قاتل عدنان يرفضه الجميع.. المحامون امتنعوا عن الدفاع عنه والسجناء رفضوا مشاركته زنازينهم
مشكلة جديدة طرحتها فاجعة اغتصاب وقتل الطفل عدنان بوشوف بطنجة، فبعد أن تمكنت مصالح الأمن من الوصول إلى المشتبه فيه وعثرت على الجثة التي دفنها في حديقة قرب المنزل الذي كان يقطن به، أصبح ضمان محاكمة عادلة في هذه القضية هاجسا يؤرق المؤسسة القضائية نتيجة رفض أي من محاميي هيئة طنجة الترافع لصالحه، أما في المؤسسة السجنية التي استقبلته فرفض النزلاء مشاركته زنازينهم.
وظهر جليا أن الغضب المجتمعي تجاه الجريمة التي اقترفها قاتل عدنان لم يتوقف عند الوقفات الاحتجاجية التي شارك فيها الكثير من جيران ومعارف عائلة الضحية إلى جانب مئات المواطنين المتعاطفين معها والمطالبين بالحكم بإعدام القاتل، ولا عند الدعوات الكثيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي لإنزال أشد عقوبة به، بل انتقل الأمر أيضا للمحامين ونزلاء السجن على حد سواء الذين رفضوا خلال اليوم الماضيين أن تكون لهم أي علاقة به.
وأول أمس الاثنين أحال الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بطنجة المشتبهَ فيه البالغ من العمر 24 عاما، على قاضي التحقيق من أجل البدء في جلسات استنطاقه التي كان من المفترض أن تنطق في اليوم نفسه، لكن في الوقت الذي انتصب فيه العديد من المحامين بشكل تطوعي لمناصرة أسرة الضحية، لم يجد القاتل المفترض أي محام يترافع لمصلحته ما استدعى تأجيل جلسة الاستماع.
ولا يبدو أن المشكلة ستحل قريبا، وفق ما كشف عنه محام بهيئة طنجة لـ"الصحيفة"، موردا أنه يوجد "اتفاق ضمني أخلاقي من طريف جميع المحامين من أجل رفض مؤازرة المشتبه فيه حتى في إطار المساعدة القضائية"، وهو ما يعني أن معارف المعني بالأمر مطالبون بإقناع محامين من خارج هيئة طنجة للترافع في ملفه، أو انتظار تعيين المحكمة محاميا له من خارج المدينة كون أن حضور دفاع المدعي والمدعى عليه إجباري لضمان محاكمة عادلة.
لكن المشكلة لم تنته عند هذا الحد، فبعدما أمرت النيابة العامة بإيداع المشتبه فيه رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بطنجة، وجدت إدارة هذه المؤسسة نفسها أمام رفض جديد صادر هذه المرة عن السجناء الذين رفضوا تواجد المعني بالأمر معهم، الأمر الذي تطلب وضعه في زنزانة انفرادية، ووفق ما كشفت عنه مصادر مسؤولة لـ"الصحيفة" فإن إدارة السجن لجأت إلى هذه الخطوة حفاظا على سلامة النزيل، حيث استقبله باقي النزلاء بالاحتجاجات بل إن منهم من توعده بـ"العقاب".
