مصابوها أكثر من مصابي شمال المغرب.. سبتة تعاني من زحف كورونا

تعيش مدينة سبتة المحتلة مأزقا حقيقيا بسبب التزايد المطرد في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد، حيث تجاوز إجمالي المصابين بالمرض ما تم تسجيله في أقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة المجاورة لها إلى حدود الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء، علما أن الفيروس أصبح يطارد الأطقم الصحية والتمريضية أيضا مُعقدا على المستشفيات مهمة العناية بالمرضى.

وحسب آخر إعلان رسمي صادر أمس عن وزارة الصحة بمدينة سبتة، فقد تأكدت إصابة 13 شخصا آخر بالفيروس ليصل الإجمالي إلى 51 مصابا داخل المدينة التي لا تتجاوز مساحتها نحو 4600 كيلومتر مربع، والتي لا يتجاوز تعداد سكانها 85 ألف نسمة، وتتضح خطورة الأمر إذا ما قورن بوضعية جهة طنجة تطوان الحسيمة التي يبلغ تعداد سكانها 3 ملايين ونصف المليون نسمة، والتي وصل تعداد المصابين بها إلى 93 شخصا.

وأصبح الوضع بمستشفى "لوما كولمينار" المخصص لاستقبال مرضى "كوفيد 19" معقدا، بعد تأكد إصابة 8 أشخاص يعملون في القطاع الصحي بالفيروس، ما تطلب إخضاعهم للعزل الصحي داخل منازلهم، وفق ما كشفت عنه صحيفة "إلفارو"، وهو الأمر التي تم فرضه أيضا على 12 مصابا جديدا بالأمس، في الوقت الذي تم نقل شخص واحد إلى المستشفى نظرا لصعوبة حالته.

وتسببت هذه الحالة في عبء إضافي لطاقم المستشفى الذي يتعامل مع حالتين توجدان في وحدة العناية المركزة، بالإضافة إلى مصابين آخرين موضوعين داخل وحدة العزل بالمرفق الصحي المذكور، علما أنه إلى غاية أمس الثلاثاء كان 45 من المصابين موجودين في حالة عزل داخل منازلهم.

وتعاني المدينة الصغيرة، التي فقدت يوم الجمعة الماضي أحد مرضى كورونا، من ضغط كبير نتيجة قلة الأطقم الطبية بالإضافة إلى شح الدعم الذي تتوصل به من السلطات المركزية، نتيجة معاناة العاصمة مدريد من الارتفاع المتزايد في أعداد المصابين، وتنتظر المدينة حدوث انفراج إثر توصل إسبانيا بشحن المعدات والتجهيزات الجديدة.

وتأتي أزمة "كورونا" وما رفقها من إعلان لحالة الطوارئ الصحية وإيقاف للعديد من الأنشطة الاقتصادية، لتُفاقم معاناة مدينة سبتة الغارقة منذ شهور في أزمة اقتصادية خانقة نتيجة توقيف المغرب لأنشطة التهريب المعيشي ثم للأنشطة الجمركية التجارية عبر معبر "تارخال"، علما أن الحدود بينها وبين باقي التراب المغربي أُغلقت تماما منتصف مارس بسبب الوباء.