وسط السباق الانتخابي المحموم بين ترامب وبايدن.. من منهما أقرب للمغرب وأيهما أكثر "فائدة" له؟

 وسط السباق الانتخابي المحموم بين ترامب وبايدن.. من منهما أقرب للمغرب وأيهما أكثر "فائدة" له؟
الصحيفة - حمزة المتيوي
الأربعاء 4 نونبر 2020 - 17:03

لم تخب توقعات أغلب المحللين والمتابعين للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تحدثت عن أن الطريق نحو البيت الأبيض سنة 2020 سيكون هو الأصعب والأكثر تعقيدا منذ وقت طويل، فبعد أكثر من 16 ساعة على إغلاق أبواب الاقتراع في العديد من الولايات لا زالت النتائج متقاربة بين الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب ونائب الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، حيث يُنتظر أن تحسم الولايات المتأرجحة هوية ساكن البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة.

وفي انتخابات غير عادية، تجري وسط الإجراءات الاحترازية التي تفرضها جائحة كورونا والتي دفعت الملايين من المصوتين الأمريكيين إلى الإدلاء بأصواتهم عبر البريد، يبدو أن جل دول العالم مقتنعة بأن النتيجة المعلن عنها في الولايات المتحدة، كيفما كانت، ستؤثر على مستقبلها أكثر من أي وقت مضى، وهو الأمر الذي ينسحب أيضا على المغرب الذي شهدت علاقته مع واشنطن خلال فترة ترامب سلسلة من التطورات الحاسمة التي قد لا تستمر على حالها إذا ما وصل بايدن إلى سدة الرئاسة.

ترامب.. المد والجزر

وشهدت ولاية ترامب الأولى التي شارفت على انتهائها، مدا وجزرا في العلاقة بين الرباط وواشنطن، فالرئيس الجمهوري الذي سبق أن التقى بالملك الراحل الحسن الثاني سنة 1992، لم يكن يبدي أي حماس لتطوير علاقاته بأول بلد اعترف باستقلال الولايات المتحدة، حتى أنه ترك السفارة الأمريكية في المغرب دون سفير لما يقارب العامين إثر انتهاء مهام السفير دوايت بوش في يناير 2017.

لكن كل ذلك سيتغير فيما بعد، حيث أصبح المغرب نقطة محورية من نقط اهتمام إدارة ترامب بدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة مع فتح ملف التطبيع "الشامل" مع إسرائيل الذي يرغب الرئيس الأمريكي في إشراك كل الدول العربية فيه، ولذلك بعث صهره وكبير مستشاريه جاريد موشنير في ماي من سنة 2019 إلى المغرب من أجل اللقاء بالملك محمد السادس الذي يحمل أيضا صفة رئيس لجنة القدس في محاولة لإقناعه بخطته التي تعرف بـ"صفقة القرن".

وأصبح واضحا أن اهتمام فريق ترامب بالمغرب يتزايد مع تزايد الأدوار التي تلعبها الرباط إقليميا وقاريا في عدة ملفات وعلى رأسها ملف مكافحة الجماعات المتطرفة والملف الليبي، وهو ما يفسر حضور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى المملكة في دجنبر من العام الماضي، إلى جانب صفقات التسلح التي بلغت مستويات قياسية ومن ذلك اقتناء المغرب سربا من مروحيات أباتشي المقاتلة وطائرات "إف 16" ثم صفقة طائرات "إف 35" المنتظرة.

إلا أن ترامب حاول جعل علاقاته بالمغرب أعمق من ذلك بإضفاء الطابع "الإنساني" عليها، وهو ما بدا من خلال قدوم ابنته ومستشارته إيفانكا ترامب إلى المملكة في نونبر 2019 في إطار "مبادرة التنمية والازدهار العالمي للمرأة" التابعة للإدارة الأميركية، حيث ظهرت وهي تصافح وتعانق بحرارة النساء القرويات كما ارتدت القفطان المغربي خلال حفل عشاء أقامته على شرفها الأميرة مريم شقيقة الملك محمد السادس.

بايدن.. علاقات متحفظة

وفي المقابل، لا يبدو تأثير وصول جو بايدن المحتمل لسدة الرئاسة على العلاقات مع المغرب واضحَ المعالم، فهو لا يحتفظ بعلاقات صداقة شخصي ظاهرة مع صناع القرار المغاربة على عكس ما كان عليه الأمر مثلا مع وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، التي تملك أسرتها روابط متينة منذ التسعينات مع العائلة الملكية، الأمر الذي يفسر دعمها الصريح من طرف الرباط خلال ترشحها للرئاسة في 2016، لدرجة إعلان رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران أن فوزها سيكون مفيدا للعلاقات الثنائية بين البلدين.

ورغم ذلك، يبقى الود طاغيا على علاقة بايدن بالمغرب، الأمر الذي برز خلال زيارته لمراكش في 2011 بصفته نائبا للرئيس السابق باراك أوباما، من أجل المشاركة في القمة العالمية لريادة الأعمال، وحينها أبدة تقدير واشنطن للمملكة ووصفها بأنها بوابة الولايات المتحدة إلى القارة الإفريقية، قائلا إن بلاده تتذكر دائما أن المغرب كان أول بلد يعترف باستقلال أمريكا.

لكن خلال الحملة الانتخابية بدا التحفظ واضحا من الطرفين، فالرباط لم تغامر هذه المرة بإعلان دعمها الصريح لبايدن في ظل التطور الإيجابي في علاقاتها مع ترامب، أما المرشح الديمقراطي فترك مسافة مع التمويلات الخارجية لحملته بما في ذلك تمويل مقترح من لوبي مدافع عن مصالح المغرب وقطر وأذربيدجان، وفق ما كشفت عنه تقارير صحافية أمريكية في يونيو 2019.

الصحراء ولغة المصلحة

وبين ترامب وبايدن يظل صوت المصلحة العائدة على المغرب هو الصوت الذي ترغب الرباط في سماعه، وتحديدا ما يرتبط بملف الصحراء الذي كسبت فيه الرباط نقاطا كثيرا خلال السنوات الأخيرة كان للرئيس الجمهوري دور حاسم فيها، في حين لا تبدو تجربة المملكة مع الديمقراطيين في هذا الإطار مبشرة بالخير، ففي 2013 حاول ممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن إضافة مراقبة حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية لمهام المينورسو ما أدخل الرباط في صراع دبلوماسي مباشر مع واشنطن انتهى بالتراجع عن هذه الخطوة.

لكن في المقابل يبدو الحال أفضل بكثير في عهد ترامب الذي كان حزبه يصطف إلى جانب الطرح المغربي ضمنيا في العديد من الحالات من بينها تصدي مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية، في يناير 2019، لمقترح من أعضاء ديموقراطيين في مجلس النواب من أجل استثناء الصحراء من المساعدات الأمريكية المقدمة للمغرب، حيث أصر الجمهوريون على أنها جزء من التراب المغربي، وآخر تلك الحالات ما شهده مجلس الأمن قبل أيام باعتماد الصياغة الأمريكية لقرار بشأن الصحراء لا يأتي على ذكر تنظيم الاستفتاء كحل وحيد لتقرير المصير، بل ويُدين ضمنيا إغلاق موالين لجبهة "البوليساريو" الانفصالية لمعبر الكركارات.

وبراغماتيا، يتيح ترامب المزيد من المكاسب للمغرب بخصوص الصحراء لكن الثمن الذي يريده مقابل ذلك لا يبدو يسيرا، فإدارته تصر على أن تنضم المملكة إلى ركب الدول العربية والإسلامية التي ستوقع "اتفاقية سلام" من أجل تطبيع شامل للعلاقات مع إسرائيل، حتى إن موقع "أكسيوس" الأمريكي تحدث في تقرير نشره في فبراير من العام الجاري عن مقترح موضوع على طاولة الرباط يقضي باعتراف الرباط رسميا بإسرائيل وتبادل السفراء بينهما مقابل اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء بشكل رسمي وصريح.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...