فاجعة معمل النسيج بطنجة تتصدر الإعلام الدولي.. ومطالب بمحاسبة المتورطين في المأساة

 فاجعة معمل النسيج بطنجة تتصدر الإعلام الدولي.. ومطالب بمحاسبة المتورطين في المأساة
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأثنين 8 فبراير 2021 - 22:12

استقطبت الفاجعة المأساوية التي شهدتها مدينة طنجة المغربية صباح اليوم الإثنين، اهتمام وسائل إعلام دولية  عديدة ومؤثرة، نتيجة هول الفاجعة التي سجلت مصرع أكثر من 25 شخصا من عمال معمل للنسيج يعمل بطريقة سرية في الطابق السفلي الأرضي لإحدى الفيلات بطنجة.

وكانت وكالة الأنباء البريطانية رويترز، من بين أبرز وكالات الأنباء السباقة لنشر تفاصيل هذه الفاجعة تحت عنوان "السيول تقتل 24 شخصا داخل معمل غير قانوني في المغرب"، كما نشرت وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتد بريس تقريرا عن الحادث المأساوي، تحت عنوان " مقتل 24 عامل ملابس في مصنع غمرته المياه بالمغرب".

الموقع الإخباري النسخة الإنجليزية التابع لقناة الجزيرة التي تُعد أضخم وأكبر محطة تلفزية في العالم العربي والعالمي، تطرق بدوره لفاجعة طنجة تحت عنوان " فيضانات تقتل العشرات في مصنع مغربي تحت الأرض"، كما نشر موقع قناة بي بي سي الإخباري تقريرا تحت عنوان " 24 قتيلا على الأقل في فيضانات معمل طنجة".

وتطرقت جل التقارير الإخبارية في وسائل الإعلام الدولية إلى تفاصيل الفاجعة، وكيف لقي الضحايا حتفهم جراء تسرب المياه وغمرها لمعمل سري تحت الأرض وحدوث صعق كهربائي، مشيرة إلى أن أغلب الضحايا هم من النساء العاملات.

ويأتي هذه الاهتمام الإعلامي الدولي بهذه الفاجعة، بالنظر إلى الحصيلة الثقيلة من الضحايا، وهي حصيلة مرشحة للارتفاع، حيث أكدت مصادر محلية بطنجة، أن عدد الضحايا وصل إلى 29 قتيل، في انتظار تأكيد السلطات المحلية للمعطيات الجديدة.

هذا وفي غمرة الصدمة والحسرة على وفاة هذه الحصيلة الثقيلة من الضحايا ممن وصفهم عدد كبير من النشطاء المغاربة بـ"شهداء لقمة العيش"، طالب المئات من النشطاء المغاربة بضرورة محاسبة كافة المتورطين والمسؤولين عن وقوع هذه الحادثة الأليمة التي خلفت آلاما كبيرا في العشرات من الأسر.

واعتبر النشطاء المغاربة، أن وجود معمل سري تحت الأرض، أمام أعين السلطات، هو دليل على وجود فساد وغض الطرف بين رجال السلطة وصاحب المعمل، "إذ لا يُعقل أن يكون هذا المعمل سريا لا يعلم به أحد، وهو يستقبل العشرات من العمال يوميا"، وفق ما قال أحد النشطاء المغاربة على موقع فيسبوك.

ويعتبر النشطاء، أن رجال السلطة المحليين، كأعوان السلطة وغيرهم، يتحملون مسؤولية ما حدث، إضافة إلى مفتشية الشغل التي حملها عدد كبير من النشطاء مسؤولية عدم تفقد هذا المعمل لمعرفة ظروف العمل داخله والمخاطر التي قد تحدث في حالة وقوع فيضانات أو حرائق داخله.

وأشار النشطاء إلى وجود العديد من معامل النسيج السرية في طنجة ويشتغل فيها العشرات من الأشخاص، خاصة من النساء، ويعملون في ظروف صعبة وغير إنسانية، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات تحد من الكوارث التي قد تحدث مستقبلا.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...