من حلم جعلها مدينة "ذكية".. الدار البيضاء تبدو "غبية" بعد (50 ملم) من التساقطات المطرية

 من حلم جعلها مدينة "ذكية".. الدار البيضاء تبدو "غبية" بعد (50 ملم) من التساقطات المطرية
الصحيفة - عمر الشرايبي
الأربعاء 6 يناير 2021 - 19:41

قبل أزيد من ست سنوات، تبنى مسؤولو مجلس مدينة الدار البيضاء تصورا يطمح إلى جعل العاصمة الاقتصادية ضمن المدن الذكية العالمية، من خلال توفير مجموعة من الخدمات المرتبطة بالأعمال والاستثمار لسكان المدينة ورجال الأعمال والمستثمرين.

إلا أنه مع مرور الوقت، سقط مشروع المدينة الذكية في مرمى الفشل، بعد أن تخلف القائمون على تدبير الشأن المحلي عن الوفاء بالتعهدات، نظرا  لحجم المشاكل التي تتخبط فيها المدينة المليونية، في شتى المرافق الحيوية، من نقل ونظافة، إلخ..

أين يتجلى الذكاء في الخدمات الأساسية المعتمدة في الدار البيضاء؟ سؤال يطرح نفسه كلما جادت الطبيعة بصبيب من المطر، يحول شوارع المدينة إلى برك من المياه، تسبح فيها السيارات والحافلات، وحتى "الطرامواي" الذي جاء ليضفي بعدا حديثا لروافد المدينة، وتغرق العاصمة الاقتصادية في بحر من المشاكل، أمام أنظار عمادة كانت تصبو أن ترقى البيضاء لمصاف المدن والعواصم العالمية.

بين 33 و50 ميليمترا كمقاييس للتساقطات المطرية، كانت كافية لتعرية واقع أحياء شعبية داخل الحاضرة "المتروبولية"، حيث تعيش مناطق، مثل أناسي، عين السبع، البرنوصي، الحي المحمدي، بوسكورة.. جحيما كبيرا، بعد أن شلت مياه الأمطار الحركة بين أزقتها وحواريها، فيما خلفت التساقطات المطرية خسائر مادية، همت الدراجات والسيارات وبعض المحلات التجارية.

حتى بعض الشوارع الرئيسية للدار البيضاء، لم تسلم من فيضانات الأمطار المتواصلة، حيث لم تقو مجاري صرف المياه على إنقاذ النفق الأرضي لشارع الزرقطوني من تدفق المياه، مما أعاق حركة السير بأهم المحاور وسط المدينة، كما هو الحال أيضا بالنسبة لحركة خطوط "الطرامواي" التي تعطلت بسبب الظروف المناخية.

تأسيس مدينة ذكية تساير التطور التكنولوجي من أجل الالتحاق بالحواضر الذكية، حلم قد يتأجل لسنوات أخرى، حيث أظهر عجز مسيري مجلس المدينة على إيجاد حلول جذرية للمشاكل المطروحة والوفاء بالتعهدات التي كانت من شأنها أن تجعل الدارالبيضاء حاضرة ذكية كما كان مخطط له على الورق، حيث يرى البعض أن العاصمة الاقتصادية للمملكة لازالت "غبية"، لا تواكب التطورات في مجالات الصحة والبيئة والمرور والنقل العمومي، والنظافة وخدمات أخرى تهم المعيش اليومي للفرد.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...