وزير جزائري سابق: بوتفليقة طلب مني استغلال مباراة "أم درمان" ضد مصر لشراء السلم الاجتماعي

 وزير جزائري سابق: بوتفليقة طلب مني استغلال مباراة "أم درمان" ضد مصر لشراء السلم الاجتماعي
الصحيفة - عمر الشرايبي
الأثنين 7 دجنبر 2020 - 17:25

تتواصل في الجزائر محاكمة رموز النظام السابق، الذين وُجّهت العديد من الاتهامات تتعلق بتورطهم في قضايا فساد خلال عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وهو التحقيق الذي كشف عن تورط العديد من الشخصيات من مختلف المجالات، خاصة القطاع الرياضي ومدى استغلاله من قبل رجال "الساسة" في مسألة السلم الاجتماعي.

وأدلى جمال ولد عباس، الوزير السابق للتضامن والأسرة، بتصريحات جريئة أثناء أطوار محاكمته، عندما قال إن الرئيس السابق بوتفليقة طلب منه شراء السلم الاجتماعي، خاصة الجمهور الرياضي الذي يعشق كرة القدم والمنتخب الوطني الجزائري، وعلى هذا الأساس استغل المباراة التاريخية أمام المنتخب المصري في مدينة أم درمان بالسودان، التي شهدت تأهل "الخضر" لكأس العالم 2010، من أجل تحقيق ذلك.

وهزّت تصريحات الوزير السابق، جلسة لسة اليوم الأول للمحاكمة، عندما قال إن رئيس الجمهورية المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، طلب منه في إطار سياسته العمل على شراء السلم الاجتماعي من خلال اللعب على الوتر الحساس والتركيز على كرة القدم لأن الجزائريين يعشقون الرياضة وخاصة الفريق الوطني، مما دفعهم إلى استغلال "ملحمة أم درمان" وعودة تأهل فريقنا إلى "مونديال" جنوب إفريقيا، على حد تعبيره.

وشهد مجرى التحقيق مع المسؤول الحكومي السابق، إثارة اسم عنتر يحيى، الذي يُعَد من أساطير كرة القدم الجزائرية وصاحب الهدف الحاسم في المباراة السالفة الذكر، حيث كشف ولد عباس للمدعي العام، في جلسة محاكمته، أن اللاعب السابق كان قد ساعده في إنجاز ملصقات إشهارية للانتخابات التشريعية عام 2012.

وقال جمال ولد عباس للمدعي العام: "اتصلت بعنتر يحيى الذي كنت قد عرفته في أم درمان، وقد طلبت منه المساعدة حيث التقيت به في باريس برفقة مموله وأنجزنا 500 ألف ملصقة اشهارية للانتخابات بالصورة، لأن الظرف آنذاك كان ميتاً نوعاً ما".

ولم يتأخر عنتر يحيى، الذي يشغل حاليا مهام المدير الرياضي لفريق اتحاد العاصمة الجزائري، في الرد على أقوال جمال ولد عباس، حيث نشر "فيديو"، قائلا "أردت من هذا الفيديو الردّ على التصريحات التي أدلى بها ذلك الإنسان (يقصد جمال ولد عباس) وأنني كنت قد ساعدته في تلك الملصقات، ولهذا علينا أن نعود إلى تاريخ مايو 2012، وما حدث حينها فقط أنني وجهت رسالة للشعب الجزائري، مفادها ضرورة عدم القيام بأي تخريب في حالة توجههم إلى صناديق الاقتراع".

وأضاف عنتر يحيى بقوله "أنا لا أعرف هذا  الإنسان من أيام أم درمان مثلما هو يقول ولم أساعده في صنع 500 ألف ملصقة، ما أتمناه فقط هو الخير لهذا البلد اليوم وغداً" ، في معرض رضه على أقوال الوزير والأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، الموجود في الحبس المؤقت منذ نحو سنة.

جدير بالذكر أنه انطلقت في ساعة متأخرة من مساء الأحد، أطوار الفصل الثاني لمحاكمة الوزيرين السابقين للتضامن والأسرة، جمال ولد عباس والسعيد بركات المتابعين في قضية "التلاعب بأموال وزارة التضامن"، المتابعين بجنح تبديد أموال عمومية وإبرام صفقات مخالفة للتشريع المعمول به واستغلال الوظيفة.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...