فيديوهات محمد علي.. "مسلسل مصري" مشوق يَفضح فساد السيسي والجيش

 فيديوهات محمد علي.. "مسلسل مصري" مشوق يَفضح فساد السيسي والجيش
الصحيفة
الثلاثاء 10 شتنبر 2019 - 12:00

يتابع المصريون منذ أيام أحد أكثر "المسلسلات" تشويقا في تاريخ "الجمهورية"، مسلسلٌ لم يحتج لأحدث الكاميرات وأغلى الديكورات وأشهر الممثلين لتصويره، كما لم يحتج لأي قناة من القنوات المصرية العمومية والخاصة الكثيرة في مصر لعرضه، احتاجَ فقط لكاميرا هاتف نقال و"ممثل" واحد ووحيد والقليل من الانترنت لرفع حلقاته على مواقع التواصل الاجتماعي.

الأمر يتعلق بمسلسل فيديوهات الممثل والمستثمر العقاري محمد علي، الذي وصل لحدود كتابة هذه الأسطر إلى حلقته السابعة، وفيه يحكي الرجل الذي نفذ عدة مشاريع لصالح الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، وللقوات المسلحة المصرية، تفاصيل الفساد المالي الكبير الذي تورط فيه هؤلاء وعائلاتهم.

بداية الحكاية

بدأت القصة من إسبانيا، هناك حيث قرر محمد علي قبل أسبوع الشروع في فضح مسلسل التبذير الطويل للمال العام من طرف الرئيس المصري والقوات المسلحة، وذلك بعدما وجد شركته غارقة في أزمة مادية سببها عدم تسليمها مستحقاتها المالية الناتجة عن تنفيذها عدة مشاريع عقارية، والتي اتضح أن أغلبها كان يتم بواسطة المال العام لفائدة أشخاص مقربين من السيسي.

وكشف علي عن تنفيذ شركته المسماة "أملاك" مشروعا بتكلفة تتعدى ملياري جنيه بمنطقة "الشويفات" بالتجمع الخامس، لفائدة اللواء بالمخابرات الحربية المصرية، شريف صلاح، وهو صديق مقرب للسيسي، موضحا أن هذا المشروع تم بتدخل مباشر من الرئيس المصري ليمكن صديقه من فندق قريب من الفيلا التي يقطن بها، مصنفا إياه ضمن مشاريع "تطوير السياحة في مصر"، على الرغم أن المنطقة الموجود بها تعاني كسادا على هذا المستوى.

لكن علي لم يقف عند هذا الحد، بل تحدث عن العديد من الصفقات الأخرى التي تُنفذها الهيأة الهندسية التابعة للجيش المصري، والتي قال إنها تتولى إنجاز المشاريع التابعة للحكومة عن طريق "الإسناد المباشر" دون المرور لمناقصات، ثم تقوم باستدعاء المقاولين بمنطق "الأوامر" من أجل إنجازها، دون أن تمنحهم جميع مستحقاتهم، بل إنه اتهمها أيضا بالتلاعب في الحسابات.

فضائح آل السيسي

ولم يقف مسلسل محمد علي المثير عند فضائح الجيش، بل كشف النقاب أيضا عن تورط السيسي نفسه في تبذير مئات الملايين من الجنيهات، بعدما كان يُذَكِّر المصريين أنهم "فُقرا أوي"، بل ويطالبهم بـ"الدفع لمصر" لمساندتها في أزمتها المالية.

وكشف علي أنه أجرى تجديدات لمقر السيسي بمنطقة "الحلمية" في القاهرة، عندما كان وزيرا للدفاع قبل انقلابه على الرئيس السابق محمد مرسي سنة 2013، بقيمة 50 مليون جنيه، كما بنى ما يزيد عن 500 منزل له شخصيا، موردا "لا زلت إلى اليوم أتساءل كيف سيعيش فيها كلها"، وأضاف أن السيسي بنى مدفنا لوالدته بالملايين من الأموال العامة.

أما أكثر فصول حلقات مسلسل محمد علي إثارة، فهي التي تحدث فيها عن انتصار عامر زوجة السيسي، التي كشف أنها مهووسة بالقصور والمساكن الفخمة والتجديدات التي تكلف الملايين من الجنيهات، والتي "تأمر" بتنفيذها لمجرد أنها "زوجة الرئيس" و"زوجة المشير" سابقا.

وقال الممثل والمقاول المصري إن انتصار أنشأت استراحة بقيمة 250 مليون جنيه، وأدخلت تعديلات على إحدى الفيلات بقيمة 25 مليون جنيه، كما أنها "تقرف" من استخدام الأثاث الموجود في القصور التي تضع يدها عليها، بما فيها قصر عبد الحكيم عامر، وزير الدفاع في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، وإقامة سوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق حسني مبارك، إذ تقوم بصرف الملايين من أجل تغييرها تماما.

من هو محمد علي؟

عُرف محمد علي، البالغ من العمر 45 عاما، لدى الجمهور المصري والعربي بتمثيله في أفلام "البر الثاني" و"المعدية" و"القشاش"، بالإضافة إلى مشاركته في عدة مسلسلات، لكنه كان أيضا، ولمدة تزيد عن 15 عاما، رجل أعمال ينشط في مجال العقارات وسبق له أن نفذ عدة مشاريع لصالح الحكومة المصرية والقوات المسلحة.

وبدأ علي التخطيط لمغامرته قبل شهور، وذلك بعدما وجد نفسه غارقا في أزمة مالية نتيجة عدم توصله بمستحقاته من المشاريع الحكومية التي أنجزها، بما في ذلك مشروع "قناة السويس الجديدة"، ليقوم شهر مارس الماضي بالانفصال عن زوجته لتسهيل خروجها رفقة أبنائهما من مصر دون أن يثير أي شبهات.

أما المرحلة الثانية من الخطة فكانت تهدف إلى ضمان خروجه من مصر دون أي شبهة، في ظل الرقابة الشديدة التي تفرضها السلطات على تنقل العديد من المشاهير، لذلك لجأ بداية إلى الإعلان عن مشروع فيلم جديد تتمحور فكرته حول "استهداف مصر" سيكون من بطولته وإنتاجه، وقام بتقديم السيناريو للهيأة الرقابية التي وافقت عليه، ما سهل عليه السفر بحجة الإعداد للفيلم.

لكن، بعد ظهور الفيديو الأول حاولت السلطات المصرية الضغط عليه للتراجع عن طريق والده، الذي استضافه أحمد موسى، الإعلامي المقرب من النظام، في برنامجه "على مسؤوليتي"، حيث اعتذر الرجل للسيسي على ما فعله ابنه، زاعما أنه كان على صلة بجماعة "الإخوان المسلمين" وأن قطر بعثت له طائرة لتهريبه من مصر، لكن ذلك لم يفلح في ثني علي عن "حلقاته" والتي قال في إحداها إن السيسي لن يتمكن من إسكاته إلا بـ"قتله".

صداع في رأس السيسي

صار واضحا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أن النظام المصري يعيش "كابوسا" بسبب هذا المسلسل، وهو ما يؤكده ما كشف عنه علي نفسه الذي قال إن السفارة المصرية في مدريد تواصلت معه مرتين لإقناعه بالقدوم إليها و"حل المشكلة بشكل ودي"، وهو الأمر الذي سخر منه الممثل المصري بشدة في أحد فيديوهاته.

لكن هذه لم تكن الطريقة الوحيدة التي اعتمدتها السلطات المصرية لطمس هذه الفضيحة الجديدة التي أضحت صداعا مزمنا في رأس السيسي والجيش، فقد تم اللجوء إلى وسائل الإعلام لتكذيبه واتهامه بـ"الأخونة" تارة وبـ"الخيانة" تارة، في حين لجأت وسائل التواصل الاجتماعي المقربة من النظام لوسوم تهاجم علي، لكن أغلب التعليقات كانت تتفاعل معها سلبا وتدعم استمرار فيديوهاته.

وبدا تأثير تلك الخرجات واضحا على الحكومة المصرية، حيث دعا رئيس الوزراء مصطفى مدبولي لـ"صرف مستحقات المقاولين أولا بأول"، حسب ما كشفت عنه جريدة "الشروق" في عددها ليوم الأحد الماضي، وذلك رغم عدم صدور أي رد فعل مباشر حول هذه القضية إلى الآن.

لكن بالتزامن مع ذلك بدأ مسلسل المطاردة القضائية لعلي ببلاغ للنائب العام تقدم به المحامي محمد حامد سالم، يتهمه فيه بنشر "أكاذيب وافتراءات تهدف إلى ابتزاز الدولة المصرية وتشويه صورتها في الداخل والخارج"، واصفا ما قام به بـ"الخيانة".

لكن كل هذا لا يبدو أن له أي تأثير على محمد علي، الذي لا زال يتوعد بفضح "الفساد" في مصر، قائلا إنه لا يريد الآن استرجاع أمواله بعدما شرع في بناء حياة جديدة خارج مصر، لكنه يريد نزعة ورقة التوت عن الرجل الذي قال يوما إن ثلاجته ظلت طيلة عشر سنوات ليس فيها سوى الماء!

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...