مدارس خاصة "تحرض" الآباء على كسر "الطوارئ" لسداد "الواجب الشهري"
تواصل مجموعة من المدارس الخاصة ممارساتها المثيرة للجدل خلال أزمة انتشار وباء كورونا المستجد بالمغرب، إذ بالإضافة إلى صدور دعوات للآباء والأمهات من لدن بعضها لسداد الواجب الشهري لتعليم أبنائهم على الرغم من توقفها عن العمل، عمدت أخرى إلى "تحريضهم" على كسر حالة الطوارئ الصحية والانتقال إلى مقراتها من أجل الدفع.
ومباشرة بعد حلول شهر أبريل، نشرت بعض المؤسسات التعليمية الخاصة إعلانات يتوفر موقع "الصحيفة" على نسخ منها، تدعو أولياء أمور التلاميذ إلى الانتقال إليها قصد سداد الواجب الشهري، وهو أمر مثير للاستغراب، ليس فقط لأن تلك المدارس كانت قد أقفلت أبوابها منذ منتصف مارس الماضي وستستمر كذلك إلى غاية 20 أبريل على الأقل، بل أيضا لكون هذه الدعوة تمثل تحريضا صريحا على الخروج من المنازل.
وحسب مجموعة من الآباء، فإن بعض إدارات المدارس الخاصة لا توافق على تحويل الواجبات الشهرية عبر حساباتها البنكية بل تفضل تسليمها المبالغ المالية نقدا، كما أن مجموعة منها لم تبد "أي ليونة" بخصوص أداء تلك المبالغ خلال أزمة جائحة كورونا، داعية الآباء إلى سدادها في وقتها بمن فيهم الذين اضطروا للتوقف مؤقتا عن العمل، متعللة بأنها بدورها لديها التزامات مالية متأخرة.
وكانت مؤسسات التعليم الخاص قد تسببت لنفسها في انتقادات كثيرة مع بداية تطبيق حالة الطوارئ الصحية، عندما راسلت رئيس الحكومة سعد الدين العثماني للاستفادة من مبالغ صندوق تدبير جائحة كورونا، عبر رسالة موقعة من طرف ثلاث هيآت تمثلها، ويتعلق الأمر بالفيدرالية المغربية للتعليم والتكوين الخاص ورابطة التعليم الخاص بالمغرب والهيأة الممثلة للمدارس الكبرى.
وطالبت المراسلة باعتبار مدارس التعليم الخاص ضمن فئة "القطاعات الهشة التي تستوجب دعمها ماديا من خلال صندوق مكافحة جائحة كورونا"، على اعتبار أن تلك المؤسسات "ستجد نفسها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه الشغيلة نهاية هذا الشهر وتجاه البنوك وكذا صندوق الضمان الاجتماعي"، قبل أن تعود لتعتذر عن هذه الخطوة.
وكانت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، قد قررت توقيف الدراسة بجميع مؤسسات القطاع العام والخاص منذ 16 مارس الماضي، معوضة الأمر بحصص التعليم عن بعد التي تبثها عبر موقع خاصة وعبر قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وذلك في إطار الخطوات الاحترازية لمواجهة وباء "كوفيد 19".
