لديه الشمس والمساحة.. مخاوف إسبانية من منافسة المغرب في إنتاج الهيدروجين الأخضر بعد تقرير بنك الاستثمار الأوروبي

 لديه الشمس والمساحة.. مخاوف إسبانية من منافسة المغرب في إنتاج الهيدروجين الأخضر بعد تقرير بنك الاستثمار الأوروبي
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 28 دجنبر 2022 - 18:13

أضحت خلاصات تقرير بنك الاستثمار الأوروبي الصادر الأسبوع الماضي، حول "إمكانيات الهيدروجين الأخضر غير العادية في إفريقيا"، تشكل مصدر قلق لإسبانيا بسبب موقع المغرب في هذه الوثيقة، وذلك بعدما صنف خطط المملكة لإنتاج هذه المادة الصديقة للبيئة ضمن "الأكثر تقدما"، ما يفتح الباب أمام الاستثمارات الأوروبية في بلد تعتبره مدريد منافسا مستقبليا لها في هذا المجال الطاقي.

وأورد تقرير لصحيفة the objective أن بنك الاستثمار الأوروبي، الذي وصفته بأنه ذراع الاتحاد الأوروبي في مجال الاستثمارات، سلط الضوء على قدرات المغرب في مجال الطاقة الشمسية وإنتاج الغاز النظيف، ما يمثل التزاما من بروكسيل تجاه المملكة التي تعد "أحد المنافسين الرئيسيين لإسبانيا في سباق إنتاج طاقة المستقبل".

وأورد التقرير أنه على المستوى الرسمي لا تعتبر رساة الحكومة الإسبانية المغرب تهديدا أو منافسا مباشرا في مجال نشر الهيدروجين الأخضر بإسبانيا، لكن عمليا تفي الرباط بالشرطين الأساسيين لإنتاج هذه المادة، إذ لديها الكثير من الشمس والكثير من المساحة، وهما شرطان تُوفرهما إسبانيا أيضا لكنها تظل مع ذلك "بعيدة عن الاعتمام الذي تظهر بروكسيل الآن تجاه المغرب في ما يتعلق بتطوير إنتاج الغاز النظيف".

وترى مصادر في الاتحاد الأوروبي، وفق المصدر ذاته، أن القارة الإفريقية شريك استراتيجي لضمان وصول الطاقة النظيفة والمستدامة إلى أوروبا، وستصبح "لاعبا دوليا" في مجال الطاقة بفضل صادرات الهيدروجين الأخضر، حيث سيتم تسخير الطاقة الشمسية في إنتاج 50 مليون طن من هذه المادة سنويا بحلول سنة 2035، ما يمكن أن يساعد في تأمين إمدادات الطاقة العالمية وخلق فرص العمل وإبعاد الكربون عن الصناعات الثقيلة، بالإضافة إلى الاستدامة الطاقية.

وما يثير المخاوف الإسبانية، حسب الصحيفة الإسبانية، هو أن التقرير الذي يُعد أول دراسة تفصيلية حول جدوى تطوير مجال الهيدروجين الأخضر في إفريقيا، هو تطرقه لفرص الاستثمار في 4 دول موزعة على 3 أقطاب، الأول هو المغرب وموريتانيا، الأقرب جغرافيا لإسبانيا وأوروبا عموما، والثاني مصر والثالث جنوب إفريقيا، مع خارطة طريق للحلول التقنية والاقتصادية والبيئية والمالية، ما يعني إتاحة المجال للشروع عمليا في تدفق الاستثمارات.

وينص التقرير الأوروبي على أن إنتاج ونقل الهيدروجين الأخضر يمكن أن يتضمن استثمارا فلكيا قدره تريليون أورو، مقابل الزيادة الهائلة في الإنتاج المحلي الإجمالي، ما يخلق مئات الآلاف من مناصب العمل الدائمة والمؤهلة في جميع أنحاء إفريقيا، وفي المقابل فإن أوروبا ستكون أكثر راحة بخصوص مستقبل احتياجاتها الطاقية، لتخلص الصحيفة إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي تضر فيها الاستثمارات والمساعدات الأوروبية للمغرب المصالح الاقتصادية والتجارية لإسبانيا".

ومع ذلك ستلعب إسبانيا دورا غير مباشر في هذا المشروع عن طريق مشاركتها في البنك الاستثماري الأوروبي، ولكن أيضا عن طريق تحالف الشركات الأوروبي HyDeal، وهي مشروع مشترك لتطوير الطاقة الشمسية ونقل الغاز والصلب والأسمدة، والتي تقوم ببناء أكبر مركز للهيدروجين الأخضر في أوروبا، ومن بين الشركات التي يتكون منها التحالف شركتان إسبانيتان هما ArcelorMittal وEnagás.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...