وفاة عجوز مغربي بباب سبتة يعيد سُخط المغاربة على مهنة التهريب "المُذلة"

لفظ عجوز مغربي في عقده السابع، الثلاثاء، أخر أنفاسه قرب معبر باب سبتة، في الوقت الذي كان ينتظر فيه افتتاح المعبر لكي يعمل على تحميل السلع وإخراجها فوق ظهره مقابل مبلغ مالي لا يتعدى 250 درهما، لسد لقمة عيشه.

وذكرت مصادر مُقربة من الضحية لـ"الصحيفة"، أن الفقيد عُثر عليه جالسا القرفصاء قرب معبر باب سبتة، لكنه فارق الحياة جراء ما يُعتقد أنها أزمة قلبية مفاجئة ألمت به، وهو مع المُنتظرين لافتتاح المعبر في الصباح الباكر.

وأثار خبر وفاة الشيخ الذي انتشرت صورته على مواقع التواصل الاجتماعي لدى النشطاء المغاربة، تعاطفا كبيرا مع الراحل، لكن هذا التعاطف رافقه سُخط عارم على مهنة التهريب المعيشي بمعبر باب سبتة، التي وصفها أغلب النشطاء المغاربة بـ"مهنة الذل".

ويكمن الذل حسب تعليقات أغلب النشطاء، في طبيعة المهنة في حد ذاتها، حيث يجب على ممتهنيها أن يحملوا على أكتافهم سلعا تصل إلى 80 كيلوغراما في الوزن، وإخراجها في ازدحام شديد وطرق وعرة، تُنهك صحتهم وتحط من كرامتهم.

وكتب الصحافي ورئيس تحرير جريدة الشمال بوست بتطوان جمال بنهميج على صفحته بالفيسبوك، تعليقا على وفاة الشيخ المغربي بمعبر باب سبتة قائلا" سبعون سنة كان يصارع الزمن من أجل لقمة عيش مريرة بمعبر الذل..رحم الله الرجل الذي لم يحني رأسه طلبا لصدقة ولا لقفة".

وفق جمعية حقوق الإنسان الأندلسية الإسبانية، فإن حوالي 25 ألف شخص بين رجل وامرأة يمتهنون التهريب المعيشي بمعبر باب سبتة، ويُنتج نشاط التهريب المعيشي لمدينة سبتة أرباحا سنوية تفوق 400 مليون أورو، وتستفيد العديد من مافيات التهريب من هذا النشاط، في حين أن الخاسر الأكبر هم مُمتهنو التهريب حسب ذات الجمعية.

وكشفت تقرير أنجزته لجنة استطلاعية برلمانية مغربية وأعلنت عنه في فبراير الماضي، عن خروقات عديدة يعاني منها ممتهنو التهريب المعيشي في باب سبتة، خصوصا النساء اللواتي يفوق عددهن 3500 امرأة، حيث يتعرضن لسوء المعاملة كالعنف اللفظي والتحرش الجنسي وغيرها من أنواع العنف.

ورغم أن السلطات المغربية عبّرت مرارا عن رغبتها في إنهاء التهريب المعيشي بباب سبتة، وبالتالي إيقاف مظاهر المعاناة والذل التي يعاني منها الآلاف من المغاربة، إلا أن إرهاصات تنفيذ تلك الرغبة لا يبدو لها أي أثار في الواقع أو في الأفق القريب.

وأمام هذا الوضع، تستمر معاناة شريحة مهمة من المواطنين المغاربة في "معبر الذل"، ومعها يستمر سُخط المغاربة على هذا الوضع.