ودية سينسيناتي تكشف عيوب "الأسود".. ماذا يجب أن يستخلص حاليلوزيتش من الهزيمة أمام الـ USA؟
يسود تذمر كبير لدى الرأي العام الرياضي المغربي، حول الظهور الأخير للمنتخب الوطني لكرة القدم، الأخير مني بهزيمة ثقيلة (3/0)، أمام مضيفه الولايات المتحدة الأمريكية، ليلة أمس الأربعاء، في إطار دولي إعدادي، في المباراة التي جرت على أرضية ملعب "TQL Stadium" بمدينة سينسيناتي، عاصمة ولاية أوهايو.
الناخب وحيد حاليلوزيتش، مدرب "الأسود"، فشل في أول اختبار تحضيري لنهائيات كأس العالم "قطر 2022"، رغم تبريراته لأسباب الهزيمة، في تصريحات عقب المباراة، إلا أن القناعة الحقيقية التي تكونت لدى المتتبع تتجلى في وجود اختلالات كبيرة داخل منظومة "الأسود" بقيادة الإطار البوسني، وجب العمل على تصحيحها قبل فوات الأوان.
البداية بالرسم التكتيكي.. ما الجدوى من "2-5-3"؟
لولا بعض تصديات الحارس ياسين بونو لكانت النتيجة تكون أثقل من 3/0، في مباراة ظهر فيها الفريق الوطني مفكك الخطوط وغير متزن على مستوى الشق الدفاعي، ما يطرح تساؤلات حول الرسم التكتيكي الذي دخل به حاليلوزيتش "ودية" سينسيناتي، إذ رأى جل النقاد حتى قبل انطلاقة المواجهة أن خطة "2-5-3" لن تفي بالغرض.
بالاعتماد على خطة "2-5-3"، يجب أن تتوفر على ظهيرين دفاعيين قادرين على لعب الأدوار الهجومية المطلوبة، وهو ما لا ينطبق على أدم ماسينا، لاعب واتفورد الإنجليزي، الأخير الذي لا يتمتع بالحيوية والسرعة من أجل خلق الإضافة الهجومية المنتظرة، ما جعل الأمر يقتصر على الجهة اليمنى حيث يوجد أشرف حكيمي، وهو ما تسبب في خلق عدم توازن داخل المنظومة ككل.
وحود اللاعب سامي مايي ضمن ثلاثي محور دفاع الفريق الوطني، أضعف الخط الخلفي أكثر من مساهمته في تقويته، حيث غاب الانسجام بين غانم سايس ونايف أكرد، ما ظهر جليا في عدد كبير من الهجمات الأمريكية، التي استغلت سوء التنسيق في قطع بعض الكرات الخطيرة، ما ترك مجال التسديد مفتوحا في أكثر من مناسبة.
حتى في التحول الهجومي، لم ينجح الناخب الوطني في توظيف ثنائية عادل تاعرابت وعز الدين أوناحي، حيث ظهر التباطؤ عند لاعب بنفيكا البرتغالي في مباراة لعبت ب"ريتم" عال، في حين ظل صانع ألعاب أنجيه الفرنسي معزولا في أدوار إمداد المهاجمين، بينما كان طارق تيسودالي وأيوب الكعبي "خارج التغطية" خلال مباراة الأمس.
اللعب تحت الضغط.. المونديال ليس التصفيات؟
إحصائيات قد تبدو خادعة تلك التي يستعرضها الناخب الوطني، مدافعا على حصيلته على رأس "الأسود"، إذ تختلف أجواء لعب المباريات داخل الميدان، كما حصل في جل مشوار التصفيات، عن المواجهات الخارجية التي تجرى تحت الضغط، كما هو حال المباراة أمام المنتخب المصري في ربع نهائي كأس أمم إفريقيا أو مواجهة الكونغو الديمقراطية في ذهاب الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم، وآخرها المباراة الإعدادية الأخيرة بسينسيناتي.
معطيات عدة، وجب أن يأخدها الناخب الوطني بمحمل الجد ولا يبني قناعاته على انتصارات داخل الميدان أمام منتخبات مغمورة قاريا، حتى وإن كان عدم الرضا على المؤدى العام لتشكيلة حاليلوزيتش، ظاهرا منذ أشهر، في أوج تحقيق النتائج الإيجابية، قياسا بحقبة "الأسود" تحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار، على سبيل الذكر ليس الحصر.
قبل خمس أشهر من "المونديال"، لن يكون أمام مدرب "الأسود" سوى مشوار تصفيات "كان2023"، والذي تبدو ظروفه أكثر أريحية، خاصة وأن الفريق الوطني معفى من السفر إلى ليبيريا، الأخيرة التي قررت أن تستضيف مبارياتها بالدار البيضاء، كما أن الCAF استبعدت منتخب زيمبابوي، رابع خصوم المجموعة الثامنة.
في ظل هذه المعطيات، فإن حاليلوزيتش أمام مسؤولية البحث عن سبل ناجعة لتحضير مجموعته، رغم أن "الأجندة" لا تسمح بالبحث عن مباريات إعدادية أخرى، على الأقل، لغاية الأسبوعين الأخيرين قبل مواجهة منتخب كرواتيا، يوم 23 نونبر القادم، في إطار الجولة الأولى من المجموعة السادسة لنهائيات كأس العالم.
الانفتاح على المحيط.. ليس وقت حجر "الكرانيت"!
بات لزاما على وحيد حاليلوزيتش أن يعيد ترتيب أوراقه ويغير نظرته لطريقة اشتغاله، حيث أن تدبير منتخب وطني في كرة القدم الحديثة، يعتمد على الانفتاح والتشاور وليس الارتكاز على فلسفة وتصور انفرادي واحد منذ البداية، ومن هنا يجب على الناخب الوطني، الانطلاق، كما فعل لما غير قناعته بخصوص اللاعبين المستبعدين من المجموعة.
العمل وحيدا دون مساعد مدرب، لن يساعد في التحضير جيدا لكأس العالم، إذ بات أمر تعاقد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مع إطار فني لشغل هذه المهام، أمرا ضروريا ومهما بالنسبة للحمة المجموعة، خاصة إن كان هذا الأخير لاعبا دوليا سابقا، يفهم عقلية اللاعب المحترف المغربي ويتحدث نفس لغة "الكرة".
في ظل وجود منتخب "رديف" يجتمع غير بعيد عن ملعب تداريب المنتخب "الأول"، ليس عيبا أن يكون التشاور المنتظم بين حاليلوزيتش والحسين عموتة، الأخير الذي يشتغل منذ سنوات مع "المحليين" وله نظرته الخاصة بالنسبة لبعض الأسماء القادرة على تقديم الإضافة، منها من توج بلقب دوري أبطال إفريقيا رفقة الوداد الرياضي البيضاوي.