مؤشر جديد على استحالة عقد قمة 2022: الجزائر تنسحب من اجتماع ترعاه الجامعة العربية بسبب خريطة المغرب الكاملة

 مؤشر جديد على استحالة عقد قمة 2022: الجزائر تنسحب من اجتماع ترعاه الجامعة العربية بسبب خريطة المغرب الكاملة
الصحيفة من الرباط
الأثنين 7 فبراير 2022 - 21:50

انسحبت الجزائر مرة أخرى من الاجتماع الإقليمي لمدراء الجمارك بمنطقة الشرق الأوسط والأدنى وشمال إفريقيا، في نسخته الـ55، الذي جرى عبر تقنية التناظر المرئي، وذلك بعدما جرى عرض خرائط للدول الأعضاء تضمنت خريطة المغرب الكاملة التي تشمل أقاليم الصحراء، وهو أمر سبق أن حدث العام الماضي أيضا، لكنه الآن بات يحمل رسالة أخرى مفادها أن الجزائريين لا زالوا عاجزين عن حسم موضوع الخريطة قبل تنظيمهم للقمة العربية، لكون أن الجهة التي ترعى هذا الاجتماع هي جامعة الدول العربية.

ووسط الحديث عن تأجيل القمة العربية إلى موعد غير محدد نظرا لعدة اعتبارات، من بينها الموقف الجزائر من قضية الصحراء الداعم لجبهة "البوليساريو" الانفصالية والرافض لاعتماد الخريطة المغربية الكاملة، أعلن بيان للمديرية العام للجمارك الجزائرية أمس الأحد، أن المدير العام نور الدين خالدي انسحب من الاجتماع بمجرد عرض تقارير المكاتب الإقليمية لتبادل المعلومات الاستعلاماتية لعام 2021، مسجلا "الاحتجاج الرسمي" لبلاده على اعتماد خريطة المغرب المتضمنة للصحراء والتي وصفها بأنها "غير شرعية".

وتكمن أهمية الأمر في كون الاجتماع يمثل امتدادا لجامعة الدول العربية، الذي ترعاه وتُموله ويحتضن مقرها في القاهرة اجتماعاته الدورية الحضورية، ما يشكل إشارة إلى أن الموقف العربي لا زال ملتزما بالخريطة الرسمية المعتادة، التي يبرز فيها النطاق الجغرافي المغربي كاملا بما يشمل الصحراء، وهو الأمر الذي شكل إحدى إكراهات انعقاد القمة العربية في مارس من هذه السنة، لكون العديد من الدول العربية دافعت عن موقف الرباط بخصوص الصحراء، رغم الجولة الماراثونية لوزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة إلى عدة عواصم عربية.

وحددت الخارجية الجزائرية بداية شهر نونبر من هذا العام لعقد القمة المؤجلة منذ سنة 2022، لكن هذا التوقيت لم تتبناه لا جامعة الدول العربية ولا أي دولة عربية أخرى، ويوم أمس الأحد تفاعل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع هذا الأمر لأول مرة، خلال حوار مع قناة "فرنسا 24"، حين أكد أن موعد القمة حسب الميثاق المعمول به هو شهر مارس.

وأورد بوريطة أن ملحقا مُضمذَنا في ميثاق الجامعة، والمتعلق بدورية القمة يحدد شهر مارس من كل سنة موعدا لانعقادها، وهو ما جرى الاتفاق عليه من طرف ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية، معتبرا أن الأمر يتعلق بنص معمول به لا يمكن تغيير تاريخ القمة إلا بتغييره، خالصا إلى أن القمة المقبلة "إن لم تعقد في مارس 2022 فيوجد شهر مارس في السنوات القادمة، مع العلم أنها لم تعقد لا في 2021 ولا في 2020"، في إشارة إلى أن القمة لن تُعقد هذا العام.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...