قرار إغلاق المدن يُطلق رصاصة "الرحمة" على السياحة الداخلية في المغرب

 قرار إغلاق المدن يُطلق رصاصة "الرحمة" على السياحة الداخلية في المغرب
الصحيفة – بديع الحمداني
الأربعاء 29 يوليوز 2020 - 19:13

شهدت المدن السياحية في المغرب، خاصة في شمال المغرب، إضافة إلى أكادير ومراكش، أمس الثلاثاء، "فراغا كبيرا" من طرف المصطافين، الذين نزحوا بشكل مفاجئ وسريع إلى مدنهم الأصلية بعدما قررت الحكومة مساء يوم الأحد الأخير إغلاق 8 مدن مغربية ابتداء من منتصف ليلة الأحد-الإثنين.

وكان الآلاف من المغاربة، قد توجهوا إلى المدن السياحية الساحلية، بالخصوص في شمال المغرب، كتطوان وعمالة المضيق الفنيدق وإقليم شفشاون، لقضاء أيام من العطلة الصيفية، ثم العودة إلى الديار مع حلول عيد الأضحى المبارك.

غير أن القرار المفاجئ الذي صدر عن الحكومة المغربية عبر وزارتي الداخلية والصحة، عجّل بعودة الجميع إلى مدنهم، لتتحول المدن الساحلية، وفق ما رصده موقع "الصحيفة" في مدن مثل مرتيل والمضيق وتطوان والقرى الساحلية لإقليم شفشاون، خاوية على عروشها من طرف المصطافين.

وكانت هذه المناطقة تُمني النفس ببعض الرواج الذي يمكن أن يخلقه المصطافون المغاربة، بعد أزمات اقتصادية حادة نتيجة الحجر الصحي والطورائ الصحية في البلاد بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، إلا أن هذه الأمنية تبخرت بعد قرار إغلاق المدن الثمانية المغربية، وهي طنجة وتطوان والدار البيضاء ومراكش وسطات وبرشيد وفاس ومكناس.

يقول مصطفى، وهو صاحب إقامة سكنية تتخصص في كراء الشقق للمصطافين بمنطقة وادلاو في حديث مع الصحيفة "إن هذا القرار الذي أصدرته الحكومة بشكل مفاجئ أربك العديد من المصطافين ودفعهم إلى الرحيل نحو مدنهم من مدينة وادلاو، ولا أعتقد أن المصطافين سيعودون بعد العيد".

وأضاف ذات المتحدث" أغلب المواطنين الذين كانوا يرغبون في القدوم إلى المناطق الساحلية في الشمال لقضاء عطلة الصيف، سيعيدون النظر في هذه الخطوة الأن، خوفا من إقدام الحكومة على اتخاذ قرار مفاجئ يجعلهم عالقين بعيد عن منازلهم".

متحدث أخر من مدينة المضيق، ينشط كفاعل سياحي في المدينة، قال في تواصل مع الصحيفة " إن قرار إغلاق المدن أطلق رصاصة الرحمة على السياحة الداخلية في هذا الصيف، وفي الحقيقة هي ليست رصاصة رحمة، بل رصاصة نقمة سيكون لها انعكاسات سلبية كبير على المواطنين في هذه المناطق".

ووضح الفاعل السياحي ذاته قائلا " هذا القرارسيترك أثره في نفوس المواطنين، وبالتالي أتوقع أن لا يرغب عدد كبير منهم القدوم إلى المناطق الشمالية السياحية لقضاء عطلة الصيف بعد عيد الأضحى، خوفا من تكرار ذات السيناريو الذي حدث مساء الأحد الماضي، أو سيناريوهات أخرى أسوأ".

ويرى عدد من المتتبعين للقطاع السياحي في المغرب، أن هذا القطاع سيعاني بشكل كبير هذه السنة نتيجة انتشار وباء كورونا، وحتى لو انتعش القطاع بالسياحة الداخلية، فإن ذلك لن يكون كافيا لدرء الخسائر وتراجع النشاط العام للقطاع.

ورغم أن الحكومة دعت في الأسابيع الماضية على تشجيع السياحة الداخلية، إلا أن القرار الأخير جراء ليضع حدا لهذا الأمر، وتُبرر الحكومة تضارب القرارات بتزايد إصابات فيروس كورونا المستجد وعدم احترام المواطنين للتدابير الوقائية من انتشار الفيروس.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...