كورونا أم الإهمال.. أيهما المتورط الأول في الارتفاع الصاروخي لأعداد الوفيات بطنجة؟

 كورونا أم الإهمال.. أيهما المتورط الأول في الارتفاع الصاروخي لأعداد الوفيات بطنجة؟
الصحيفة – حمزة المتيوي
الجمعة 31 يوليوز 2020 - 9:00

لم يعد فيروس "كوفيد 19" هو المتهم الوحيد بالتسبب في الوفيات المتزايدة التي أضحت تسجل يوميا بمدينة طنجة، والتي جعلتها تتصدر باقي مناطق المملكة في نسب الفتك خلال الأسابيع الأخيرة، إذ يتداول العديد من أهالي الضحايا قصاصا صادمة عن معاناة أقربائهم من الإهمال وسوء المعاملة قبل أن يفارقوا الحياة.

وبالعودة إلى الأرقام الرسمية الصادرة عن المديرية الجهوية للصحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة خلال السبعة أيام الأخيرة فقط، يمكن الوقوف على الرقم المفزع لأعداد الوفيات المسجلة يوميا، إذ يوم 23 يوليوز أعلنت المديرية عن 5 حالات وفاة، ويم 24 يوليوز سُجلت 6 حالات وفاة منها 5 بطنجة، وأُعلن عن وفاة شخصين يوم 25 يوليوز، أما يوم 26 يوليوز فتم تسجيل 4 وفيات كلها بطنجة، أضيفت لها 5 وفيات جديدة يوم 28 يوليوز و3 يوم 29 من الشهر نفسه.

وأكد العديد من المصابين بفيروس كورونا أو المشكوك في إصابتهم الذين اضطروا إلى الذهاب إلى مستشفى محمد السادس، في حديثهم لـ"الصحيفة"، أن الوضع داخل هذا الفضاء "مرتبك ومشحون جدا" موردين أن إجراء الفحوصات المخبرية ليست أمرا سهلا حتى بالنسبة لحاملي جميع الأعراض، حيث عليهم الانتظار لأيام قبل أن يحظوا بلقاء من الطبيب المتخصص، وهو الأمر الذي أرجعوه أساسا إلى قلة أعداد العاملين وسوء التنظيم.

لكن الصادم في شهادات المرضى هو حديثهم عن تعرضهم للإهمال ولسوء المعاملة، حيث يضطر الكثيرون إلى افتراش الأرض ويتركون هناك دون أي مراقبة طبية رغم أن منهم من يعانون من ضيق شديد في التنفس، بالإضافة إلى تعرض الكثيرين لتقريع رجال السلطة وعناصر القوات المساعدة وتذمر الأطقم الصحية، بل أحيانا يتعرضون للسب والشتم، مبدين اقتناعهم بأن هذه الوضعية ساهمت في ارتفاع أعداد الموتى.

ووفق شهادة شاب يدعى "م.س"، الذي توفي والده يوم 28 يوليوز الماضي بعد تأكد إصابته بفيروس كورونا، فإن الأطقم الطبية تركت والده ملقى داخل المستشفى دون منحه الأكسيجين أو وضعه تحت جهاز التنفس الاصطناعي رغم حالته المتدهورة كونه كان يعاني أيضا من مرض السكري، موردا أنه تعرض مرتين لسرقة هاتفه الذي كان يتواصل به مع عائلته داخل هذا المكان.

وتابع الشاب قائلا إنه وأفراد اسرته كانوا يتفرجون على والدهم وهو يحتضر دون أن يستطيعوا فعل شيء، بل إنهم اتصلوا بطبيب من خارج المدينة لعله يدفع زملاءه إلى مساعدة المريض إلا أن الجواب الذي تلقاه من أطباء مستشفى محمد السادس كان هو الإقرار بعجزهم عن فعل شيء بسبب عدم توفرهم على التجهيزات الضرورية، ليفارق والده الحياة بعدها.

وتنضاف إلى هذه القصة واقعة وفاة شخص قبل أيام إثر سقوطه من نافذة بالطابق الثاني لمستشفى محمد السادس بطنجة، وهو الذي كان قد خضع لفحص مخبري جراء حمله لأعراض الإصابة بفيروس "كوفيد 19" ولم تتأكد إصابته بعد، قبل أن تطفو على السطح تأكيدات من أفراد عائلته بأنه كان يتعرض لسوء المعاملة مستبعدين فرضية انتحاره.

وكان وزير الصحة خالد آيت الطالب قد أكد هذه الواقعة في ندوته الصحفية يوم الاثنين الماضي، وقال حينها إن الأمر متروك للتحقيقات التي تجري تحت إشراف النيابة العامة، قبل أن تتحدث ابنته بعدها، في تصريحات لمنابر إعلامية محلية، عن كون والدها اشتكى لعائلته من تعرضه لسوء المعاملة ومن عدم تلقيه العلاج المناسب.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...