" (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

هذا المكان يستحق الزيارة، ليس فقط لارتباطه بأحد أعلام طنجة، الصحافي والتر هاريس الذي كان مراسلا لجريدة "تايمز" الشهيرة والذي اختار الاستقرار بالمدينة في نهاية القرن 19، بل أيضا لأن مسكنه الأنيق المكون من بناية تجمع بين المعمار الأوروبي والمغربي تحولَّ إلى متحف للفن المعاصر، أما الحدائق الشاسعة المجاورة له، فتحولت إلى فضاء مفتوح لمحبي النزهة والرياضة مع مواقع لألعاب الأطفال.

بيرديكاريس:

طنجة ليست هي المدينة ذات البنايات المرتفعة والشوارع المزدحمة والفضاءات التي لا تنام ليلا ولا نهارا، طنجة هي أيضا مدينة لمن يريد الهدوء والاستمتاع بسحر الطبيعة، وهنا لا يوجد أفضل من غابة "الرميلات" ومتنزه "بيرديكاريس"، المنطقة التي ارتبطت أيضا بالتاريخ السياسي للمدينة، لأنها اكتسبت اسمها من قصر الدبلوماسي الأمريكي إيون بيرديكاريس، ومنه وقعت حادثة الاختطاف الشهيرة التي قادها أحمد الريسوني، واضطرت الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت لتحريك جيشه باتجاه سواحل المدينة.

أحد شوارع مدينة طنجة (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

الرميلات وبيرديكاريس هما في الأصل فضاء غابوي واحد، جرى تقسيمه إلى متنزه ومحمية غابوية، وبالإضافة إلى أنه المكان الذي يضمن لزائريه متعة التجول بين أشجار البلوط والصنوبر التي فاق عمرها مئات السنين، والحيوانات والطيور التي استوطنت المنطقة ولا زالت تعيش هناك بأمام، فهي أيضا مزيج ساحر بين الخضرة والجبل والبحر، وإذا وصلتم هناك فلا تنسوا زيارة المطاعم المتخصصة في الوجبات المحلية، وخاصة "البيصار" ومشويات وكؤوس الشاي الحلو المليء بالأعشاب.

مرشان:

لا تكتمل زيارة طنجة دون الوصول إلى منطقة مرشان، التي تكاد أن تكون أشهر فضاءات الفسحة الموجودة وسط المدينة، فيها يوجد القصر الملكي الذي يحمل إسم الحي نفسه، وهناك أيضا كان يوجد ملعب مرشان أحد أقدم الفضاءات الرياضية التاريخية بالمغرب، والذي تحول اليوم إلى ملعبين صغيرين بعد هدم المدرجات والسور، وأصبح محيطه فضاءً مفتوحا للنزهة.

في هذا المكان توجد مقهى "حنفطة" الشعبية الشهيرة، وفي مساء كل جمعة يمكن لهواة طرب الآلة أن يستمتعو بالحفلات الموسيقية مجانا، وحين تنتهون من ارتشاف كأس شاي أو كوب قهوة، اقطعوا الشارع المقابل وزوروا "حجرة غنام"، حيث موقع المقابر البونية التي تعود للحقبة الرومانية، وهناك استمتعوا بإطلالة ساحرة على الميناء وكورنيش "مرقالة"، ثم توجهوا إلى مقهى "الحافة" الشهير المطل على زرقة المتوسط، وإن كنتم محظوظين في صباح يوم مشمس قليل الغيوم ستتراءى لكم إسبانيا من هناك.

المدينة القديمة والقصبة:

إلى جانب الجزء الحديث من طنجة، تعتبر المدينة القديمة أيضا فضاء لا تكتمل السياحة في مدينة البوغاز إلا بزيارته، لأننا نتحدث عن واحدة من أكثر المناطق رونقا وتنوعا ضمن كل المدن العتيقة في المغرب، ففي المدينة القديمة يمكنكم زيارة المسجد الأعظم الذي بني لأول مرة في القرن 17 وأعيد بناؤه في القرن 19، والذي كان في الأصل معبدا رومانيا ثم كنيسة برتغالية.

حين تصلون إلى المدينة القديمة لا تنسوا أن تُعرجوا على القصبة، أهم المراكز العسكرية لمدينة طنجة القديمة، والمنطقة التي تضم أبوابها التاريخية، بما فيها باب البحر المطل على البحر الأبيض المتوسط، ثم عرجوا على متحف القصبة، الذي غدا اسمه متحف الحضارات المتوسطية، والذي كان في الأصل يحمل اسم "دار المخزن"، فهذا المكان يستحق الزيارة للاطلاع على ما يحتويه من قطع أثرية نادرة وأيضا للتجول في البناية ذات المعمار المغربي الرائع التي يعود تاريخ بنائها للقرن 17.

منظر الغروب من أعلى إحدى بنايات المدينة القديمة لطنجة (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

وعند الانتهاء من جولتكم في المتحف والخروج منه اتجهوا يمينا، حيث ستجدون في الجهة المقابلة لبوابته الرئيسية مدخلا للمدينة القديمة، هذه النقطة عبارة عن بداية الطريق إلى ما يشبه المتاهة، إذ يمكنكم التجول وسط الطروب الضيقة والمتشعبة، لكن ما لا يجب عليكم تفويته هو تتبع المسار المحدد بعلامات ستقودكم إلى مكان فريد جدا، إنه ضريح ابن بطوطة، الرحالة الذي بدأ مشواره من طنجة وأنهاه فيها، ثم بعدها يمكنكم مواصلة جولتهم إلى مبنى المفوضية الأمريكية التي يعود تاريخها إلى سنة 1821، وكانت أول سفارة للولايات المتحدة الأمريكية، وتحولت الآن إلى متحف.

الوجهات الشاطئية

مارينا وشاطئ المدينة:

يعتبر شاطئ المدينة الوجهة الساحلية الأقرب لمن لا يريدون الابتعاد وسط طنجة، الأمر يتعلق بإحدى أشهر الواجهات البحرية في المغرب وأكثرها توفرا على الفضاءات الترفيهية والمرافق الخدماتية، فبالإضافة إلى كون جميع وسائل النقل متاحة لهذه الوجهة، يمكن أيضا التوجه إليها سيرا على الأقدام في حال كنتم في ساحة الأمم أو الحي الإداري أو محطة القطار أو حتى المدينة القديمة، أما أصحاب السيارات فسيجدون سلسلة من المواقف تحت الأرضية متاحة أمامهم.

أحد اليخوت العتيقة بمارينا باي طنجة (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

عندما تزورون الشاطئ يمكنكم التوجه إلى العديد من المطاعم والمقاهي والملاهي الليلية الموجودة بالمنطقة، لكن أيضا يمكنكم التوجه غربا باتجاه كورنيش "مرقالة" حيث يمكنكم الاستمتاع بممارسة الجري أو المشي، لكن من الضروري أن تجربوا جولة في "مارينا طنجة" المليئة بالمرافق الترفيهية بما في ذلك نادي الزوارق الملكي الأقدم في المغرب الذي يعود تاريخه إلى سنة 1925، بالإضافة إلى مرفأ اليخوت الذي يحتوى على 1400 مرسى.

شاطئ باقاسم:

من البديهي أن يبحث زوار مدينة طنجة عن الشواطئ الجميلة ذات الرمال الذهبية من أجل الاستمتاع بالسباحة وحرارة الشمس، وهنا لا بد أن يكون الشريط الساحلي الأطلسي "أشقار" على قائمة اهتماماتكم، لكن ضعوا في أولوياتكم أن تقصدوا شاطئ "با قاسم" تحديدا، لأنكم ستكونون في واحد من أنظف شواطئ المملكة، وهو الذي حصل هذه السنة على "اللواء الأزرق" المخصص لأنظف الشواطئ للسنة العاشرة على التوالي في رقم قياسي لم يسبق له أي شاطئ مغربي آخر.

منظر لشاطئ مدينة طنجة المقابل للفنادق التي توجد وسط المدينة (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

ويُعد شاطئ با قاسم وشاطئ أشقار المجاور له، من بين الأماكن النموذجية لقضاء وقت ممتع في أمام وبعيدا عن الإزعاج، وذلك بعدما نجحت تجربة التكفل بهما من طرف شركتين، الأول تولته شركة "أمانديس" لتوزيع الماء والكهرباء والثاني شركة "اتصالات المغرب"، وبالإضافة إلى توفرهما على جميع المرافق الضرورية التي تمكن المصطافين من قضاء وقت مريح رفقة أطفالهم، فهو أيضا يحترم بشكل كبير معايير السلامة والأمان.

شاطئ الدالية:

من الواجهة الأطلسية لطنجة سنتجه هذه المرة شرقا، على ضفاف الواجهة المتوسطية، وسنذهب إلى شاطئ الدالية، القريب من ميناء طنجة المتوسطي، فبالنسبة للعديد من أبناء المدينة وكذا من زوارها، يعتبر هذا الشاطئ هو الأفضل على الإطلاق، ليس فقط بسبب نظافته وتنظيمه ورماله الذهبية، بل أيضا لخلوه من الأمواج وسهولة السباحة فيه في فصل الصيف.

ويعد شاطئ الدالية من بين الشواطئ النموذجية في المغرب، فهو يحتوي على كل المرافق الضرورية لضمان رحلة ممتعة مع أفراد العائلة والأصدقاء، ويحتضن فقرات ترفيهية عديدة خاصة في فصل الصيف، بل إنه يوفر أيضا مكتبة لمحبي القراءة، لذلك عند وصولكم إلى هذا المكان أنتم لن تحتاجوا إلا لملابس السباحة حتى تستمتعوا بوقتكم في فضاء جميل متوفر على كل سبل الراحة.

التسوق في طنجة

زيارتكم لطنجة ستتيح لكم أيضا فرصة للاستمتاع بالتسوق، فالمدينة تحتوي على مجموعة من الفضاءات التجارية الكبرى المتكاملة، التي تحتضن أشهر الماركات العالمية بالإضافة إلى كونها مواقع للترفيه والاستراحة، نقترح عليكم 3 منها:

سوكو ألطو:

هذا المول الموجود في منطقة "بوبانة"، القريب من المتنزهات الطبيعية ونادي الخيل، في محيط حي كاليفورنيا حيث الأجواء الهادئة البعيدة عن صخب المدينة، يعد مقصدا مثاليا لمن أراد تمضية يوم متكامل تختلط فيه متعة التسوق مع الترفيه، فالأمر يتعلق بمجمع تجاري وترفيهي متكامل على مساحة 55.000 متر مربع.

يحتوي "سوكو ألطو" على أكثر من 90 علامة تجارية، بالإضافة إلى 15 مطعما، ومن بين مميزاته أنه يضم أحد الأسواق الممتازة المعروفة وهو كارفور، بالإضافة إلى فضاءات ترفيهية عديدة خاصة بالأطفال حيث يمكنكم ترك أطفالكم هناك في أمان والذهاب للتسوق أو تناول الطعام، كما يمكنكم تجربة لعبة "البولينغ" رفقة أصدقائكم.

سيتي سنتر:

يوفر هذا المول تجربة متكاملة لهوات التبضع، فالفضاء المكون من 3 طوابق يتيح لكم اقتناء ما تريدون من ملابس وأحذية وعطور ومواد تجميل، حيث يحتوي على العديد من العلامات التجارية المعروفة.

والجميل في هذا الفضاء أيضا هو أنه خصص الطابق العلوي بالكامل للمطاعم والترفيه، حيث ستجدون هناك مطاعم شهيرة، وأماكن للوجبات الآسيوية والشرق أوسطية التي يمكنكم تناولها في فضاء بانورامي يطل على محطة القطار السريع، بالإضافة إلى فضاءات لألعاب الأطفال، أما إن كنتم تريدون مشاهدة الأفلام فأنتم في المكان المناسب، لأن هذا الطابق يحتضن أيضا قاعات سينما "ميغاراما".

سوق لبيع منتوجات الصناعة التقليدية لمدينة طنجة (Ph: Abdelaziz El Aaraj) © Assahifa

ابن بطوطة مول:

يتميز هذا المول بالعديد من الأشياء، من بينها قربه من وسط المدينة، حيث يمكن التوجه إليه من ساحة الأمم سيرا على الأقدام، كما أنه قريب من مارينا طنجة، لكن الأهم من ذلك أنه وجهة مهمة لعشاق ماركات الملابس ومواد التجميل، لأنه المكان الذي توجد فيه متاجر عدة علامات بشكل حصري.

إن زيارة طنجة ليست تجربة عادية، بل هي مسار طويل من التاريخ والحضارة، ومن مظاهر التمدن الحديثة والمتعة والرفاهية، لذلك حين ترغبون في زيارة طنجة كونوا على يقين بأنكم ستجدون الكثير من الأمور التي ستستهويكم، وستكتشفون مواقع وتجارب ستظل عالقة في ذاكرتكم.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...