مئات المغاربة والإسبان يعلقون في موانئ طنجة بعد إغلاق الحدود

وجد المئات من المغاربة المقيمين في الخارج والمواطنين الإسبان أنفسهم في مأزق بعد قرار إغلاق الحدود البحرية بين المغرب وإسبانيا تفاديا لانتشار فيروس كورونا، حيث ظل العديد من الأشخاص الذين قدموا إلى الأراضي المغربية من أجل السياحة أو قضاء أمور شخصية عالقين في ميناءي طنجة المدينة وطنجة المتوسط في حيرة من أمرهم.

ومباشرة بعد إعلان الحكومة المغربية عن إغلاق الحدود مع إسبانيا بتشاور مع حكومة هذه الأخيرة، عاين موقع "الصحيفة" حالة الحيرة والقلق التي أصابت العديد من المواطنين المغاربة والإسبان الذين كانوا يرغبون في المغادرة نحو طريفة عبر ميناء وسط المدينة أو نحو ميناء الجزيرة الخضراء عبر الميناء المتوسطي، في ظل عدم وجود حلول بديلة في الأفق.

واصطفت عشرات السيارات أمام البوابات المؤدية إلى محطات الركاب بالميناءين وعلى متنها أشخاص كانوا قد حجزوا مسبقا تذاكر العودة إلى التراب الإسباني، وفي الوقت الذي أبدى المغاربة تخوفهم على مصير أفراد عائلاتهم الموجودين في إسبانيا وكذا على وظائفهم التي لن يستطيعوا اللحاق بها، كان الإسبان قلقين أيضا من عدم قدرتهم على تحمل نفقات إضافية لإقامتهم في المغرب، ومنهم من دعوا سفارة بلادهم في الرباط إلى التدخل لمساعدتهم.

وأبدى المسافرون استياءهم من القرار المفاجئ للحكومتين المغربية والإسبانية وعدم منحهم "مهلة" للالتحاق بالضفة الشمالية للمتوسط، حيث دخلت آخر عبارة سريعة ميناء طنجة المدينة في تمام السادسة من مساء أمس مباشرة بعد صدور قرار إغلاق الحدود، في الوقت الذي وجد فيه عناصر الشرطة والجمارك والسلطات المينائية أنفسهم مضطرين للتعامل مع غضب وارتباك المعنيين.

وكان بلاغ حكومي قد أكد أن قرار إغلاق الحدود البحرية والجوية بين المغرب وإسبانيا في كلا الاتجاهين قد اتخذ بعد مشارورات بين عاهلي البلدين الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس، وذلك في أعقاب مباحثات أجريت بين رئيسي الحكومتين سعد الدين العثماني وبيدرو سانشيز، وكذا بين وزراء داخلية وخارجية المملكتين، إثر تفشي فيروس "كوفيد 19" بالأراضي الإسبانية.

ولم يتم وضع أجل لهذا الإغلاق، لكن البلاغ نفسه أوضح أن البلدين "يعملان بتنسيق تام بهذا الخصوص"، علما أن إسبانيا صارت إحدى أكثر دول العالم معاناة من المرض إذ إلى حدود أمس الخميس تم تسجيل 2968 إصابة مؤكدة من بينها 84 أدت إلى الوفاة، كما اضطرت الحكومة إلى توقيف الدراسة والعمل بعدة مدن ومطالبة المواطنين بالبقاء في منازلهم.