هل تعود طنجة إلى سابق معمارها الأوروبي؟.. مشاريع جديدة بتصماميم عالمية

 هل تعود طنجة إلى سابق معمارها الأوروبي؟.. مشاريع جديدة بتصماميم عالمية
الصحيفة
الخميس 8 أكتوبر 2020 - 9:00

تُلقب مدينة طنجة بـ"عروس الشمال"، وإذا كانت العروس تتميز بالزينة والجمال، فإن مدينة طنجة تعرف في السنوات الأخيرة الكثير من مظاهر الجمال والزينة، خاصة في الجانب الهندسي المعماري الذي بدأ يعيد ملامح طنجة الأوروبية التي شهدت توقفا فرضته متغيرات الساحة السياسية بعد نهاية العهد الدولي في أواخر الخمسينات.

الجائل في شوارع طنجة الكبرى اليوم، خاصة في شوارعها الساحلية التي تمتد من مرقالة إلى غاية متم مالاباطا، لابدا أن تستأثر باهتمامه المباني العالية بتصاميم هندسية جديدة لم تعهدها المدن المغربية في العقود الأخيرة، حتى طنجة نفسها التي كانت مهد المباني الأوروبية منذ أواخر القرن التاسع عشر إلى غاية نهاية العهد الدولي في 1958.

هذه المباني الشاهقة  بتصاميمها "العالمية" تفرض على كل عارف بتاريخ المدينة أن يطرح السؤالي التالي، هل تعود طنجة إلى سابق معمارها الأوروبي؟ فالمشاهد التي تتشكل في المدينة بشكل متسارع في السنوات الأخيرة، توحي بأن ذلك هو ما يحدث، إن طنجة تسير إلى التحديث العالمي بمباني عصرية لا تتميز بالطول والعرض فقط، بل أيضا بالهندسة المعمارية المتميزة.

الوتيرة التي تتشكل بها مباني طنجة وعماراتها الشاهقة في السنوات الأخيرة، لا تدع مجالا للشك أيضا، أنها ستكون عما قريب من أفضل المدن المغربية -إن لم تكن بالفعل كذلك الآن – في مجال النظام العام وجمالية المباني والشوارع الكبيرة والأرصفة المنيرة والأنفقة الأرضية البديعة.

توجه طنجة نحو الصناعة والاقتصاد، والطفرة التي عرفتها المدينة منذ 2012 بانطلاق مصنع رونو، كانت تلك مؤشرات على أن المدينة ستعرف انفجارا ديموغرافيا هائلا واكتساحا اسمنتيا كبيرا، وبالتالي كان أكثر المتفائلين يتوقع مباني شاهقة وشوارع شاسعة في أحسن الأحوال، إلا أن طنجة استطاعت أن تكسب معادلة النمو الديموغرافي الهائل والتوسع العمراني إلى جانب الجمال والنظام، وبالتالي هي أفضل نموذج يُمكن أن يُحتذى به في المغرب والعالم العربي ككل الآن.

الوجه الأمامي لطنجة المطل على خليج المدينة، بمبانيه العالية وشريط الكورنيش والمارينا والميناء الترفيهي وشارع محمد السادس وأرصفته الواسعة، أصبحت تشكل مشهدا لمدينة أوروبية عصرية، أو بالأحرى مدينة عالمية على شاكلة المدن الغربية المعروفة، ما من ريب في ذلك.

ويبدو أن قدر طنجة يلعب دورا كبيرا في هذا، فهي بسبب موقعها الجغرافي المثير، كانت دائما ولازالت مزيجا بين الشرق والغرب ومعبرا بين الشمال والجنوب، وبالتالي لابدا أن تأخذ من كل جهة طرف، فهي مدينة دولية وستبقى كذلك، سواء كان ذلك بنظام أو بدونه. 

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...