من الأرشيف الأمريكي الرسمي: بومدين أراد ميناءً في الصحراء لنقل الحديد والحسن الثاني أصر على إبعاده

 من الأرشيف الأمريكي الرسمي: بومدين أراد ميناءً في الصحراء لنقل الحديد والحسن الثاني أصر على إبعاده
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 11 نونبر 2020 - 18:49

كشفت وثيقة رسمية من الأرشيف الأمريكي تعود إلى سنة 1974 أن الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين كان قد عبر عن عدم وجود أي مصلحة لبلاده في الصحراء، في الوقت الذي كان فيه الملك الراحل الحسن الثاني مقتنعا بأن هدف جاره الشرقي كان هو الحصول على منفذ إلى المحيط الأطلسي من أجل تفادي مرور شحنات الحديد الموجهة للتصدير عبر الأراضي المغربية.

وترصد الوثيقة، وهي عبارة عن تقرير محفوظ في خزانة الكونغرس حول لقاء الملك الحسن الثاني بوزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في الرباط بتاريخ 15 أكتوبر 1974، التصور المغربي والأمريكي للدور الجزائري في محاولات خلق دولة في الصحراء بعد خروج القوات الإسبانية منها منتصف السبعينات، حيث كانت الجزائر تحاور فرض فكرة "تقرير المصير بالمنطقة".

وخلال هذا اللقاء كشف كيسنجر للحسن الثاني أن بومدين سأله عن رأيه في مسألة تقرير المصير، ليرد عليه بسؤال استنكاري "تقرير المصير لـ30 أو 40 ألف شخص لا يعرفون حتى أين يعيشون؟"، غير أن الحسن الثاني كان مهتما أكثر بمعرفة رأي الرئيس الجزائري، لذلك سأل ضيفه الأمريكي "ماذا يقول بومدين؟"، ليجيبه "هو مع تقرير المصير"، مضيفا "أفترض أنه يريد منفذا على المحيط الأطلسي، لكنه قال إنه لا يملك أي مصلحة على الإطلاق في الصحراء".

وأبدى الحسن الثاني إصرارا على إبعاد الجزائر عن هذا الملف وحصره بين المغرب وإسبانيا التي كان يريد من واشنطن أن تقنعها بقبول قرار محكمة العدل الدولية، ثم موريتانيا التي قال إنه وصل إلى اتفاق مع رئيسها المختار ولد داده، إذ قال لكيسنجر "اتفقنا (الحسن الثاني وولد داده) على مناطق النفوذ، والجزائر ليس لديها ما تقوله على الإطلاق، لماذا هي حريصة على أن يكون لها منفذ مينائي؟ ذلك لأن الحديد الخام يمر عبر المغرب"، وأضاف "بدلا من أن يهتم بكيفية احتلال إفريقيا يجب على بومدين النظر إلى مشاكله الداخلية فوضعه ليس جيدا".

وظهر خلال هذا اللقاء أن الحسن الثاني مُلم جيدا بالموقف الإسباني إذ قال لكيسنجر "أنا متأكد من أن استخبارتكم تبلغكم بما يبلغني به ضباط الأركان (المغاربة) الذين تدربوا في مدريد والذين حافظوا على علاقاتهم بها، لا يوجد جندي أو ضابط إسباني واحد يريد أن يموت من أجل الصحراء"، وتابع "أنا لا أحب استخدام القوة، ولكن إن لم يكن هناك حل آخر فسأفعل"، مبرزا أنه على علم ببدء إسبانيا مشاورات مع شيوخ القبائل الصحراوية لتنظيم الاستفتاء وهو ما اعتبره بداية لخرق مدريد تعهداتها أمام الأمم المتحدة.

وأمام محاولات كيسنجر إقناع الملك بتفادي الحل العسكري، حاول هذا الأخير استمالة الأمريكيين بطريقة دبلوماسية دون إسقاط خيار الحرب، موردا "لا أريد إحراج أي من أصدقائنا، لن نطلب من أحد الاختيار بين إسبانيا والمغرب، نحن على دراية بالمصالح الكبيرة بين الولايات المتحدة وإسبانيا، لكن بعد رحيل فرانكو عليكم مراجعة هذه الاستراتيجية وربما عندها ستنتقل بعض هذه المصالح إلى المغرب"، خاتما كلامه بالقول "تذكر أن الفرنسيين كان لديهم 180 ألف جندي في المغرب، ونحن لم تكن لدينا بندقية واحدة، لكن الفرنسيين غادروا وإسبانيا ستغادر أيضا، ونحن مستعدون للقتال".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...