ما أشبه واقع الأمس باليوم.. ذكرى حركة 20 فبراير بالمغرب تأتي في سياق اجتماعي مشابه لانطلاقتها

 ما أشبه واقع الأمس باليوم.. ذكرى حركة 20 فبراير بالمغرب تأتي في سياق اجتماعي مشابه لانطلاقتها
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأحد 20 فبراير 2022 - 14:15

يُحيي عدد كبير من المواطنين المغاربة اليوم الأحد، الذكرى الحادية عشرة لحركة 20 فبراير، وهي الحركة التي كان قد أطلق شراراتها شباب في سنة 2011 ورفعوا خلالها مطالب اجتماعية عديدة، تتشابه مع المطالب التي يرفعها المغاربة اليوم تحت تداعيات أزمة فيروس كورونا والقرارات "المجحفة" التي زادت من تأزيم الوضع الصادرة عن حكومة عزيز اخنوش.

وبالرغم من أن حركة 20 فبراير المغربية كانت امتدادا للحركات الاحتجاجية والتظاهرية التي عرفتها عدد من البلدان العربية فيما يُعرف بالربيع العربي، والتي أدت إلى إسقاط عدة أنظمة، إلا أن الحركة المغربية كانت لها خصوصيتها وركزت في أغلب مطالبها على تحسين ظروف المواطنين المغاربة وإسقاط رموز الفساد الذين لازال عدد منهم يسيرون شؤون البلاد اليوم، وفي الحكومة الحالية نفسها.

وتتزامن هذه الذكرى مع حالة من السخط تجتاح شرائح عديدة من الشعب المغربي، بسبب ارتفاع الأسعار التي لم تجد الحكومة الجديدة أي حل لهذه المعضلة وألقت بالمسؤولية على "الوضع الدولي" وتركت الفئات المغربية الهشة تواجه الأسعار "المسعورة" دون أن تكون لديهم أي حلول في ظل التداعيات المستمرة لفيروس كورونا التي أنهكتهم إلى أبعد حد.

وإذا كانت حركة 20 فبراير في السنوات الأولى لبدايتها طالبت برحيل العديد من رموز الفساد، فإن ذكراها اليوم تأتي في سياق مشابه أيضا، حيث يطالب الآلاف من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي برحيل عزيز أخنوش من رئاسة الحكومة، محملين إياه مسؤولية الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المغاربة، وقد زادت هذه الأوضاع تأزما مع ارتفاع أسعار أغلب المواد الاستهلاكية وغير الاستهلاكية.

وتصدر هشتاغ "اخنوش_ارحل" في الأيام الماضية الترند على موقع تويتر بالمغرب حيث ظل متصدرا لأكثر من 3 أيام متتالية، ثم تصدر هشتاغ "لا لرفع الأسعار" الترند بعد ذلك على نفس الموقع، وقد حمل الهشتاغان الالاف من التغريدات المطالبة برحيل حكومة أخنوش، وتغريدات توجه انتقادات لاذعة لهذه الحكومة حيث اعتبرها المئات بأنها فشلت في تدبير شؤون المغاربة بما يُخفف عنهم.

كما أن احصائيات استطلاع الرأي الذي أجراه موقع "الصحيفة" بشأن تقييم القرارات التي اتخدتها حكومة عزيز أخنوش خلال ثلاثة أشهر من تسييرها للحكومة، كشفت أن حوالي 90 بالمائة من نسبة المشاركين في الاستطلاع يرون أن هذه القرارات زادت من تعقيد حياتهم.

وحمل الاستطلاع سؤال "بعد ثلاثة أشهر من عمر حكومة أخنوش.. ما هو تقييمك لقراراتها وتأثيرها على حياة المغاربة؟" وكان المطلوب من المشاركين التصويت إما على أولا "قرارات زادت من تعقيد حياة المغاربة" أو على ثانيا "انعكست إيجابا على حياة المغاربة".

وفاق عدد المشاركين في هذا التصويت أكثر من 700 شخص، أكثر من 600 منهم صوتوا على أن قرارات حكومة أخنوش زادت من تعقيد حياة المغاربة، وهو ما يمثل حوالي 90 بالمائة من المصوتين، في حين لم يصوت سوى أقل من 70 شخصا على أن قرارات حكومة أخنوش انعكست إيجابا على حياة المواطنين المغاربة، وهو ما يمثل سوى 9 بالمائة من نسبة المصوتين.

وتُظهر كل هذه التطورات على الواقع المغربي، أن واقعه بالأمس عندما انطلقت حركة 20 فبراير، لا يبدو مختلفا بشكل كبير عن واقعه هذا اليوم.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...