وعود لقجع الثلاث.. مشاريع موقوفة التنفيذ وكرة وطنية بهوية "ويلزية"!

 وعود لقجع الثلاث.. مشاريع موقوفة التنفيذ وكرة وطنية بهوية "ويلزية"!
الصحيفة - عمر الشرايبي
الخميس 9 يناير 2020 - 21:00

هي وعود ثلاث قطعها فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في لحظة لم شمل كرة القدم الوطنية، بعد نكسة "كان2019"، توسم معها الرأي العام الكروي خيرا، مع انطلاقة الموسم الكروي الجديد، إلا أنها سرعان ما اصطدمت بواقع "المستديرة" المحلية.

فلا تقنية "الفار" جاءت لتحد من الجدل التحكيمي الأزلي ولا العصبة الاحترافية تأسست على منهج "الاستقلالية" التي دعا لها رئيس الـFRMF، كما أن منظومة كرة القدم، التي أريد لها أن تحمل الهوية المغربية، تصطدم ب"عقدة" الأجنبي، تحت إشرف ويلزي على رأسها.

تقنية الـ VAR في البطولة.. متى التنزيل؟

من بين الوعود التي أطلقها، فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تلك المتعلقة بتطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد "VAR"، في الملاعب المغربية، مع انطلاقة الموسم الجاري، إلا أن ميلاد المشروع شهد مخاضا عسيرا وتنزيله على أرض الواقع، تطلب دراسات معمقة، رغم البدايات المحتشمة خلال مسابقة كأس العرش.

جمال الكعواشي، رئيس اللجنة المكرية للتحكيم، أكد، إن التكلفة المالية لاعتماد الـ"VAR" في مباراة البطولة الاحترافية، أقل من 5000 دولار (قرابة خمس ملايين سنتيم)، أي ما يناهز 40 مليون سنتيم، أسبوعيا، مع احتساب المباريات الثمان عن كل جولة من جولات القسم الوطني الأول، وهو ما ولد جدلا حول الجهة المخول لها اعتماد المنظومة، لاسيما وأنه يفترض على العصبة الاحترافية، أن تبادر إلى البحث عن موارد لتمويل المشروع المرتبط بالبطولة الاحترافية.

مع اقتراب انتصاف الموسم الكروي، لايزال "الفار" غائبا عن الملاعب الوطنية، فيما يستمر الحال على ما هو عليه بشأن الجدل التحكيمي الذي يرافق المبارايات، بداية ببلاغات الأندية الرافضة لبعض القرارات، مرورا بنظرية المؤامرة التي تربطها بعض الفرق بأسماء بعينها، إلى القرار الصادر مؤخرا بتوقيف الحكم هشام التيازي "مدى الحياة"، في انتظار تدخل "الفيديو" تظل دار لقمان على حالها!

كرة القدم ب"هوية وطنية".. وعد يتبخر!

إقرار الجهاز الوصي على كرة القدم المغربية بفشل الإدارة التقنية الوطنية، من بين النقط الفريدة التي تطرق لها لقجع،  حين اعتبر أنها من بين أسباب عدم نجاح ولايته التسييرية، رغم الأوراش الكبرى التي تم إنجازها، إلا أن الوقت كان قد حان إلى إبعاد بعض"رموز الفشل"، في مقدمتهم ناصر لارغيت، المدير التقني السابق.

اتجه لقجع نحو المدرسة "الأنغلو-ساكسونية" عوض الفرنسية التي عمرت في سلا لعقود من الزمن، دون تحقيق نتائج ملموسة، حيث قام، بوساطة مقربين ونصائح بعض العارفين، بالاستعانة بخبرة الويلزي روبيرت أوسيان، من أجل الإدارة التقنية الوطنية، مرتكزا على نجاح هذا الإطار على المستوى التكويني الدولي، إذ سبق له أن كان من صناع تجربة أحد "الديبلومات" المعتمدة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

 لقجع، وأمام مكونانت كرة القدم المغربية، وعد بأن تحمل رؤية الFRMFورئيسها فوزي لقجع، منهج كرويا بهوية مغربية، بعيدا عن نسخ تجارب دول أخرى، إلا أن الأشهر القليلة أتت بعكس ذلك، حين باشر الويلزي روبيرت أوسيان، مهامه، إذ منحت له صلاحية انتقاء الأطر التي ستشتغل بمعيته، من خلال اجتياز اختبارات تقنية.

تمخض الجبل فولد فأرا..ففي الوقت الذي كنا نأمل أن تمنح الثقة للأطر الوطنية المشهود لها بالكفاءة، تفاجأ جلها بعدم دخولها في حسابات المدير الويلزي الجديد، الأخير الذي فضل الاعتماد على أطر أجنبية، برواتب عالية لما هو مقتر٠ على المتفوقين في الاختبارات من الجانب المحلي، وهو ما جعل عملية التعيينات تأخد وقتا كبيرا. 

استقلالية "العصبة".. متى وكيف؟!

شدد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال أشغال اليوم الدراسي الخاص بكرة القدم الوطنية، غشت الماضي، المنعقد في مدينة الصخيرات، على ضرورة تمتيع العصبة الاحترافية لكرة القدم، باستقلالية تامة عن سلطة قرار الـFRMF، حيث دعا رئيس الجامعة رؤساء الأندية الاحترافية إلى عدم الانغلاق على على الوسط التسييري الكروي والانفتاح على الطاقات الشابة القادرة على تدبير احترافي جيد، سواء على المستوى الإداري أو التسويقي.

وإن كان لقجع، قد دعا إلى تقوية العصبة الاحترافية لكرة القدم بفرض الاستقلالية عليها وتطعيم المكاتب المديرية بكفاءات شابة، بعيدا عن "الذاتية" والصراعات الضيقة، فإن جمع عام "العصبة" ضرب عرض الحائط كل هذه الوعود، فلم تخرج تشكيلة المكتب المديري الجديد من الدائرة المغلقة، برئاسة سعيد الناصيري، رئيس نادي الوداد الرياضي، الذي يكرس "ازدواجية المهام" في أبهى تجلياتها.

تنزيل خطاب لقجع على أرض الواقع، يفرض تعديلات على هرم السلطة الكروية، بما فيها نقل المسؤوليات وعدم ازدواجية المهام، لكي تمضي الكرة الوطنية في السكة الصحيحة، كما تريدها الأنظمة الكروية القارية والدولية، التي يعتبر المغرب شريكا فعلا فيها.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...