فيصل العرايشي.. ألم يحن وقت رحيلك؟ الرحيل من اللجنة الأولمبية وجامعة التنس وحتى التلفزيون؟!

 فيصل العرايشي.. ألم يحن وقت رحيلك؟ الرحيل من اللجنة الأولمبية وجامعة التنس وحتى التلفزيون؟!
الصحيفة
الأثنين 2 غشت 2021 - 9:00

هو الرجل رقم "2" في هرم التسيير الرياضي المغربي، بصفته رئيسا للجنة الأولمبية الوطنية، منذ يونيو من سنة 2007، وهو المسؤول الأول عن الحصيلة المخجلة في دورة الألعاب الأولمبية "طوكيو2020" كما يبقى الشاهد الأول أمام قاضي المحاسبة.. إن كانت هناك محاسبة بعد انطفاء الشعلة الأولمبية!

خمس أيام كانت كافية من أجل تقيييم عمل خمس سنوات، منذ دورة "ريو2016"، التي حفظ فيها عرق الملاكم محمد ربيعي ماء وجه المسؤولين داخل الـ CNOM، فظل المغاربة يستفيقون باكرا من أجل تحصيل الإخفاقات المتكررة في الملاكمة والتايكواندو والجودو.. أو أصناف أخرى، شاءت الصدف أن يكون للمغرب أحد أبناء أو بنات المهجر "البارعين" فيها.. اكتفى جلهم بـ"شرف المشاركة" فحظي بثناء الوزير الوصي على القطاع، كما هو حال رمزي بوخيام، بطل "السورف".

لم يظهر العرايشي في طوكيو، حيث ارتأى أن يوفد كاتبه العام، وهو العارف بخبايا الأمور، رغم أن حجم الآمال المعلقة لدى المتتبع للمشاركة المغربية في "طوكيو2020" كانت أكبر من أن يخرج أزيد من 20 بطلا وبطلة منذ الأدوار التمهيدية. الواقع كان يوحي بأن سقف التطلعات يبقى في حدود الميدالية اليتيمة "التقليدية"، بيد أن صدمة الأداء الوطني  على بساط وحلبة التباري ترك عديد علامات الاستفهام!

صحيح أن لجنة العرايشي، رصدت غلافا ماليا مهما من أجل الإعداد للدورة الأولمبية، إلا أنها ليست سوى أموال دافعي الضرائب، الذين خجلوا من رؤية دول مثل الكوسوفو وتركمنستان، جزارا حتى مثل برمودا وفيجي، تعتلي منصات التتتويج، وهي التي لا يكاد تعداد سكانها يفوق مقاطعة بالعاصمة الرباط، حيث ينتصب عرش العرايشي..أو عروش العرايشي إن صح التعبير!

لم يكن العرايشي ليكون في منصبه هذا لو لم يتقلد رئاسة الجامعة الملكية المغربية للتنس في سنة 2009، حيث تجدد الولاء له، بعد أزيد من عقد من الزمن، ولم يعترض أحد ممن حضر الجمع العام، قبل أيام من افتتاح الأولمبياد، (لم يعترض) على تسيير الرجل لشؤون الكرة الصفراء.

في طوكيو، شاركت تونس بنجمتها أنس جابر ومصر ببطلتها ميار شريف، أمام المغرب الذي قدم للعالم "الثلاثي الذهبي"؛ يونس العيناوي وهشام أرازي وكريم العلمي، لم يعد له سوى البكاء على أطلال الماضي والترحم على "الأب" محمد امجيد، الذي ترك إرثا لم يحسن التعامل معه..في عهدة العرايشي، تم توقيف "ما تبقى"  من المواهب المغربية بسبب "المراهنات" وتجنيس أحد اللاعبين الفرنسييين من أجل الواجهة ليس إلا!

فيصل العرايشي، الذي يقود الرياضة الوطنية، في سنة أولمبياد "طوكيو2020"، لم يضع، إلى حدود اليوم، تصورا واضحا للمشاركة المغربية في المحفل "الأولمبي"، كما أن الغموض يلف الرهانات والأهداف المسطرة للجامعات الرياضية التي ستمثل العلم المغربي، في اليابان، صيف السنة الجارية.

وأنت تحاول إبعاد اسمه عن المنظومة، يعود مجددا للظهور.. فلأول مرة في تاريخ "الأولمبياد" سيجد المتتبع المغربي نفسه مضطرا إلى متابعة سباقات 1500 متر و3000 موانع على قنوات France2 وEurosport وBein Sport، في غياب للإشارة القادمة من طوكيو على قنوات القطب العمومي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة SNRT.

إنه فيصل العرايشي نفسه الذي يملك جهاز التحكم في التلفزيون المغربي، حيث لم يعد المتتبع يتابع سوى البث المباشر لمباريات البطولة الاحترافية.. لا دوريات أجنبية ولا بطولات كبرى لرياضات شعبية ولا برامج متنوعة.. حتى أن الرياضة انعدمت في القناة الأولى والثانية.

انشغالات العرايشي المتنوعة، قد تجعله بعيدا عن صلب اهتمامامت الشارع الرياضي الوطني، لاسيما وأنه يشغل منصب الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة "SNRT"، هذا القطاع الحيوي الذي يشهد عدة عثرات تفرمل نموه، ليقارع نماذج الجوار.

من يقدر على زحزحة العرايشي من منصب شكل أول عنوان صدام بين القصر الملكي وحكومة عبد الرحمن اليوسفي في نونبر من سنة 1999، حين تلقى وزير العربي المساري، وزير الاتصال حينها، مكالمة من رشدي الشرايبي، مدير ديوان الملك، يخبره بإعفاء محمد الأيساري من منصبه كمدير للتلفزة المغربية بدار البريهي، دون إعطائه أي تفاصيل، باستثناء أنها "رغبة الملك"، وبينما كان المساري ينتظر إخباره بإجراءات التنصيب كما أوصاه الوزير الأول، سيشاهد حفل تعيين العرايشي على التلفاز، وهو الأمر الذي سيدفعه لطلب إعفائه من منصبه الحكومي.

حتى وإن تحكم العرايشي في الصورة المنقولة في البيوت المغربية، إلا أن التكنولوجيا الحديثة ساهمت في تنمية وعي المغاربة، حيث أجمع الجميع على منصات التواصل الإجتماعي وفي التعاليق عبر "الفايسبوك" على ضرورة التغيير الجذري ومحاسبة المسؤولين عن إخفاق الرياضة الوطنية..

توج العداء سفيان البقالي بميدالية المغرب الوحيدة في "طوكيو2020" أو لا قدر الله تعثر. سيدي الرئيس فيصل العرايشي.. هل حان وقت الرحيل؟.. الرحيل من اللجنة الأولمبية والتلفزيون وحتى التنس.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...