مذكرة حقوقية تضع المغرب وإسبانيا أمام الأمم المتحدة بسبب الاعتداء على عاملات الفراولة

 مذكرة حقوقية تضع المغرب وإسبانيا أمام الأمم المتحدة بسبب الاعتداء على عاملات الفراولة
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 3 يونيو 2020 - 9:46

وجهت 8 منظمات حقوقية تعنى بقضايا النساء والمهاجرين، مذكرة إلى الأمم المتحدة أمس الثلاثاء، من أجل دفع المغرب وإسبانيا إلى العمل على حماية النساء العاملات في جني الفواكه الحمراء بحقول إقليم الأندلس، وذلك بعدما رصدت تعرضهن لاعتداءات خلال فترة جائحة كورونا تصل حد التعدي عليهن جنسيا وتعنيفهن.

ووجهت تلك المنظمات مراسلاتها إلى 10 لجن تابعة للأمم المتحدة بما فيها اللجنة المعنية بحقوق الإنسان ولجنة القضاء على التمييز ضد النساء واللجنة المكلفة بحقوق المهاجرين ولجنة القضاء على التمييز العنصري، داعية إياها إلى التواصل مع حكومتي المغرب وإسبانيا بوصفهما تواليا الجهة المُوردة للعاملات الموسميات والجهة المستقبلة لهن، قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الانتهاكات في حقهن.

ووفق المراسلة فإن تفشي وباء كورونا أدى إلى تعرض العاملات المغربيات إلى أشكال جديدة من الاستغلال وخاصة في حقول الفراولة بمنطقة ويلبا بإقليم الأندلس، وذلك في ظل نقص اليد العاملة بسبب إغلاق الحدود الذي منع 10 آلاف عاملة مغربية من الالتحاق بعملها الموسمي، أما اللواتي تمكن من الوصول إلى هناك فقد عانت الكثيرات منهن من لتعنيف وسوء المعاملة.

وحسب المذكرة التي صاغها مكتب المحاماة الخاص بمنظمة "وومن لينك وورلد وايد" التي تعنى بحقوق النساء، فإن العاملات المغربيات تعرضن للعنف الجنسي والضرب والحرمان من الرعاية الصحية، كل ذلك أضيف إليه خلال فترة كورونا "الإفلات من العقاب"، حيث كان من الصعب على الضحايا تقديم شكايات بسبب حالة الطوارئ الصحية.

وأشارت الوثيقة إلى أن نقص اليد العاملة أدى إلى مضاعفة معاناة العاملات، حيث كان عليهن القيام بأعمال مضاعفة ومنهن من كل يعمل دون توفير وسائل الحماية الضرورية ودون احترام مسافة الأمان، كما كن يتكدسن داخل منازل ضيقة، بل إن بعضهن اضطررن للإقامة داخل حاويات السلع التي لا تتوفر لا على قنوات المياه ولا على قنوات الصرف الصحي.

واعتبرت تلك المنظمات أن الحكومة المغربية متورطة في المخالفات المسجلة في حق العاملات الموسميات، وذلك عبر موافقتها على مجموعة من الشروط التي تخلق تمييزا تجاه تلك النسوة وتضعهن في موقف هش، بداية باقتصار العملية على النساء فقط ثم اشتراط أن يكن متزوجات أو أرامل وأن تتراوح أعمارهن بين 25 و25 سنة، وذلك ما يضمن عودتهن سريعا بعد انتهاء عقودهن وبالتالي عدم قدرتهن على مواكبة الإجراءات القانونية في حال تعرضهن للاعتداء.

يشار إلى أن 7000 سيدة مغربية من العاملات الموسميات في حقول الفواكه الحمراء، يوجدن الآن في وضع مأساوي جراء انتهاء عقودهن وعدم قدرتهن على العودة إلى أسرهن بسبب إغلاق المغرب لحدوده، وهو الأمر الذي دفع الحكومة الإسبانية وحكومة إقليم الأندلس إلى التكفل بفحوصاتهن مقابل قيام المغرب بإجلائهن، العرض الذي لم يلق بعد أي رد رسمي من الرباط.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...