عزيز البدراوي.. الرئيس الذي يمزج بين الشعبوية وسلطة المال مُحاولا تسيير الرجاء بمنطق "الارتجال"

 عزيز البدراوي.. الرئيس الذي يمزج بين الشعبوية وسلطة المال مُحاولا تسيير الرجاء بمنطق "الارتجال"
الصحيفة - عمر لشرايبي
الجمعة 30 شتنبر 2022 - 14:11

قبل أيام قليلة، لوح عزيز البدراوي بتقديم استقالته، من رئاسة المكتب المديري لنادي الرجاء الرياضي البيضاوي، في حال توقف الالتفاف الجماهيري حول المشروع الذي جاء به قبل أشهر.

عزيز البدراوي، الرجل الذي ينتظره أنصار الرجاء أن "ينظف" البيت الداخلي ويعيد شاحنة الفريق إلى سكة الألقاب القارية، طوق نفسه بمسؤولية جسيمة ورهن مساره المهني بنجاح مغامرته الكروية.

البدراوي.. من حي التقدم لرئاسة الرجاء "العالمي"

رأى النور في حي التقدم بالعاصمة الرباط، من أب مقاتل في الحرب الهندية الصينية وأم عصامية، تكبدت عناء التربية، حتى أن البدراوي أسس لشهرة هولدينغ "زارزيا"، تسمية عليها.

أحلام ابن الرباط كانت لا توازي ارتداء قميص من "ماركة" عالمية، بحجم النادي الذي بصدد تولي مهام تسييره حاليا، فالعارفون بمسار البدراوي يعلمون أن الأخير انطلق من طلبات بسيطة لأحلام مشروعة، مثلما كان بصدد التخطيط له، قبل أشهر، ليصبح الرئيس رقم 23 في تاريخ الرجاء العالمي، بمصادقة من "برلمان" النادي.

البدراوي، الذي يشغل منصب إدارة مجموعة "أوزون"، انطلق من شركة صغيرة مكلفة بـأعمال النظافة من خمس عاملات، بينهم أخته السعدية التي ألحت أن تشتغل منظفة من أجل مساعدة عزيز في مشروعه، حسب ما كتب يوسف الساكت، الإعلامي المغربي، عن مسار رجل تحول من أضواء عالم المال والأعمال إلى نجومية رئاسة الرجاء.

عثرات البداية.. البدراوي بشخصية "مول الشكارة الشعبوي"

منذ أولى خرجاته، ظهر البدراوي على أنه "بروفايل" الرئيس الذي يمزج بين الشعبوية وسلطة المال، وهو ما افتقده سلفه على رأس المكتب المديري للنادي، إلا أن زلات البدايات ظهرت مع أولى خطوات رئيس شركة "أوزون" في دواليب تسيير الفريق "الأخضر".

في سادس يونيو الماضي، فشل البدراوي في تأمين أول ندوة صحافية يعقدها، مرشحا لرئاسة الرجاء، إلا أنه ترك انطباعا أنه فعلا يبني لـ "عهد جديد"، ظهر أنه يبدأ بالاستعانة بحرس شخصي خاص وقطيعة مع بعض المنابر الإعلامية.

اختار البدراوي "الشعبوية" في استقطاب الدعم الشعبي، قبل تقلده لزمام المسؤولية، عشية 16 يونيو، ثم صعد النسق تدريجيا ليبلغ ذروته مع انطلاقة الموسم الكروي الجاري، حيث تحول إلى أول رئيس نادي يخاطب متتبعيه عبر "انستغرام" بطريقة لا تليق برمزية المنصب، حسب ما يؤكده أفراد من "الدائرة المغلقة" للرئيس.

خلال ندوة تقديم المدرب التونسي منذر الكبير، قبل أيام، استعمل البدراوي مصطلحات من قبيل "الميكروب والأقزام" لوصف رؤساء سبقوه، وهو ما جرّ عليه موجة من الانتقادات، كما جاء على لسان أحد أعضاء مكتبه المديري، الذي قال في دردشة مع موقع "الصحيفة"، إنه "سبق ونبهناه إلى طريقته التواصلية في أكثر من مرة، لكن دون جدوى".

مشروع البدراوي رهين الأخطاء التقنية..

بالرغم من قلة تجربته على مستوى التسيير الكروي، إلا أن عزيز البدراوي اختار فريق عمله من مقربيه في مجال "البيزنس"، دون سلك العرف القائم داخل الرجاء، بتشكيل المكتب المسير من منخرطي النادي، وهو المشروع الفريد الذي تحمل الرئيس الحالي تبعاته، منذ الأشهر الأولى عن انطلاقة التجربة.

بداية الأخطاء تجسدت في تدبير الشق التقني المرتبط بالفريق الأول، حيث أشرف البدراوي على انتداب أزيد من 15 لاعبا، محدثا تغييرا جذريا على تركيبة الرجاء، جلهم لم يقدم الإضافة المرجوة في تقييم للمؤدى العام، بعد مرور ثلاث جولات عن الدوري الاحترافي، حتى أن بعضهم لم يلبس حتى القميص، على غرار المهاجم بيتر ويلسون، الأخير الذي قدمه الرئيس في ساعات متأخرة من الليل، على أساس أنه الخليفة المنتظر للهدافين التاريخيين، قبل أن يظهر أن مواطن الرئيس الليبيري جورج وياه، صديق البدراوي، لم يكن سوى لاعبا عاديا قابل لفسخ العقد.

بالإضافة إلى أحادية قرار الرئيس في إبرام التعاقدات، ظهر جليا أن ثنائية عبد الإله فهمي وهلال الطاير، داخل الإدارة التقنية، أثبتت فشلها في تدبير الشق التقني داخل الرجاء، ما دفع البدراوي إلى إنهاء خدمتها، مبكرا، نزولا عند رغبة المناصرين.

جانب التسويق.. البدراوي ينهي مشاريع موجودة سلفا!

أعلن نادي الرجاء الرياضي البيضاوي، قبل أسابيع، تعاقده مع أحد الشركات العالمية المختصة في مجال المراهنات، في صفقة تعتبر من بين الأغلى على مستوى عقود الإستشهار داخل أندية البطولة الاحترافية المغربية، والتي من المنتظر أن تصل إلى إجمالي ثلاثة ملايين دولار، على مدار المواسم الثلاث المقبلة.

هذا، وعلمت "الصحيفة"، نقلا عن مصادر مطلعة، أن المفاوضات التي انطلقت قبل عدة أشهر، بين إدارة الرجاء والشركة الراعية، أشرف على إعدادها المكتب المديري السابق برئاسة أنيس محفوظ، قبل تسليم المشروع إلى الإدارة الحالية، التي يرأسها عزيز البدراوي، الأخير الذي استعان بخبرة وليد بوزوبع، مسؤول التسويق و"الماركوتينغ" في الإدارة السابقة.

ومن المنتظر أن يستفيد الرجاء، بموجب بنود الاتفاقية السابقة، على أزيد من 3,3 ملايين دولار (أزيد من ثلاث ملايير سنتيم)؛ 1,1 مليون دولار عن الموسم الرياضي المقبل 2022/2023، 1,1 مليون دولار عن الموسم الرياضي 2023/2024 ثم 1,1 مليون دولار عن الموسم 2024/2025.

علاوة على ذلك، أتم مكتب البدراوي مشروع المكتب السابق، بالتعاقد مع شركة ألبسة رياضية، في إطار استمرارية العمل، على ضوء محظر تسليم سلط مع الرئيس السابق أنيس محفوظ.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...