لا تنتمي جغرافيا لإسبانيا.. جدل في سبتة بعد تغيير ساعة الهواتف النقالة لتتماشى مع التوقيت الرمضاني المغربي
حالة ارتباك كبيرة عاشها سكان مدينة سبتة أمس الثلاثاء، تزامنا مع أول أيام شهر رمضان، بعدما وجدوا أن هواتفهم تأخرت بساعة عن التوقيت الإسباني الرسمي، لتُساير التوقيت الرمضاني المعتمد في المغرب والذي يوافق توقيت "غرينيتش"، الأمر الذي أثار جدلا سياسيا على اعتبار أن النطاق الزمني الذي تعتمد عليه مجموعة من شركات الهواتف الذكية يجعل من المدينة جزءا من الأراضي المغربية.
وأكدت صحيفة "أوكي دياريو" الإسبانية أن المئات من سكان مدينة سبتة وجدوا أن هواتفهم أصبحت متصلة بالتوقيت المغربي انطلاقا من الثلاثاء، ما يعني أنها متأخرة بـ 60 دقيقة عن التوقيت الإسباني المعتمد رسميا في المدينة المتمتعة بحكم ذاتي، وذلك بعد قرار الحكومة المغربية تأخير الساعة بمناسبة حلول شهر رمضان.
وأوضح المصدر نفسه أن "الهواتف الذكية على الرغم من وجودها في سبتة إلا أنها تقع داخل نطاق جغرافي تابع للأراضي المغربية"، حيث إن المعنيين تفاجؤوا بتغيير التوقيت دون علمهم ودون أن يكونوا قد توجهوا إلى المغرب خلال الأيام الماضية، وعند الرجوع إلى نظام الهاتف المُحدد للتاريخ والساعة يتضح أنها موجودة داخل النطاق الجغرافي للمغرب.
وأثار هذا الأمر جدلا سياسيا داخل سبتة، خصوصا وأن الأمر يتزامن مع شهر رمضان، الذي يعد مناسبة لإحياء الأواصر التي تربط مسلمي المدينة بأصولهم المغربية، وهو ما عاد إلى الواجهة مؤخرا بشكل أكثر قوة، بسبب بروز دعوات محلية لاعتماد الإعلان الرسمي لرؤية الهلال في المغرب، الشيء الذي يثير غضب الأحزاب اليمينية.
وبدأ تطبيق التوقيت الرمضان في المغرب الأحد الماضي، في حين أن أول أيام شهر رمضان هو أمس الثلاثاء، أما في مدينة سبتة ومليلية فإن شهر رمضان بدأ يوم الاثنين، تبعا لإعلان الهيئات الإسلامية في إسبانيا، على الرغم من الجدل الذي أثاره إعلان إحداها عدم ثبوت رؤية الهلال، وتراجعها عن اعتبار الثلاثاء أول أيام الصيام.
ويوم 7 مارس الجاري، أعلنت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة أنه بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، سيتم الرجوع إلى الساعة القانونية للمملكة الموافق لتوقيت غرينيتش، وذلك بتأخير الساعة بـ60 دقيقة عند حلول الساعة الثالثة صباحا من يوم الأحد 10 مارس 2024.
وذكر بلاغ للوزارة أن ذلك يأتي طبقا لمقتضيات المادة الثانية من المرسوم رقم 2.18.855 الصادر في 26 أكتوبر 2018، المتعلق بالساعة القانونية، وأضاف أنه سيتم، بعد نهاية شهر رمضان، إضافة 60 دقيقة إلى الساعة القانونية عند حلول الساعة الثانية صباحا من يوم الأحد 14 أبريل 2024.
