هل وصل لأمكراز؟.. تقرير صدر قبل شهرين يؤكد أن أكثر من ثلث عمال النسيج بطنجة غير مصرح بهم!

 هل وصل لأمكراز؟.. تقرير صدر قبل شهرين يؤكد أن أكثر من ثلث عمال النسيج بطنجة غير مصرح بهم!
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 9 فبراير 2021 - 21:53

لا زالت رواية وزير الشغل والإدماج المهني، محمد أمكراز، حول فاجعة غرق 28 عاملة وعاملا في مياه الأمطار داخل وحدة صناعية للنسيج وصفتها السلطات المحلية بأنها "سرية"، إحدى أكبر القطع المفقودة من "أحجية" لم تتضح صورتها النهائية بعد، وهو الفراغ الذي سعت "الصحيفة" جاهدة لملئه عمليا بالاستماع إلى الوزير المذكور ليس استنادا فقط إلى ما حدث يوم أمس الاثنين، ولكن أيضا بالعودة إلى تقرير مغربي إسباني حذر من الكارثة قبل أقل من شهرين ونصف من وقوعها.

وتتوفر "الصحيفة" على تقرير صادر بتاريخ 27 نونبر 2020 عن مؤسسة "SETEM Catalunya" الإسبانية وجمعية "التواصل" المغربية الموجود مقرها في طنجة، مثَّل آخر عملية قرع لناقوس الخطر بخصوص واقع اشتغال العمال والعاملات داخل مصانع النسيج المغربية التي توجَّه منتجاتها نحو التصدير، إذ ذكر بصريح العبارة أن 36 في المائة منهم يعملون في الخفاء ولا يتوفرون على أي نوع من أنواع التصريح بهم لدى السلطات من طرف رب العمل، وهو ما ينسحب حرفيا على الوحدة الصناعية التي شهدت الفاجعة.

ووفق التقرير الذي يركز على مصانع مدينة البوغاز، فإن 60 في المائة من العاملين في قطاع النسيج يتقاضون أقل من الحد الأدنى للأجور المنصوص عليه قانونا، كما أن 56 في المائة فقط من العاملات النساء اللواتي يشكلن الأغلبية الساحقة من الأيدي العاملة في هذا المجال، هن اللواتي يتوفرن على الضمان الاجتماعي، في حين أن 60 في المائة ممن شملهن البحث الميداني لا يتوفرن على التغطية الصحية وكن خارج المستفيدات من التعويضات الخاصة بالتوقف عن العمل خلال جائحة كورونا.

ويصف التقرير بعبارة صريحة ما يجري في حق العاملين والعاملات في مجال النسيج بطنجة بأنه "سرقة للأجور"، لكن الأخطر هو إشارته لمعاناتهم من العمل في ظروف سيئة للغاية وسط مساحات ضيقة ومظلمة ومرتفعة الحرارة ولا تساعد على حماية صحتهم، بالإضافة إلى معاناتهم من الإرهاق نتيجة العمل أكثر من الساعات المنصوص عليها قانونا وكذا في العطل الأسبوعية والرسمية، علما أن 70 في المائة ممن رصدهم البحث نساء.

التقرير الذي يدخل إصداره في إطار حملة "الملابس النظيفة" التي تهدف إلى توعية المستهلكين الأوروبيين بالانتهاكات الجسيمة التي تطال العمال الذين يشاركون في تصنيع الملابس القادمة من المغرب، حمَّل الحكومات المسؤولية المباشرة فيما يجري، موردا أن على المسؤولين الحكوميين "أن يشعروا بالخجل لتغاضيهم على ما يحدث للأشخاص العاملين في قطاع يدر موارد اقتصادية مليونية دون أي نوع من الدعم القانوني".

ومنذ الساعات الأولى لفاجعة أمس حاول الموقع بشتى الطرق التواصل مع الوزير الوصي للاستماع إلى رأيه بخصوص المعطيات التي تتوفر عليها، غير أن جوابه كان يتراوح ما بين التعلل بأنه وسط اجتماع وبين طلب إرسال رسالة لا يقوم بالرد عنها، علما أن نتائج البحث الميداني سبق أن نُشرت عبر وسائل الإعلام وتولت "الصحيفة" نشرها باللغة العربية داخل المغرب، ما يفترض علمَ أمكراز وفريق عمله بها كونها تعني قطاعهم بشكل مباشر.

ولم يقدم أمكراز إلى حدود الآن أي تفاصيل بخصوص الواقعة، واكتفى يوم أمس بالحديث بشكل وجيز عن الفاجعة أمام مجلس النواب موردا أنه "لا يقبل المزايدة بأرواح شهداء لقمة العيش"، واصفا إياهم بأنهم "يظلون مغاربة بغض النظر عما وقع وعن ملابسات الحادث، ولا يمكن إلا التعبير عن الألم تجاه هذه الحادثة"، وخلص إلى أن النيابة العامة فتحت بحثا لتحديد المسؤوليات ويجب انتظار نتائجه.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...