مسؤول برازيلي يكشف موعد وصول شحنة جديدة من أبقار "الزيبو" و"أنغوس" إلى المغرب، ويدعو مزارعي بلده لاستغلال التعريفة الجمركية الصفرية لولوج أسواق المملكة

 مسؤول برازيلي يكشف موعد وصول شحنة جديدة من أبقار "الزيبو" و"أنغوس" إلى المغرب، ويدعو مزارعي بلده لاستغلال التعريفة الجمركية الصفرية لولوج أسواق المملكة
الصحيفة - خولة اجعيفري
الجمعة 31 مارس 2023 - 23:15

في خضم الجدل المتواصل بشأن العجول المستوردة من البرازيل، يتوقّع المغرب وصول شحنة جديدة من البلد اللاتيني إلى ميناء الجرف الأصفر بمدينة الجديدة، في الثامن من شهر أبريل المقبل، وذلك في إطار تزويد السوق الوطنية باللحوم الحمراء ودعم استقرار أسعارها عقب الارتفاع الصاروخي الذي تشهده منذ فترة.

وفي وقت تتهرّب الحكومة المغربية من تقديم معطيات شافية حول استيراد المواشي الحيّة من الخارج على الرغم من الجدل الحاصل بخصوصها، خرج مسؤول دبلوماسي برازيلي ليتحدث عن تفاصيل الاتفاق بين البلدين، مؤكدا أن تزويد السوق الوطنية بالمواشي الحية، يأتي في إطار اتفاق بين الحكومة المغربية ونظيرتها البرازيلية جرى توقيعه مطلع يناير الماضي، بعدما التزمت المملكة بوقف التعريفة الجمركية على 30 ألف رأس ماشية حتى دجنبر من العام الجاري، موزعة على البلدان التي تجمعها به شراكات تجارية على غرار البرازيل، إسبانيا، الأوروغواي.

وفي هذا الإطار، من المرتقب أن تحُط 3000 رأس من الماشية البرازيلية بميناء الجرف الأصفر في الثامن من شهر أبريل الجاري، قادمة من ولاية بارا البرازيلية، بحسب فيليب هيمبورجر، رئيس القطاع الاقتصادي والتجاري في سفارة البرازيل بالرباط، في إطار الدفعة الثانية.

وأوضح المسؤول الدبلوماسي، في تصريحه لوكالة الأنباء البرازيلية، أن هذه الشحنة الثانية المرتقبة، "تضم سلالات أبقار الزيبو التي سيتعرف عليها المستهلك المغربي لأول مرة، إلى جانب بقر أنغوس الذي سبق وتم استقدامه"، مشيرا إلى أنه ومن أصل 3000 رأس ماشية برازيلية، ستُخصص 1500 رأس للذبح الفوري، من أجل تزويد السوق الوطنية باللحوم الحمراء والإسهام في خفض أثمنتها تزامنا مع شهر رمضان، أما النصف الثاني فقرّرت السلطات المغربية تسمينه في المزارع المحلية حتى وقت لاحق.

وأشار هايمبورجر، إلى أنه تمت الموافقة على الشهادة البيطرية الدولية من طرف المغرب في يناير من أجل استيراد رؤوس المواشي من بلده صوب المملكة، وذلك على هامش زيارة قامت بها هيئة الصحة المغربية إلى البرازيل وجرى على إثرها توقيع اتفاقية مع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بالبلد اللاتيني.

ولفت المسؤول الدبلوماسي البرازيلي، إلى أن المغرب منذ أكتوبر من العام الماضي أشهر رغبته باستيراد المواشي الحية من البرازيل، خاصة بعدما أرخى الجفاف الموسمي الذي تشهده البلاد بظلاله على الوضع الفلاحي بالبلد، وتزامن هذا الوضع المتفاقم مع شهر رمضان الذي تزيد فيه وتيرة استهلاك المغاربة للحوم.

وفي هذا الصدد، أكد المتحدث، أن التعريفة الجمركية الصفرية، شجّعت المصدرين البرازيليين على الانفتاح على السوق المغربية، مشيرا إلى أنه وبالإضافة إلى الشحنتين الأولى والثانية البالغ مجموع عددها 5800 حيوان من البرازيل، من المتوقع أن تتقدّم الحكومة المغربية بطلبات جديدة للحيوانات البرازيلية بحصة 30 ألف رأس.

ودعا المسؤول الدبلوماسي، مزارعي ومربي المواشي ببلده إلى الانفتاح على السوق المغربية، لافتا إلى أن إسبانيا زوّدت البلد بحصة تبلغ 3500 رأس ماشية فقط، فيما الأوروغواي استخدمت حصة قليلة فقط، ما يجعل الفرصة مواتية أمام المزودين البرازيليين لمزيد من الانفتاح على العرض المغربي حتى نهاية العام الجاري سيّما مع ارتفاع وتيرة الطلب.

وطمأن هايمبورجر، مواطنيه على "السمعة الطيبة" التي تحوزها الفلاحة البرازيلية في المغرب، وهو ما يجعلها بحسب المسؤول الدبلوماسي "قادرة على التنافس على قدم المساواة مع أوروبا، خاصة وأن الاستيراد من البرازيل بالنسبة للحكومة المغربية أرخص وأنسب".

واعتبر المسؤول الدبلوماسي البرازيلي، أن الحافز الضريبي للماشية الحية يمكن أن يكون اللبنة الأولى لبداية جديدة مع السوق المغربية تُشجع على دخول البروتين الحيواني البرازيلي إلى المغرب، سواء تعلّق الأمر بالقطع المجمدة أو الذبيحة بأكملها.

ونبّه المسؤول الدبلوماسي البرازيلي، إلى أن ما يعرقل ولوج اللحوم المجمّدة إلى السوق المغربي هو ارتفاع التعريفة الجمركية للقطاع، موردا أن لحوم الأبقار المجمدة اليوم، تقدر تعريفتها بـ 200 في المائة، فيما الدجاج المجمد تعريفته تصل إلى 93 في المائة.
وزاد المتحدث بالقول: "هذا عمليًا يغيّب المنتج البرازيلي من السوق المغربية، وبالتالي نسعى لخفض هذه التعرفة أو وقفها.. سيّما وأن البرازيل موثوق بها وتقدم خدماتها بانتظام وستساعد المغرب في تحقيق الأمن الغذائي".

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، قد أثنى في وقت سابق على جودة العجول المستوردة من الخارج، مشدّدا على أن مسار الاستيراد مضبوط من جميع النواحي سواء الإدارية أو الصحية، وأن الجهات المختصة تتخذ مجموعة التدابير للحرص على احترام السلامة الصحية للمواد المستوردة.

وكانت بواخر أبقار الذبح المستورة من البرازيل والأوروغواي واسبانيا قد وصلت إلى موانئ المغرب في منتصف شهر فبراير المنصرم، وذلك لتموين السوق المحلي ودعم استقرار أسعار اللحوم الحمراء.

وأوقف المغرب رسميا في شهر يناير الماضي استيراد الأبقار ولحومها من بريطانيا وأيرلندا الشمالية بعد ظهور حالات "جنون البقر" في هذين البلدين، بينما لم يتخذ أي قرار بتعليق استيراد الأبقار من البرازيل.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...