في عز الأزمة الدبلوماسية مع المغرب.. فرنسا تستدعي سفيرتها من الرباط وتُلحقها بمنصب جديد في الاتحاد الأوروبي

قررت فرنسا استدعاء سفيرتها من المغرب، هيلين لوغال، وإلحاقها بمنبها الجديد في مقر الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسيل شهر أكتوبر المقبل بشكل رسمي، وهو الأمر الذي يأتي في غمرة الأزمة الدبلوماسية بين الرباط وباريس، والتي تتواصل انعكاساتها من خلال استمرار فرنسا في رفض منح التأشيرات للمواطنين المغاربة.

وقالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية إن قرار إبعاد لوغال عن منصب سفيرة باريس في المغرب صدر قبل أسابيع قبل أن يتقرر الآن إضفاء الطابع الرسمي عليه بإخطارها بموعد المغادرة، لتلتحق بمنصبها الجديد حيث ستتولى رئاسة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في خدمة العمل الخارجي الأوروبي، دون أن تحدد الخارج الفرنسية أي بديل لها.

وكانت لوغال البالغة من العمر 55 عاما، التي سبق لها أن عملت سفيرة لفرنسا في إسرائيل، قدعُينت على رأس دبلوماسية بلادها بالمغرب في شتنبر من سنة 2019، وخلال هذه الفترة ساءت العلاقات المغربية الفرنسية بشكل كبير ودخل البلدان في أزمة صامتة طويلة فاقم من حدتها قرار باريس تخفيض التأشيرات المسلمة سنويا للمواطنين المغاربة بنسبة 50 في المائة.

وفي 27 شتنبر 2021 أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال، هذا القرار، باعتباره خطوة "عقابية" ضد المغرب والجزائر وتونس، الخطوة الموجهة ضد المغرب والجزائر وتونس "عقابية" لكنها "ضرورية"، لأن هذه الدول ترفض استعادة مواطنيها الذين لا ترغب فرنسا في بقائهم على أراضيها، الأمر الذي رد عليه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بالقول إن الأمر يتعلق بقرار فرنسي سيادي، لكن "لن يغير قوانينه من أجل ذلك".

ويتزامن قرار "إفراغ" سفارة فرنسا بالرباط من السفيرة في الوقت الذي تتحدث فيه عدة تقارير عن سوء العلاقة بين البلدين بسبب ملف الصحراء، كون فرنسا لا تريد أن تخطو خطوات مباشرة وصريحة في دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، على غرار ما فعلته دول أخرى في الإتحاد الأوروبي مثل ألمانيا وإسبانيا وهولندا، إلى جانب إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الاعتراف بمغربية الصحراء، والمستمر في عهد الرئيس الحالي جو بايدن.