في ظل تناقص الماء.. هذا أكبر جفاف ضرب المغرب في تاريخه الحديث

 في ظل تناقص الماء.. هذا أكبر جفاف ضرب المغرب في تاريخه الحديث
الصحيفة – بديع الحمداني
السبت 28 شتنبر 2019 - 19:00

حذر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أمس الخميس، من أن الحق في الماء والأمن المائي في المغرب "مهددان بشكل خطير بالاستعمال المكثف"، داعيا بذلك جميع الفاعلين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي ما يمكن أن يهدد الأمن المائي في البلد.

وحسب تقرير لوكالة المغرب العربي نقلا عن بلاغ المجلس، فإن الأخير نبه من أن وضعية ندرة المياه في المغرب مقلقة لأن مواردها المائية تقدر حاليا بأقل من 650 متر مكعب للفرد سنويا، مقابل 2500 متر مكعب في سنة 1960، و ستنخفض عن 500 متر مكعب بحلول سنة 2030، مضيفا أن الدراسات الدولية تشير إلى أن التغيرات المناخية يمكن أن تتسبب في اختفاء 80 في المائة من موارد المياه المتاحة في المملكة خلال الـخمسة والعشرين سنة القادمة.

وفي هذا السياق، أبرز المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الحاجة إلى التدخل بشكل عاجل لضمان الأمن المائي في المغرب، مشيرا إلى أن خاصية ندرة الموارد المائية في المغرب التي لا يمكن التراجع عنها، ستزداد أكثر إذا لم تتخذ أي تدابير أو إذا كانت الإصلاحات المعلنة بطيئة التنفيذ.

وفي الوقت الذي دعا فيه المجلس إلى ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة، فإن استمرار الإفراط في استغلال المياه سيؤدي بلا شك إلى خلق مشاكل في الأمن المائي، وقد تصل إلى حد الجفاف، خاصة في حالة إذا تراجعت التساقطات المطرية.

ولا يُعتبر الجفاف من المخاطر التي لم يسبق أن عانى منها المغرب، فتاريخه القديم والحديث، حافل بتلك الأحداث الرهيبة التي أودت بحياة الملايين من المغاربة، بسبب ندرة التساقطات المطرية، وعدم اتخاذ تدابير وقائية قبلية لتفادي ما يُمكن أن يهدد حياة الآلاف أو الملايين من المواطنين، وفي التاريخ أمثلة.

المجاعة الكبرى 

عرف المغرب في تاريخه الحديث العديد من الحوادث التي كانت ناتجة عن ندرة المياه وضعف التساقطات المطرية التي نتج عنها الجفاف، وبالتالي حدوث مجاعات وأوبئة أودت بحياة أعداد كبيرة من المغاربة، خاصة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

من بين تلك الأحداث، هي ما أطلق عليها العديد من المؤرخين، وعلى رأسهم محمد الأمين البزاز في كتابه الشهير "تاريخ الأوبئة والمجاعات بالمغرب في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر" الذي صدر في سنة 1992، بـ"المجاعة الكبرى" التي حدثت في عهد السلطان محمد بن عبد الله ما بين 1776 و 1782.

ويرصد الفصل الثاني المعنون بـ"المجاعة الكبرى" في الصفحة 69 من الباب الأول "المغرب بين الطاعون والمجاعة والحروب الأهلية" لكتاب محمد الأمين البزاز، الأحداث الرهيبة التي عاشها المغاربة في الفترة المذكورة بسبب جفاف حاد أدى إلى مجاعة كبرى قتلت الكثير من البشر والعباد.

ووفق هذا المصدر، فإن سوء التدبير وعدم اتخاذ إجراءات وقائية تبعها انحباس المطر، أدت إلى هذه المجاعة الكبيرة في تاريخ المغرب الحديث، حيث صدّر المغرب ما بين 1774 و 1776 أطنان كبيرة من قمحه إلى أوروبا من أجل شراء السلاح والذخيرة.

لكن بحلول سنة 1776، بدأت إرهاصات الجفاف تظهر على المغرب، بعدما انحبس المطر، وظل المغرب يتخبط بين تساقطات ضعيفة وندرة المياه إلى سنة 1779 لتبدأ المعضلة الكبرى بتراجع كبير في التساقطات المطرية وهجوم الجراد واكتساحه لكافة المحاصيل، وبالتالي دخل المغرب رسميا في سنوات القحط والجفاف التي استمرت إلى غاية سنة 1782.

حدة الجفاف وانتشار المجاعة ما بين 1779 و 1782 لم تستطع معها عمليات استيراد القمح والغذاء من أوروبا في إيقاف انتشاره، وبالتالي سقطت أعداد كبيرة من المغاربة صرعى جراء هذا الجفاف المروع الذي يُعتبر هو الأكبر والأقسى في تاريخ المغرب الحديث، وقد انتهى في شتاء 1782 بعدما عادت التساقطات المطرية من جديد لتنعش الزرع ويتنفس المغاربة الصعداء بعد سنوات قحط طويلة.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...