مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي: حكومة نتنياهو يجب أن تراعي مكانة القدس لدى المغرب لتفادي تدهور العلاقات

 مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي: حكومة نتنياهو يجب أن تراعي مكانة القدس لدى المغرب لتفادي تدهور العلاقات
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأربعاء 4 يناير 2023 - 19:46

قال مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي "INSS"، إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي يقودها بنيامين نتنياهو، يجب أن تُراعي مكانة القدس والمقدسات الإسلامية في هذه المدينة لدى المغرب، والابتعاد عن التصعيد، تفاديا لتدهور العلاقات الثنائية مع الرباط.

وجاء هذا في تقرير نشره المركز المذكور مؤخرا يُقيّم فيه العلاقات المغربية الإسرائيلية على مدى سنتين من التطبيع، تحت عنوان "سنتان على التطبيع بين إسرائيل والمغرب: الحفاظ على الزخم الإيجابي"، حيث أبرز فيه النتائج الإيجابية الكثيرة التي تم تحقيقها بين الطرفين في ظرف سنتين، وهو الأمر الذي انعكس إيجابا على العلاقات الثنائية خاصة فيما يتعلق بالجانب الإنساني المتمثل في تمتين الروابط بين اليهود المغاربة المقيمين في إسرائيل ببلدهم الأصلي المغرب.

وأشار التقرير إلى المجهودات التي قامت بها المملكة المغربية منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع تل أبيب، في الرفع من مكانة اليهود المغاربة في المغرب، وإحياء التراث اليهودي والأماكن المقدسة اليهودية داخل المملكة، وافتتاح العديد من المتاحف التي تهدف إلى حفظ ذاكرة اليهود في المغرب، الذي يُعتبر من البلدان التي دافعت عن اليهود في فترات وحقب تاريخية حرجة.

وحث تقرير مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة التي يقودها بنيامين نتنياهو، بالعمل على الحفاظ على هذه الروابط مع المغرب التي عرفت زخما مهما خلال سنتي تطبيع العلاقات، والابتعاد عما يُمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات الثنائية، خاصة التدخلات الإسرائيلية في القدس، بالنظر إلى مكانة القضية الفلسطينية بالنسبة للمغرب، ومكانة القدس بالخصوص، حيث يرأس الملك محمد السادس "لجنة القدس" المكلفة بالسهر والحفاظ على المقدسات الإسلامية بالمدينة.

وقال التقرير في هذا السياق، أن "تجربة الماضي أكّدت أنّ التصعيد العنيف، الذي يُفهَم بأنّه محاولة من طرف إسرائيل لتغيير الوضع الدينيّ الراهن في القدس، سيعود سلبًا على العلاقات بين الرباط وتل أبيب"، ولهذا، يضيف التقرير، "على الحكومة الإسرائيليّة الجديدة الامتناع عن توتير الخلافات الدينيّة في القدس، وأنْ تكون على استعداد لمنع سيناريوهات تصعيدٍ مختلفةٍ".

وأوضح تقرير INSS في هذا الصدد إلى أن هذا كله يرجع إلى "مكانة المغرب الخاصّة فيما يتعلّق بالمقدسّات الإسلاميّة في القدس، فيتعيّن على حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة فحص الطرق والسبل من أجل منح العاهل المغربيّ فرص التدّخل الفعّال في المدينة المُقدسّة، وذلك بالتنسيق المباشر مع إسرائيل، والأردن والسلطة الفلسطينيّة".

جدير بالذكر، إن وزير الأمن الوطني الإسرائيلي الجديد اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، اقتحم أمس الثلاثاء مجمع المسجد الأقصى في القدس، وهو ما أثار ردود فعل منددة على الصعيد العربي والدولي، وقد طالب الإمارات العربية المتحدة التي تُعتبر واحدة من البلدان العربية التي طبعت العلاقات مع إسرائيلي في السنوات الأخيرة، (طالبت) من مجلس الأمن مناقشة هذه التطورات غدا الخميس.

ويتفق الكثير من المتتبعين للصراع الإسرائيلي العربي، على ما جاء في تقرير مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، بأن التصعيد الذي تقوم به حكومة نتنياهو في القدس، سيكون له آثارا سلبية على العلاقات بين تل أبيب والعديد من الدول التي طبّعت العلاقات معها، مثل المغرب.

كما أن العديد من الأصوات داخل إسرائيل، انتقدت بدورها خطوة بن غفير، وقد نشرت صحيفة "هآريتس" الإسرائيلية مقالا بعنوان "بن غفير يقود إسرائيل إلى الجحيم"، في إشارة إلى أن هذه الخطوة قد تنسف العديد من المجهودات لتحسين صورة إسرائيل على المستوى الدولي.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...