قراءة سيكولوجية: ما الكفاءات والمهارات النفسية الواجب توفرها عند السياسيين؟

 قراءة سيكولوجية: ما الكفاءات والمهارات النفسية الواجب توفرها عند السياسيين؟
د. جواد مبروكي *
الجمعة 6 شتنبر 2019 - 18:00

نصوت في كثير من الأحيان على أشخاص نحسبهم من ذوي الكفاءات السياسية ليسيّروا شؤون حياتنا العامة ويتول مهمة الدفاع عنا، ولكن سرعان ما تتعارض مصالح هؤلاء الأشخاص المنتخبين مع ناخبيهم، ويصبحون أعداء لهم، فيشعر الناخبون بالخيانة من قبل مسؤوليهم المنتخبين الذين لا يوفون بوعودهم، علما أن المسؤولين المنتخبين يشعرون كذلك بالاضطهاد من قبل ناخبيهم، هذا هو نفس السيناريو الذي يتكرر مع كل حكومة وفي كل البلدان، وهي سُنَّة غريبة!

ووفقا لتحليلي، يقع الخطأ في فترة الانتخابات، وعلى الناخبين تحمل مسؤولية نتائج هذه السُّنَّة الغريبة لأنهم لم يحملوا صوتهم على محمل الجد ولم ينظروا للأمر كواجب مقدس ولم يبحثوا عن المهارات النفسية للمرشحين قبل انتخابهم. إذن ما هي هذه الكفاءات والمهارات النفسية المطلوبة توفرها عند السياسيين؟

أولا: التوازن النفسي، "لماذا أريد الوصول إلى المسؤولية السياسية"؟

عموما السياسيون غير مستقرين نفسيا ولديهم تضخم "الأنا" والشعور بالقدرة على تحمل مسؤولية تحقيق رفاهية المواطنين وهذه مهمة ثقيلة للغاية تُرهب أي شخص متوازن نفسياً وعادل ومنصف، وكل إنسان يتمتع بالعقل والبصيرة يرفض أي اقتراح ليكون مسؤولا عن المواطنين لأنه من المستحيل إنجاز هذه المهمة بالعدالة، ولكن السياسيين دون أن تُعرض عليهم هذه المسؤولية نراهم يسعون واثقين من أنفسهم إلى حكم المواطنين، أليس هذا مسعى لإرضاء رغباتهم ونزواتهم؟ الخبرة النفسية أمر لا مفر منه وإلزامي لكل مرشح في الانتخابات! يجب تعيين لجنة دولية من المتخصصين لإجراء هذه الخبرة النفسية.

ثانيا: المشاورة الجماعية

هي القدرة على التعرف على النقص الذاتي وعدم القدرة على حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وهي أيضا القدرة على المشاورة الجماعية مع جميع التشكيلات السياسية والنقابية والجمعوية، ومعرفة هل المرشح الذي يزعم أن لديه كل الحلول لكل مشاكل المواطنين ليس مغرورا وكذابا بامتياز.

القدرة على المشاورة الجماعية دليل على إدراك الفرد لحدوده والتشكيك في قدرة النفس الذاتية والاعتراف بالأخطاء.

ثالثا: التعاطف

هي القدرة على الشعور بمعاناة المواطنين وفهمِ ما يعانون منه وتقييم احتياجاتهم وبذل قصارى الجهد لدعمهم ومساعدتهم بلا هوادة ودون راحة.

رابعا: الاستماع

القدرة على الاستماع إلى مظالم المواطنين بإخلاص لغرض وحيد، هو فهْم صعوباتهم واحتياجاتهم. الاستماع هو الأداة الأكثر فعالية للتواصل البناء.

خامسا: الانقطاع التام لخدمة المواطنين

ويعني ذلك القدرة على استيعاب وظيفة الفرد كمسؤول مُنتخب، وهذا يعني الاستعداد بوعي تام لخدمة المواطنين بطريقة منقطعة عن رغبات "الأنا" وجميع المصالح المادية الشخصية، ولقياس كفاءة الانقطاع في خدمة المواطنين، يجب ألا يتلقى المسؤول المنتخب أي أجر مالي باستثناء احتياجاته الأساسية مثل التنقل والفندق والأكل، وهنا سوف نرى من بالفعل يرغب في خدمة المواطنين.

سادسا: الرغبة في مصلحة الوطن

هي قدرة المنتخب أن يكون شغله الشاغل هو المشاركة في تغيير المجتمع وخدمة المواطنين ولا شيء آخر، وعادة ما يكون شخصا يشتغل في الميدان ليلا ونهارا ويرفض الجلوس خلف المكتب، وتتحقق سعادته في تحقيق سعادة المواطنين.

أتساءل كيف يدخل المُنتخب إلى منزله ويتمتع بالراحة الهوليودية ويتناول طعامه المتنوع ويستطيع المحو من ذاكرته كل مشاهد الفقراء والمتسولين التي شاهدها وهو في عودته إلى بيته داخل  سيارته الفاهرة؟ هل هذه هي الرغبة في تحقيق رفاهية الأمة؟

سابعا: التواضع

هي اقدرة المنتخب على التحكم في "الأنا" وعدم الشعور بالتفوق على المواطنين واعتبار نفسه قائدهم، وأن يكون قريبا منهم وفي حالة دائمة من الانقطاع التام عن رغبات "الأنا" وشهوات النفس والمصالح الشخصية. 

ثامنا: لسان الشفقة

هو القدرة على عدم إيذاء أي شخص ومشاركة معاناة الآخرين، والشخص الذي يتم انتخابه هو الشخص الذي لا يستطيع أن يغمض عينيه طالما هناك مواطنون ينامون بلا سقف ولا يملكون شيئًا يأكلونه ولا يستطيعون الحصول على العلاج الطبي.

*طبيب نفساني وخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...