في جولة متوقعة.. هل يُصلح الملك ما أفسدته "الأزمات" في المنطقة العربية؟

 في جولة متوقعة.. هل يُصلح الملك ما أفسدته "الأزمات" في المنطقة العربية؟
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 29 فبراير 2020 - 12:00

بدأت بوادر الإعداد لجولة ملكية في المنطقة العربية تلوح في الأفق بقوة منذ أيام، وذلك منذ الإعلان شبه الرسمي عن ترتيب زيارة الملك محمد السادس إلى المملكة العربية السعودية، والتي ينتظر أن يلتقي خلالها كلا من الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في خطوة قد تضع نقطة النهاية لأطول خصام مغربي سعودي في تاريخ العلاقات بين البلدين.

لكن الزيارة الملكية إلى الرياض، التي قد تتحول إلى جولة عربية تشمل كلا من مصر وقطر، أضحت تحمل معها طموحا أكبر من طي صفحة الخلاف المغربي السعودي، إذ يمكن أن تتحول محطاتها الثلاث إلى مُنطلق لحل أزمة عربية عمرت طويلا وكلفت المنطقة الكثير من الخسائر السياسية والاقتصادية.

السعودية.. نقطة البداية

وإلى حدود الساعة لم يعلن القصر الملكي في المغرب أو الديوان الملكي السعودي عن تفاصيل الزيارة المرتقبة للملك محمد السادس إلى الرياض، كما لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن وجود أي زيارة إلى كل من مصر وقطر، لكن المؤشرات تبدو قوية جدا خاصة بالنسبة لزيارة الملك للسعودية، والتي أكدتها وسائل إعلام مقربة من دوائر صنع القرار بهذه الأخيرة.

وأضحت هذه الزيارة في حكم المؤكدة مع انتقال كل من المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، إلى الرياض للقاء ولي العهد السعودي وترتيب تفاصيلها، وهو الأمر الذي وسائل إعلام سعودية نقلا عن "مصادر دبلوماسية"، علما أن الوفد المغربي ظل هناك ليومين.

وبغض النظر عن ما إذا كان الملك سيزور بالفعل قطر ومصر، تبقى الرحلة إلى المملكة العربية هي الأهم، بالنظر لتأثر العلاقات التاريخية بين الرباط والرياض وحتى الشخصية بين الأسرتين الحاكمتين بالبلدين عقب الأزمة الخليجية، والتي وصلت إلى حد سحبٍ غير معلن للسفير المغربي من السعودية عقب الإضرار بمصالح المغرب خاصة المتعلقة بقضية الصحراء المغربية، وهو الأمر الذي "نُسب" إلى مستشاري ولي العهد السعودي.

لكن هذه الزيارة قد لا تساهم في إعادة المياه إلى مجاريها بين المغرب والسعودية فقط، ولكن أيضا مع قطر، خاصة في ظل أن الدوحة أعلنت عدة مرات استعدادها الحوار مع الرياض التي تقود التحالف المكون من الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، وسيكون أكبر مؤشر لهذا الأمر تمكن الملك من التوجه جوا من السعودية إلى قطر كاسرا الأجواء المغلقة، ما سيحمل معه بوادر رفع الحصار الجوي عن هذه الأخيرة.

من الرياض إلى الدوحة

ولم يتم الإعلان عن ترتيب زيارة ملكية إلى الدوحة، لكن المثير للانتباه أن كلا من الهمة وبوريطة، واللذان يمثلان مصدر ثقة الملك بخصوص القضايا الدولية والإقليمية، اتجها مباشرة من السعودية إلى قطر ليلتقيا هناك بأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتشي قصاصة وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن قضية الأزمة الخليجية كانت حاضرة في النقاش.

ووفق القصاصة فقد تم خلال هذا اللقاء "استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية"، ورغم أن الوكالة لم تنشر تفاصيل اللقاء إلا أنه ليس سرا أن أهم قضية "إقليمية" موجودة على طاولة الدوحة حاليا هي الأزمة الخليجية وما تصفه بـ"الحصار" المفروض عليها خاصة من السعودية التي تتشارك معها حدودا برية.

وحمل اللقاء إشارات صريحة أيضا إلى أن موقف المغرب من قطر لم يتغير بالتزامن مع ترميم علاقاته بالسعودية والإمارات، فالملك الذي سبق أن زار الأمير تميم سنة 2017 في عز الأزمة، نقل لهذا الأخير قراره "تعبئة كل طاقات وخبرات المملكة المغربية للمساهمة في تنظيم بطولة كأس العالم قطر 2022"، كمؤشر على استمرار العلاقات "الاستثنائية" بين البلدين.

مصر.. إشارات قوية

وتشير معطيات أخرى إلى احتمال قيام الملك بجولة عربية بهدف العمل على إنهاء الأزمة التي تعرفها المنطقة، منها المعلومات التي نشرها موقع "الصحيفة" مؤخرا حول إمكانية زيارة الملك محمد السادس لمصر ولقائه رئيسها عبد الفتاح السيسي، وهو الأمر الذي أكدته مصادر مطلعة للموقع انطلاقا من كون مجموعة من أفراد الوفد المرافق للملك أُخبروا بأن جوازاتهم ستُسلم للسفارتين السعودية والمصرية للحصول على تأشيرتهما.

وتمثل مصر إحدى أهم أطراف الأزمة، خاصة في ظل تصدرها المشهد الإعلامي في معاداة قطر، لكن علاقاتها كانت قد دخلت في حالة جمود بل وصدام أحيانا مع المغرب كذلك منذ انقلاب 3 يوليوز 2013، والذي كان من بين أبرز أسبابه الهجوم الإعلامي المصري على المملكة أيضا، وتضارب المصالح بين الرباط والقاهرة داخل إفريقيا لدرجة تردد هذه الأخيرة في إعلان دعمها عودة المغرب للاتحاد الإفريقي.

ومؤخرا ظهر مؤشر آخر يشي باحتمال دخول زيارة مصر في الأجندة الملكية، ويتعلق الأمر ببرقية التعزية التي بعث بها الملك للسيسي إثر وفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والتي كانت مفعمة بعبارات الود والتعاطف، علما أن الإعلام المصري سبق أن تحدث بدوره شهر دجنبر الماضي عن برمجة هذه الزيارة دون تحديد موعدها.

مؤشرات سابقة

غير أن الزيارة الملكية المؤكدة إلى السعودية والمحتملة إلى كل من قطر ومصر، قد لا تكون إلا إحدى الخطوات الأخيرة لطي صفحة الخلاف الطويل، ذلك أن مؤشرات أخرى طفت على السطح خلال الأشهر الأخيرة مؤكدة أن الأزمة قد تجاوزت ذروتها وأن بوادر الانفراج بدأت تلوح في الأفق.

ففي يناير الماضي كان ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، الذي يوصف بأنه "الحاكم الفعلي" للإمارات العربية المتحدة في ظل مرض شقيقه خليفة بن زايد، قد زار المغرب بشكل شخصي ومفاجئ عقب مشاركته في مؤتمر برلين حول الوضع في ليبيا، حيث التقى بالملك بمحل إقامته في زيارة وثقتها صورة تداولتها وسائل الإعلام الإماراتية على نطاق واسع.

وكانت بوادر انتهاء الخلاف مع السعودية قد ظهرت أيضا قبل مدة، وهو الأمر الذي كشفت عنه رسالة الملك محمد السادس للعاهل السعودي عقب الهجوم على منشآت عملاق النفط "آرامكو"، والتي اعتبرت أن "أمن واستقرار السعودية من أمن واستقرار المغرب"، قبل أن يتلو ذلك في دجنبر الماضي اجتماع مشترك للجنة المغربية السعودية العسكرية، ترأسه الجنرال المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية، والجنرال رئيس مديرية التعاون الدولي بالقوات المسلحة للمملكة العربية السعودية، ثم لقاء وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بالرباط.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...