منحته دعما عسكريا واستخباراتيا.. هل تتحول الإمارات إلى أكبر داعم لبشار الأسد؟

 منحته دعما عسكريا واستخباراتيا.. هل تتحول الإمارات إلى أكبر داعم لبشار الأسد؟
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 24 يونيو 2020 - 22:23

يشتد الخناق منذ شهور على الرئيس السوري بشار الأسد من طرف خصومه وحلفائه أيضا هذه المرة، فالرجل الذي حكم سوريا بقبضة من حديد وواجه ثورتها سنة 2011 بميليشيات "الشبيحة" والبراميل المتفجرة والميليشيات القادمة من دول أخرى، تلقى صفعتين متتاليتين، الأولى من الولايات المتحدة الأمريكية، والثانية، وهي المفاجِئة من روسيا، لكنه في المقابل بدأ يولي وجهه ناحية الشرق بحثا عن بديل وتحديدا نحو أبو ظبي.

ففي فاتح يونيو الحالي دخل قانون "قيصر" الأمريكي حيز التطبيق، وهو قانون يسمح بإنزال عقوبات صارمة ضد نظام الأسد والعائلات والمسؤولين السياسيين والعسكريين المتورطين فيه أو المتعاملين معه، لكن قبيل ذلك كان الرئيس السوري يتلقى ضربات دبلوماسية وعسكرية من لدن أكبر حلفائه، موسكو، عن طريق دعم الضربات الجوية الإسرائيلية لمواقع إيرانية في العمق السوري، والوصول إلى اتفاق مع تركيا حول منطقة إدلب، ثم بهجمة إعلامية شرسة من طرف وكالة الأنباء الفدرالية الروسية التي وصفت الأسد وعائلته بـ"الفاسدين".

طوق النجاة الإماراتي

لكن الرجل الذي لم يقبل بالتنازل عن "عرش" الرئاسة الذي ورثه عن والده حتى وهو يشاهد بلاده تتحول إلى مسرح لحرب "عالمية" تتصارع داخلها العديد من القوى الإقليمية والجماعات الدينية والقومية المتطرفة، وجد أمامه أبواب "أبو ظبي" مشرعة لضمان استمراره في الصراع، وتحديدا لمواجهة تركيا الخصم الأكبر للإمارات على عدة واجهات وفي مقدمتها ليبيا، وهو الأمر الذي دفع محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي لهذا البلد الخليجي إلى دعمه بـ3 مليارات دولار دفعة واحدة.

وكان شرط ابن زايد، وفق ما جاء في تقرير لموقع "ميدل إيست آي" هو استمرار قوات الأسد في القتال على جبهة إدلب على الرغم من وصول تركيا وسوريا لاتفاق وقف إطلاق النار شهر مارس الماضي، وهو الأمر الذي كان بمثابة طوق إنقاذ للأسد الذي بدأت موسكو تتعامل معه كورقة محروقة، في الوقت الذي لم يعد فيه الدعم الإيراني يأتيه بالسخاء الذي كان عليه نتيجة اشتداد الحصار على طهران المشغولة حاليا بكارثة "كورونا".

تطبيع للعلاقات الدبلوماسية

لكن الأمر يتجاوز دعما في معركة واحدة، حسب مضامين تقرير نشرته مجلة "أوريون 21" الموجود مقرها في فرنسا والمهتمة بقضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فالإمارات تبحث عن تطبيع ديبلوماسي شامل ينهي القطيعة التي بدأت سنة 2012 عندما كان الموقف الخليجي موحدا ضد نظام الأسد، وهو الأمر بلغ حد التواصل المباشر بين الرئيس السوري وولي عهد أبو ظبي عن طريق مكالمة هاتفية أعلن عنها الحساب الرسمي لابن زايد على "تويتر" بتاريخ 27 مارس 2020.

ووفق ما كشفت عنه المجل،ة فإن الإمارات قامت بعد إعادة فتح سفارتها بدمشق في 2018 بتوزيع مساعدات طبية وغذائية على المستشفيات الموجودة داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام السوري، بل إنها مهدت لذلك قبل هذا التاريخ، وتحديدا سنة 2017 عندما بعثت وفدا لمعاينة الوضع الميداني بتلك المناطق من أجل "تقييم احتياجات التنمية وإعادة الإعمار"، كما قامت الإمارات بتمويل عملية إعادة بناء المباني العامة ومحطات الطاقة الحرارية وشبكات المياه في العاصمة السورية.

دعم عسكري واستخباراتي

وتجاوز الدعم الإماراتي لنظام الأسد الجوانب الاجتماعية والإنسانية والبنى التحتية ليصل إلى المجالين العسكري والاستخباراتي، فوفق التقرير نفسه واستنادا إلى دبلوماسي بريطاني، "تنقل ثمانية ضباط إماراتيين لتقديم المشورة لقيادة الجيش السوري، وفي المقابل التحق خمسة طيارين سوريين في تاريخ لم تحدّده مصادرنا بالأكاديمية العسكرية كلية خليفة بن زايد الجـوية الواقعة في مدينة العين، غرب أبو ظبي، من أجل تحسين مهاراتهم".

واستخباراتيا وفرت الإمارات "تدريبات تقنية وعلمية ولوجستية" لفائدة مسؤولين سامين في المخابرات العسكرية السورية، والتي انطلقت منصف شهر يناير الماضي، وتستمر ما بين شهرين و12 شهرا بحسب محتواها، والتي أسفرت عن تدريب واحد وثلاثين ضابط صف وثمانية مهندسي كمبيوتر مدنيين على نظم المعلومات والاتصالات والأمن الرقمي، وقد تمت بإشراف من مؤسسات إماراتية مختلفة وبحضور أربع ضباط من المخابرات السورية، من بينهم العقيد ذو الفقار وسوف، وهو مسؤول التدريبات داخل المخابرات العسكرية، بالإضافة إلى صهر عم الرئيس السوري، المُقدم جهاد بركات.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...