قيادي انفصالي يؤكد مخاوف موريتانية من موجات لجوء قادمة من تندوف بسبب "التمرد" الذي تعيشه جبهة البوليساريو
تعيش جبهة "البوليساريو" الانفصالية إحدى أصعب فتراتها بمخيمات تندوف، الأمر الذي لم يعد يتحدث عنه هذه المرة معارضوها فقط، بل أيضا قياداتها، بمن فيهم الشخص الذي ظل يحمل صفة "وزير الداخلية" لسنوات، مصطفى ولد سيد البشير، الذي قال إن الصحراويين الموجودين على تلك الرقعة من التراب الجزائري "لم يعد أمامهم سوى التمرد"، وهو الأمر الذي ولَّد مخاوف أخرى في موريتانيا هذه المرة، تشي بحدوث نزوح جماعي إلى ترابها.
وتؤكد المعطيات المتواترة من المخيمات أن القيادة الحالية للجبهة التي يوجد على رأسها إبراهيم غالي، تعيش على وقع انفلات السيطرة على الأمور من بين أيديها، بسبب الاحتجاجات المتواصلة التي تحركها أزمة إنسانية غير مسبوقة، نتيجة الخصاص في الغذاء والمواد الأساسية من جهة، ونتيجة تكرار الهزائم الدبلوماسية للجبهة بفعل اتساع رقعة الدعم الدولي لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، الأمر الذي بات يهدد بـ"شتات" جديد لسكان المنطقة.
وأكدت صحيفة "الأنباء" الموريتانية وجود "موجات تمرد" داعية لإسقاط جبهة "البوليساريو" بعد هيمنتها على مخيمات تندوف، مبرزة أن "متابعين لشؤون مخيمات الصحراويين فى الجزائر، أكدوا بشكل متطابق، أن حالة التمرد والاحتقان التي تعرفها مخيمات تندوف منذ أسابيع زادت بشكل واضح من متاعب الجبهة التي قد تنهار فى أية لحظة رغم الدعم الكبير الذى تحصل عليه من الحكومة الجزائرية"، مبرزة أنها "تعيش هذه الأيام أوضاعا داخلية صعبة إضافة إلى انهيار أسهم قيمتها الخارجية".
وأوردت الصحيفة أن "حالات الاحتقان الشعبي المتصاعد التي تشهدها مخيمات الصحراويين في ولاية تندوف الجزائرية، رجحت احتمال انهيار مفاجئ لسلطة جبهة البوليساريو على تلك المخيمات، وفرار عشرات العائلات الصحراوية إلى شمال موريتانيا المجاور"، وهو الأمر الذي تستند فيه إلى تسريب صوتي صادر عن ولد سيد البشير، الذي يحمل صفة "وزيرا للأراضي المحتلة والجاليات الصحراوية في الخارج"، بعدما كان في السابق يعتبر وزيرا للداخلية.
وانتشر تسريب صوتي للقيادي في الجبهة يتحدث عن "وجود تمرد على الوضع الحالي بالمخيمات، وذلك بعد إقصاء الشباب رغم بعض المحاولات الفاشلة لإشراكهم والتي لم تترك أثرا يذكر"، وأضاف "نحن سطونا على جبهة البوليساريو، وسيطرنا كجيل على جميع الوظائف بها، من أقل منصب مسؤولية إلى أعلى هرم للسلطة"، خالصا إلى أن "الناس بالمخيمات أُغلق أمامهم باب المشاركة في تدبير شؤون الجبهة ولم يعد أمامهم اليوم سوى الخروج والتمرد".