لإنقاذه من المتابعة القضائية.. دفاع زعيم "البوليساريو" يطلب مساعدة المخابرات الإسبانية لإثبات ارتباط أحد ضحاياه بـ"لادجيد"
لجأت دفاع زعيم جبهة "البوليساريو" إلى جهاز المخابرات الإسباني من أجل الحصول على تقريرين يتحدثان عن كون فاضل بريكة، وهو أحد المشتكين في قضايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يلاحق بموجبها إبراهيم غالي أمام المحكمة العليا في مدريد، يرتبط بأجهزة الاستخبارات المغربية، واللذان يزعمان أن اعتقاله في مخيمات "تندوف" جاء بتخطيط من الرباط.
وطلب المحامي مانويل أويي، وهو عضو هيئة دفاع غالي، من المحكمة الوطنية جلب تقريرين لجهاز المخابرات المركزية صدرا في ماي ويونيو من سنة 2021، وذلك على خلفية التحقيقات التي تخوضها المحكمة الوطنية العليا بشأن اتهامات تتعلق بجرائم الاعتقال غير القانوني والتعذيب بناء على شكاية تقدم بها بريكة، وهي نفسها القضية التي استمع بخصوصها قضاء مدريد لزعيم جبهة "البوليساريو" حين كان يتلقى علاجه بمستشفى "سان بيدرو" بمدينة لوغرونيو.
وتتحدث الشكاية عن كون بريكة تعرض للاختطاف والتعذيب سنة 2019 من طرف عناصر "البوليساريو" حين كان في مخيمات تندوف بالجزائر، في حين يقول التقريران الصادران عن المخابرات الإسبانية إنه يرتبط بعلاقات مع المديرية العامة المغربية للدراسات والمستندات المعروفة اختصارا بـ"لادجيد"، لذلك طلب الدفاع من القاضي المكلف بالتحقيق في القضية، سانتياغو بيدراث، ضمهما إلى ملف القضية لإثبات أن الاتهامات "ملفقة" وأنها أتت بتحريض من الرباط.
ويقول التقريران إن أجهزة المخابرات المغربية كانت لها استراتيجية مزدوجة من أجل "مضايقة غالي"، الأولى قضائية، تتعلق بمتابعته أمام المحاكم الإسبانية بتهم تتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والثانية إعلامية تتوخى نشر تقارير سلبية ضده، كل ذلك من أجل خلق قناعة لدى الرأي العام ضده بالإضافة إلى ممارسة الضغط على الحكومة الإسبانية لتغيير موقفها من قضية الصحراء.
غير أن الملاحظ هو أن التقريرين يعودان إلى 18 ماي و24 يونيو 2021، أي في الفترة التي كانت فيها العلاقات المغربية الإسبانية متوترة للغاية بسبب سماح حكومة بيدرو سانشيز لزعيم الجبهة بدخول الأراضي الإسبانية بشكل سري وبواسطة وثائق هوية مزيفة، بالإضافة إلى أزمة الهجرة غير النظامية التي شهدتها مدينة سبتة، وهو الأمر الذي لا يُعطيهما الكثير من المصداقية على الرغم من وضعهما على مكتب رئيس الوزراء.
وكان غالي قد مثُل أمام المحكمة الوطنية العليا في مدريد عن بُعد، يوم 1 يونيو 2021، بناء على الشكاية التي قدمها فاضل بريكة ونشطاء صحراويون آخرون يحملون الجنسية الإسبانية، وذلك بالنظر لكون زعيم "البوليساريو" كان لا زال يتلقى العلاج في المستشفى، وعلى الرغم من أن القضاء الإسباني رفض اعتقاله أو حجز جواز سفره، إلا أنه لم يُغلق ملف القضية إلى الآن.