كوشنر يكشف في مذكراته تهدّيد المغرب بإلغاء الاتفاق مع إسرائيل بسبب شرط "السفارة".. وتفاصيل اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء
طرح جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أمس الثلاثاء كتابه "Breaking History" للبيع بشكل رسمي عبر المكتبات والمواقع الالكترونية، وهو الكتاب الذي يسرد فيه مذكراته خلال توليه منصب كبير مستشاري دونالد ترامب.
وحسب ما أوردته العديد من التقارير الدولية بشأن هذا الكتاب، فإن كوشنر ركز على سرد المحطة البارزة في مسيرته السياسية خلال حقبة ترامب، وهي محطة تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من البلدان العربية، من بينها المغرب، باعتباره "مهندس" اتفاقيات السلام بين تل أبيب وعواصم عربية.
وتحدث كوشنر في هذه المذكرات عن زيارته إلى المغرب في مهمة توقيع اتفاق استئناف العلاقات الثنائية بين الرباط وتل أبيب، وهو الاتفاق التي تضمن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، وتحدث عن لقاءه بالملك محمد السادس وخلفيات الاتفاق والعراقيل التي اعترضته في البداية.
وقال كوشنر في كتابه بشأن المغرب، إن المملكة تُعتبر بلدا "مستقر يضمن أمن المنطقة ويمنع انتشار الجماعات الإرهابية مثل داعش أو بوكو حرام"، كما تحدث عن الملك محمد السادس بقوله بأنه "رجل يحظى بتقدير كبير من طرف شعبه".
وأضاف كوشنر في هذا السياق عبر مذكراته بأنه لقي ترحيبا حارا من طرف الملك محمد السادس، مشيرا بأنه لم يكن يتوقع هذا الترحيب، خاصة أن الزيارة جاءت بعد الضغوطات التي كان قد مارسها دونالد ترامب لمنح الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم كأس العالم لكرة القدم لسنة 2026 على حساب ملف ترشيح المغرب لاستضافته.
وبخصوص الاعتراف الأمريكي بسيادة الرباط على الصحراء، فقد كشف كوشنر أن من العوائق التي اعترضت هذه الخطوة الأمريكية، هو السناتور الأمريكي التابع للحزب الجمهوري جيمس إينهوف الرئيس الأسبق للجنة القوات المسلحة المعروف بمواقفه المؤيدة للانفصال.
وأضاف كوشنر في هذا الصدد، بأنه في النهاية تم التوصل إلى اتفاق وصفه بـ"الوسطي" بشأن قضايا السياسة الداخلية للولايات المتحدة بين البيت الأبيض والمسؤول المنتخب (في إشارة إلى جيمس إنهوف)، الأمر الذي سمح بإعلان الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء.
وتحدث كوشنر في ذات المذكرات عن بعض العراقيل التي اعترضت الاتفاق بين الرباط وتل أبيب على استئناف العلاقات، وقد وصل الأمر إلى تهديد المغرب بإلغاء الاتفاق برمته، ويتعلق الأمر باشتراط رئيس وزراء إسرائيل السابق بنيامين نتنياهو فتح سفارة إسرائيلية في المغرب، حيث لم يكن يريد مكتب الاتصال فقط.
وقال كوشنر بأن هذا الاقتراح من الرئيس الإسرائيلي رُفض بشكل قاطع من طرف المغرب على لسان وزير الخارجية ناصر بوريطة، "لدرجة التهديد بإلغاء الاتفاق برمته" وفق تعبير صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.