نَم أَسِّي أخنوش.. فما فـاز إلاَّ النُّـوَّمُ

 نَم أَسِّي أخنوش.. فما فـاز إلاَّ النُّـوَّمُ
الصحيفة - افتتاحية
الأثنين 29 نونبر 2021 - 23:51

غطّ رئيس الحكومة عزيز أخنوش، في نوم "عميق" أثناء حضوره أول جلسة للمساءلة الشهرية تحت قبّة البرلمان، قبل أن تنبهَهُ زميلته في حزب التجمع الوطني للأحرار ووزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، إلى أن أضواء الكاميرات مسلطة عليه، وأن الشعب المغربي يَرى على المباشر رئيس حكومته وهو يَغوصُ في نوم "عميقٍ" هانئ البال قرير العين.

يَحق للسيد "الرئيس" أن ينام داخل البرلمان وهو مُطمئن على أغلبيته البرلمانية التي شكلها بإذن واحد أحد من ثلاثة أحزاب كانت "الأشرس" في معارضته أثناء الانتخابات التشريعية للثامن من شتنبر الماضي، قبل أن "يُروضها" سياسيا، ليصبح حزب الأصالة والمعاصرة مع أمينه العام، مثل مُحارب عجوز، بشعارات "عداء" قديمة، بعدما أكد عبد اللطيف وهبي أنه اكتشف في أخنوش وهو في الأغلبية ما لم يَكتشفه فيه وهو في المعارضة، وكفى الأحباب "شر الاتهامات"، من جمعية "جود" وقفف رمضان إلى 17 مليار درهم قيل إنها اختُلست من جيوب المغاربة في لعبة تضارب في أسعار المحروقات.

أما حزب الاستقلال بأمينه العام الهادئ حَدّ التُخمة، فقد قبل بـ"بضاعة أخنوش" السياسية، وبنصف حقيبة وزارية لنزار بركة، وبحقائب داخل الحكومة حملها من هم "والاستقلال" إلاّ الخير والإحسان.

وهكذا، أصبح لرئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الحق، كل الحق، في أن ينام، بعدما أصبح يملك "جيشا من البرلمانيين" في الأغلبية، كما قضمت الانتخابات كل ما تبقى من أظافر حزب "العدالة والتنمية" الذي كان يُفترض أن يلعب دور المعارضة.

نعم يحق لأخنوش أن ينام، فقد مَرّت على الرجل الكثير من الليالي التي بَقيّ فيها مستيقظا إلى ما لا نهاية، مثل ما كان عليه الحال حينما أمر الملك محمد السادس بهدم جزء من مشروع سياحي عبارة عن فيلات وشاليهات فخمة لمجموعة (Sud Partners)، التي تعد من أهم شركات (Akwa Group)، والتي توجد في ملكية عزيز أخنوش.

كما أن الرجل لم يذق طعم النوم حينما أمر الملك بفتح بتحقيق مستقل في "تواطؤ" شركات المحروقات، وهو المالك لأكبر شركة توزيع للمحروقات في المغرب (إفريقيا غاز)، وغاب النوم عن أعين أخنوش أيضا حينما واجهت علاماته التجارية حملة مقاطعة كلفت شركاته خسائر بالملايير.

وبعد أن خرج من كل هذه "المعارك"، وهو رئيس الحكومة ورجل الأعمال والأمين العام لحزب "الأحرار"، والثري الذي يبيع للمغاربة "كيروزين" الطائرات، وأوكسجين المستشفيات، ومحروقات السيارات، وأصبح مالكا لأكبر حصة في غاز "تندرارة" المستكشف، ومجموعته تملك أكبر "المركبات التجارية" وعلامات الألبسة في المملكة، وله استثمارات في الفنادق "الاقتصادية" بشراكة مع "أكور" الفرنسية، ويجلس على ثروة مالية تقدر بالمليار والنصف مليار دولار أي ما يعادل نصف ميزانية دولة شقيقة مثل موريتانيا.. بعد كل هذه التخمة ألا يحق للرجل أن يَنام، وإن كان ذلك في البرلمان، ويُردّد مع الشاعر العراقي، معروف الرصافي:

يَا قـوم لا تتكلَّـموا إن الكــلام مُحـرَّمُ // ناموا ولا تستيقظـوا ما فــاز إلاَّ النُّـوَّمُ

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...