لعبة الـPUBG.. إدمانها أدّى إلى جرائم قتل وحالات طلاق ومنعت في دول عديدة

 لعبة الـPUBG.. إدمانها أدّى إلى جرائم قتل وحالات طلاق ومنعت في دول عديدة
الصحيفة - محمد الصالح
الأحد 12 ماي 2019 - 10:40

لا شك أن اسم لعبة PUBG قد ذاع صيتها في كل أنحاء العالم، وأصبح يتردد على مسامع جميع الفئات والطبقات، نظرا للشعبية الجارفة التي حققتها اللعبة في الأشهر الأخيرة، والوصول إلى حد الإدمان بالنسبة لملايين اللاعبين عبر العالم، مما ترتب عن ذلك أحداث غريبة، وأخرى مثيرة للجدل، منها حالات طلاق، وجرائم قتل، كلها بسبب واحد، هو لعبة PUBG.

كيف بدأت ؟

في 23 مارس 2017، أطلقت شركة Bluehole لعبة التصويب الجماعي و"الباتل روايال" تحت اسم PlayerUnknown's Battlegrounds، لتكون حصرية على أجهزة شركة Microsoft، وهي Xbox One وأيضا الحواسب الشخصية. وفي تلك اللحظة، لم يتوقع أكبر المتفائلين أنها ستصبح من أشهر وأضخم الألعاب في تاريخ الألعاب، بعد النجاح القياسي الذي حققته بحلول 2019.

PUBG لم تنل شهرتها في بداية المطاف، وتركت المجال أمام اللعبة الأخرى الحصرية على Playsation 4 Fortnite التي حصدت نسبة عالية من اللاعبين في الانطلاقة، ولكن PUBG عادت بقوة بفضل واقعية اللعب وسلاسة "الغيم بلاي".

لنوضح أكثر، تعتبر لعبة "بوبجي" من الإصدارات الخاصة بألعاب التصويب في العالم المفتوح، سواء بالمجموعات أو الفرق، أو بشكل فردي، وباختصار، يختار اللاعب شخصيته سواء بالملابس أو قصة الشعر والمظهر بشكل عام، ثم يختار فريقه الخاص، أو يدخل القتال بمفرده، رفقة 100 شخص آخرين عبر الشبكة، حيث يتقاتلون بتقنيات وأسلحة مختلفة، والفائز هو الذي يبقى الأخير في هذه المعركة، سواء الفريق أو اللاعب بمفرده إذا تمكن من هزم 99 مشتركا فيها.

فكرة اللعبة هي اختيار اللاعب المكان المناسب للهبوط فيه، ثم وضع التكتيك الخاص به لقتل واقصاء منافسيه، والأكثر تشويقا في اللعبة هو المحادثة الصوتية الحية بين جميع اللاعبين أو أفراد فريق اللاعب فقط، حيث يمكنه توجيه زملائه وتحذيرهم من الخطر، اضافة إلى هذا يتم تضييق نطاق اللعب كل 3 دقائق، لكي لا تصبح اللعبة مملة.

جوهر اللعبة والمتعة الكبيرة فيها، تكمن في واقعيتها، وكل ما تمنحه للاعبين من أسلحة وعتاد وتقنيات للاختباء والتنقل بسيارات ومركبات مختلفة، كل هذا تضيف عليه الشركة المطورة تحديثات مستمرة لمواكبة الأحداث، ومع الوقت تحولت من لعبة ترفيه إلى إدمان خطير.

ولعل انضمام الملايين من اللاعبين مع بداية 2019، كان بسبب اصدار نسخة الهواتف الذكية، والتي حققت نجاحا أكبر من النسخة العادية، خاصة وأنها أصبحت متاحة مجانا في متاجر Play Store.

دول تحظرها وأخرى تعاقب كل من يلعبها !!

لن نتحدث كثيرا على نجاح وأرباح "بوبجي"، فهي واضحة وقياسية، ولكن الجانب السيئ منها هو ما يصنع الحدث حاليا، وجعل بعض الدول تحظرها نهائيا، ولن تستطيع تحمليها أو الولوج إليها في العراق على سبيل المثال، والسبب هو مشاهد القتال وتعليم الأطفال والمراهقين استعمال مختلف أنواع الأسلحة، نفس الشيء بالنسبة للصين التي حظرت أيضا اللعبة.

الهند هي الأخرى انضمت إلى العراق والصين، وأعلنت حظر "بوبجي" وايقاف من يلعبها أو يسهل طرق الولوج اليها، والسبب أنها تشغل الطلاب عن الدراسة وتنمي العنف في أنفسهم، في حين كان سبب دولة نيبال من حظر اللعبة، هو تأثيرها السلبي على الصحة العقلية حسب قرار الحكومة.

وفي الأردن، تم منع كل موظفي المؤسسات العسكرية والحكومية في مجال الأمن من لعبها بشكل نهائي، لأنها تقوم بإلهاء الشرطيين أو موظفي الأمن عن أداء مهامهم على أكمل وجه.

جرائم قتل وحالات طلاق واعتداء بسبب PUBG

الحديث عن مخلفات PUBG والأحداث المرتبطة بها، لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن اختصارها في فقرة صغيرة،.

ولعل أن أغرب الحوادث على الإطلاق، كانت في الإسكندرية بمصر، حيث قام سيف الدين، الطالب المراهق في السنة الأولى ثانوي، بقتل معلمته التي تبلغ 59 عاما، بعدما قام بتجسيد مشهد لعبة PUBG في أرض الواقع، ليقوم بجريمة شنعاء.

وقام الطالب بوضع سكين في حقيبته وبعض المستلزمات الأخرى بنفس الطريقة التي يقوم بها في اللعبة، ثم طعن مدرسته الذي كانت تقدم له دروسا خصوصية في الكيمياء، ليرديها قتيلة.

وبعد القبض عليه اعترف بأنه تأثر كثيرا باللعبة وأصبح مهووسا بها إلى مرحلة الرغبة الشديدة في تنفيذها.

في الولايات المتحدة، وبريطانيا تم تسجيل العديد من حالات العنف والاعتداء على طريقة PUBG أيضا، ولم يتوقف الأمر عند العنف فقط، بل وصل حتى إلى العلاقة بين الزوجين تحت السقف الواحد، بعدما نشرت العديد من المواقع والصحف حالات طلاق وانفصال بسبب ادمان اللعبة من طرف الزوج بشكل خاص.

قناة ON المصرية، كشفت عن تسجيل 10 حالات طلاق في مصر، ومثلها في العراق بسبب إهمال أحد الزوجين وادمانه على اللعبة، وفي لبنان قدمت احدى الزوجات طلب طلاق بعدما أصبح زوجها منطويا على نفسه، ويرفض حتى مقابلة الضيوف والاعتناء بأطفاله بسبب انغماسه اليومي في اللعبة.

41 ساعة من اللعب المتواصل !!

في لبنان خطف شاب عشريني الأنظار بإدمانه المفرط للعبة "بوبجي"، ما دفع صحيفة "النهار" لتسليط الضوء عليه، بعدما قام باللعب المستمر والتواجد عبر الشبكة لمدة 41 ساعة متتالية، وانفاق الكثير من الأموال عليها، وحسب وصف الصحيفة، فقد وصل به الأمر للجلوس في نفس المكان دون حراك، فقط يلعب، وأكياس الطعام متناثرة حوله، وهو ما وصفه قائلا: "عندما أبدأ اللعب، فإن نسبة الحماس ترتفع عندي، ولا أعرف شيئا سوى أنني أنغمس في اللعبة، وأتخيل نفسي في ساحة القتال فعلا".

اختلاف علم النفس ؟

انقسم علماء النفس حول مخاطر لعبة PUBG السلبية على المراهقين والشبان، حيث لخصت دراسة من جامعة بوسطن، في الولايات المتحدة الأمريكية، أن الإدمان على هذه اللعبة أصبح أكثر خطورة بعدما تم اصدارها على الهواتف، وهنا تكون مهمة الأهل في مراقبة أولادهم أكثر صعوبة، عكس ألعاب الفيديو المرتبطة بشاشة التلفزيون، ولهذا فإن تأثر المراهقين والشبان قد يختلف حسب شخصية كل واحد فيهم، والنتائج تكون سلبية في أغلب الحالات، لأن تشجع ممارسة العنف والألفاظ السيئة والحركات القتالية أيضا، وتأثر اللاإدراك بسلبيات اللعبة ومحاولة البحث عن تقليدها لا إراديا.

في المقابل، يرى بعض المحللين النفسيين، أن اللعبة ليست خطيرة إلى هذا الحد، ويكفي فقط الحديث مع الأولاد وكل من يمارسها على تخصيص وقت محدد كل يوم فقط، مع الاهتمام بالنشاطات الأخرى والقيام بكل الواجبات المدرسية، في حين يرى علماء جامعة دبلن في إيرلندا، أن إدمان "بوبجي" لا يقل خطورة عن ادمان الهواتف الذكية في حد ذاتها حتى من دون ألعاب.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...