فيلسوف سويسري يوضح مفهوم التنمية "المُخادع" ونقاشه المطروح في المغرب

 فيلسوف سويسري يوضح مفهوم التنمية "المُخادع" ونقاشه المطروح في المغرب
الصحيفة
الأحد 22 دجنبر 2019 - 9:00

اعتبر جيلبرت ريست، الفيلسوف السويسري المتخصص في العلوم السياسية، أن ظهور مفهوم التنمية أول مرة بشكله الحالي يعود إلى أحد الخطابات الشهيرة للرئيس الأمريكي ترومان عقب نجاحه في الانتخابات وتنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية سنة 1945.

وقال المتحدث في محاضرة تفاعلية ألقاها عن بعد يوم الجمعة 20 دجنبر، ضمن فقرات الدورة الرابعة من جامعة مغارب، "إن هذا الخطاب التاريخي لم يعدُ كونه حركة تواصلية لجذب الجماهير، إلا أنه بدون وعي صنع مفهوم التنمية، حيث حول هذا اللفظ من لفظ عادي ينسب إلى الأشياء التي تنمو في الطبيعة إلى ربطه بالبلدان".

ووضح ريست أن المثير في مفهوم التنمية هو "خلقه لمشاعر الأمل لدى الدول المتخلفة، فبعد أن اختفى التصنيف الذي يقسم العالم إلى دول مستعمِرة وأخرى مستعمَرة، صار الجميع معتنقا للتنمية، مع الاعتقاد بأن خط الوصول في هذا السباق سيوصل الدول المتخلفة إلى مراتب الأخرى التي سبقتها إلى التقدم".

وعَرَّف الفيلسوف التنمية بكونها "تحويلا للعلاقات الاجتماعية وعلاقة الإنسان بالطبيعة إلى خيرات قابلة للتسويق، وهو ما يحصل بالفعل في الدول المتقدمة، معتبرا أنها مفهوم غربي محض، ارتبط بالثقافة الغربية التي ومنذ القرن 18 دخلت في سباق محموم ولا متناه على تحقيق النمو".

وفي عودة إلى تاريخ الحضارة الغربية، يضيف المفكر السويسري أن القرن 18 تميز بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية استقلالها، مع إعلان حق الأفراد في السعادة، إضافة إلى استعمال البشرية للمرة الأولى للمحرك الانفجاري مع جيمس واط، وميلاد علم الاقتصاد مع نشر أول كتاب لآدم سميث، وحسب المتحدث فهذه الأحداث الثلاثة أدخلت البشرية في مرحلة من تغريب العالم (أي إكسابه سمة غربية).

وعَرج ريست على الرأسمالية بوصفها صيغة حالية معاكسة لنموذج اشتراكي باء بالفشل، قائلا "إنها انتعشت في القديم بالاستعمار ونهب ثروات الدول المستعمرة، ويضيف أنها اليوم تنتعش بشكل جديد من الاستعمار غير الاقتصادي والسياسي، موضحا أن المؤسف هو تواطؤ الضحايا مع من يمارسون عليهم هذا العنف الرمزي. وهو حسب رأيه أخطر من الاستعمار التقليدي".  

وأبدى المتحدث إعجابه بحركات الممانعة التي تروم تغيير النخبة السياسية سواء في المغرب أو الجزائر أو دول أخرى، معتبرا أنها "نزعة تُحيل على رفض النموذج التنموي الحالي وتتجه نحو تبني نموذج آخر غير مفروض من الخارج، مستحضرا في ذلك مثالا عن دول -وإن كانت تجاربها قد فشلت- حاولت تطوير نماذج تنموية وطنية تعتمد على القيم الوطنية مثل بوليفيا وتانزانيا. 

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...