في ظل صمت ONSSA.. هذه حقيقة بيع تمور جزائرية ملوثة بفيروس التهاب الكبد الوبائي بالمغرب بعد منعها في ألمانيا

 في ظل صمت ONSSA.. هذه حقيقة بيع تمور جزائرية ملوثة بفيروس التهاب الكبد الوبائي بالمغرب بعد منعها في ألمانيا
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 6 أبريل 2022 - 21:14

تُثار منذ أيام أحاديث كثيرة عن دخول تمور جزائرية ملوثة بفيروس التهاب الكبد الوبائي إلى المغرب على الرغم من صدور قرار بمنع بيعها في ألمانيا، وهو الأمر الذي لا زال المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية يتعامل معه بلامبالاة في ظل تداوله بشكل كبير عبر منابر إعلامية ومن خلال حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، لكن بحثا قامت به "الصحيفة" أظهر أن المعلومات المتداولة ليست دقيقة مع أن قضية تلوث التمور الجزائرية مطروحة فعلا.

ووفق المعطيات التي حصل عليها الموقع، فإن قرار المنع الألماني لا يهم العام الحالي، وإنما يعود إلى أكثر من 11 سنة خلت، وتحديدا 12 دجنبر 2010، عندما قررت الإدارة الفيدرالية لحماية المستهلك والأمن الغذائي التابعة لحكومة برلين، منع تداول التمور الجزائرية في السوق المحلية نظرا للاشتباه في تلوثها بفيروس التهاب الكبد الوبائي من صنف "أ" أي الدرجة الأدنى خطورة من هذا المرض، وهو قرار كان يعني شحنات دخلت من بلجيكا وصدر تحذير بشأنها من هولندا.

وكان هذا الموضوع قد أثير العام الماضي أيضا، حين جرى تداول تحذيرات من تناول التمور الجزائر خلال شهر رمضان بالنظر لتلوثها بالفيروس المذكور، لكن حينها جرى الاعتماد على تحذير صادر عن سلسلة متاجر "ساينزبوريز" في بريطانيا، وجرى ربط الأمر بتمور "دقلة نور" تحديدا، لكن بالرجوع إلى مصادر غير مغربية، بما في ذلك صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، نجد أن الأمر يتعلق بتمور قادمة من الأردن من نوع "المدجول"، والتي هي في الأصل تمور "المجهول" المغربية التي جرى توطينها في الشرق الأوسط من طرف خبراء زراعة إسرائيليين، وعموما فإن التحذير لم يكن يهم لا الجزائر ولا المغرب.

لكن هذا الأمر لا يعني أن التمور الجزائر غير ملوثة نهائيا، ففي يونيو من سنة 2018 أصدرت كندا قرارا بإرجاع صادرات التمور الجزائرية من نوع "دقلة نور" المستهلكة بشكل كبير في المغرب أيضا، وهو الخبر الذي أكدته صحيفة "الشروق" المقربة من السلطة في الجزائر، وحينها نقلت عن علي باي ناصري، رئيس جمعية المُصدرين الجزائريين أن السبب هو انتشار الدود في هذا المنتج الذي بلغت نسبته 20 في المائة، بالإضافة احتواء المنتجات الفلاحية الجزائرية على منسوب مرتفع من المواد الكيماوية.

وبالعودة إلى موضوع التمور الجزائرية الملوثة، الذي طُرح هذه السنة مجددا تزامنا مع وصول شهر رمضان مصحوبا بدعوات مقاطعة، فإن الحكومة المغربية في شخص المتحدث باسمها، مصطفى بايتاس، أكدت أن التمور المستوردة الموجودة في الأسواق الوطنية ومواقع التخزين "مطابقة لشروط السلامة الصحية"، مبرزا أن جل الشحنات التي وصلت إلى المغرب "تحترم معايير المعمول بها"، في حين جرى منع الكميات التي ثبت أنها غير سليمة من التداول.

وفي ظل كل ذلك، لا يزال المكتب الوطني للسلام الصحية للمنتجات الغذائية يلتزم الصمت بخصوص الأخبار المتداولة، ولم يتفاعل معها لا بالإيجاب ولا بالنفي، على الرغم من كونه الجهة الأولى المخول لها القيام بهذا الدور، وقد حاولت "الصحيفة" الاتصال بمديره عبد الله الجناتي للاستماع إلى تعليقه عن الموضوع، لكنها لم تلق أي جواب، الأمر الذي يعيد طرح أزمة التواصل التي تعاني منها هذه المؤسسة.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...