كسروا أنف طفل ورشقوا زملاءه بالحجارة.. عنصريون إسبان يهاجمون مركزا لإيواء القاصرين المغاربة بتاراغونا

 كسروا أنف طفل ورشقوا زملاءه بالحجارة.. عنصريون إسبان يهاجمون مركزا لإيواء القاصرين المغاربة بتاراغونا
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 20 فبراير 2021 - 17:52

يبدو أن عمليات شحن حزب "فوكس" لمواطني إقليم كاتالونيا خلال الحملة الانتخابية الأخيرة ضد المهاجرين المغاربة أتت أكلها بالفعل، ونجحت، أمس الجمعة، في رسم إحدى أبشع صور العنصرية في حق قاصرين يقطنون بمركز للإيواء بمنطقة تاراغونا، حيث تعرضوا للهجوم بالحجارة وسط دعوات لطردهم، في حين تعرض أقلهم حظا والذي كان خارج البناية إلى اعتداء جسدي انتهى بكسر أنفه.

وبدأ الأمر بمسيرة احتجاجية نظمها سكان حي "توريديمبارا" بمدينة "تاراغونيس" مساء أمس احتجاجا على ما اعتبروه "انعدام الأمن" بالمنطقة والذي يوجهون للمهاجرين غير النظاميين المراهقين، القاطنين في مركز للإيواء بالحي نفسه، أصابع الاتهام بالتسبب فيه، لكن الأمر تطور إلى ما هو أخطر حين قصد العشرات من المحتجين المبنى الذي يضم 15 قاصرا مرددين شعارات عنصرية، وفق ما أوردته وسائل إعلام إسبانية، غير أن الشرطة منعتهم من الوصول إليه.

وخلال عودتهم من الاحتجاج صادف المحتجون اثنين من القاصرين من قاطني المركز في الشارع واللذان كانا عائدين من دورة تدريبية مهنية، ليقوموا بمطاردتهما حيث تمكن أحدهما من النجاة بنفسه عبر الاختباء داخل مكتبة، لكن الآخر كان أقل حظا وتعرض للهجوم الجسدي الذي تسبب له بكسر في الأنف وسط سيل من العبارات المهينة التي وجهت له، قبل أن يتمكن من الفرار بدوره والاختباء داخل متجر.

ولم تنته الأمور عند هذا الحد، ففي مساء اليوم نفسه عاودت مجموعة مكونة من 6 إلى 7 أشخاص التوجه إلى مركز الإيواء وقامت برشقه بالحجارة متسببة في تكسير زجاج نوافذه وجزء من أثاثه.

وقالت رئيسة المنظمة المشرفة على المركز، بيلار نونيز، إن ما جرى يمثل "تجربة مؤلمة وصعبة للغاية ستؤثر على نزلاء المركز القاصرين"، معتبرة أن هذا الهجوم استهدف حقهم في الحياة وفي السكن وفي الخصوصية وهي من الحقوق الأساسية، داعية "الطيبين" من سكان منطقة "توريديمبارا" إلى العمل من أجل إدماجهم.

ووجه بيان المنظمة حول الحادث أصابع الاتهام مباشرة إلى سياسيي اليمين المتطرف الذين يغذون خطاب الكراهية عبر وسائل الإعلام، خاصا بالذكر حزب "فوكس" الذي ظفر قبل أيام بـ11 مقعدا في برلمان إقليم كاتالونيا، والذين كان زعيمه هناك، إغناسيو غاريغا، قبل أيام قد تعهد بمطاردة المهاجرين غير النظاميين خلال مناظرة تلفزيونية لوكلاء لوائح المرشحين.

ويُحتمل أن يؤدي هذا الحادث إلى دخول السلطات المغربية على الخط من خلال سفارتها في إسبانيا أو وزارة الخارجية، إذ إنه يأتي بعد واقعة اعتداء الشرطة الإسبانية على قاصرين مغاربة داخل مركز للإيواء بلاس بالماس في جزر الكناري، والتي اجتمع على إثرها مسؤولو وزارة الخارجية بالسفير الإسباني بالرباط لاستيضاح الأمر، وأدت إلى توقيف الأمنيين الذين ظهروا في فيديو وهم يضربون الضحايا بالعصي ويوجهون إليهم اللكمات والركلات، عن مزاولة عملهم مع إحالتهم على التحقيق.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...