هل وقفت كورونا حاجزا أمام انفجار "الغضب العربي" ضد التطبيع مع إسرائيل؟

 هل وقفت كورونا حاجزا أمام انفجار "الغضب العربي" ضد التطبيع مع إسرائيل؟
الصحيفة – بديع الحمداني
الخميس 17 شتنبر 2020 - 9:00

يتلقى الشارع العربي، هذه الأيام، صدمات متواصلة في قضية الصراع العربي الإسرائيلي، بعدما أقدمت الإمارات العربية المتحدة على توقيع اتفاقية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وانضافت إليها مملكة البحرين في ذات الاتجاه، أمام ذهول شريحة عريضة من العرب المؤمنين بقضية الشعب الفلسطيني العادلة.

وتبدو الشعوب العربية، التي تعيش في الأصل أوضاعا متأزمة بسبب تداعيات فيروس كورونا المسجد، وكأنها بُغثت بما يجري في المشهد السياسي العربي حاليا، ويتضح أن الصمت الذي ينتابها الآن، هو الصمت الذي يعقب الصدمة، صدمة قيام دول عربية على حين غرة  وبشكل علني، بفتح أحضانها أمام إسرائيل طولا وعرضا وبدون أي شروط.

وما يكاد العرب حاليا من استيعاب صدمة واحدة، حتى تعقبها صدمة أخرى، ويبدو أن الصدمات ستتوالى، خاصة وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال عقب "الاتفاق التاريخي" بين أمريكا وإسرائيل والإمارات والبحرين، بأن دولا عربية أخرى بدورها ستلتحق بهذا "الركب المبارك" حسب لسان الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

التطبيع مع إسرائيل دون أن تقدم الأخيرة أي تنازلات قوية لصالح الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة، هو تطبيع مرفوض في الشارع العربي، وبالتالي فإن أي خطوة في هذا الاتجاه مماثلة لما قامت به الإمارات والبحرين، تُقابل بطوفان بشري حاشد في الشارع العربي يُندد ويشجب بقوة أي تقارب مع إسرائيل. لكن هذه المرة لم يحدث شيء من ذلك.

ويتساءل العديد من المتتبعين في هذ السياق عن سبب عدم خروج مظاهرات واحتجاجات غاضبة وحاشدة في الشوارع العربية ضد خطوتي الإمارات والبحرين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ويتجه التساؤل بدقة نحو هل يمكن أن يكون فيروس كورونا المستجدد السبب الذي وقف أمام حدوث ذلك؟

وتعرف العديد من البلدان العربية، اجراءات مشددة بدعوى محاصرة انتشار فيروس كورونا، ومن أبرز هذه الإجراءات، منع التجمعات البشرية كيفما كان نوعها، وبالتالي فإن السلطات المحلية، مطالبة رسميا بمنع أي وقفة احتجاجية أو مظاهرة، حتى لو كان ذلك مساندة لفلسطين وضد التطبيع مع إسرائيل، فصحة المواطن العربي أهم من "كرامته"، وفق تعبير العديد من الطرفاء العرب.

وسواء كان ذلك صدفة، أو خطة مدروسة مُسبقا، فإن التوقيت الذي اختاره "الإتحاد" الأمريكي والإسرائيلي، لجر دول عربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل تحت شعارات "السلام والتنمية الاقتصادية"، كان فعالا وعاملا مساعدا، وأربك حسابات الشارع العربي الذي لازال مشتتا بين الدفاع عن نفسه أمام كورونا وبين الدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني الذي يشتد عليه الخناق يوما بعد آخر.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...