يُتابعه العالم.. هل ينجح المغرب في حصار "كورونا" رغم قلة الإمكانيات؟

 يُتابعه العالم.. هل ينجح المغرب في حصار "كورونا" رغم قلة الإمكانيات؟
الصحيفة – بديع الحمداني
الأحد 22 مارس 2020 - 12:00

اتخذ المغرب في الأيام الأخيرة حزمة كبيرة من الإجراءات والتدابير التي تهدف إلى منع تفشي كورونا المستجد، وهو الأمر الذي أثار انتباه العالم إليه، نظرا لسرعة اتخاذ هذه الإجراءات، مقابل تسجيل أرقام ضعيفة في عدد المصابين بالفيروس مقارنة بدول أخرى.

وكالات الأنباء العالمية الكبرى كرويترز وأسوشيتد بريس، وصحف دولية شهيرة عديدة، تناقلت الإجراءات المغربية بعناوين عريضة، وتقارير تتحدث عن محاولة المغرب الصارمة والسريعة لاحتواء فيروس كورونا والتصدي له قبل أن يتفشى في مختلف مناطق المغرب.

الاهتمام العالمي بالمغرب في مواجهته لكورونا، لم ينبع فقط من الإجراءات الكثيفة والمتعددة التي يقوم بها لحصار جائحة كورونا، بل نبع أيضا من الأعداد الكبيرة للسياح الأجانب الذين بُغثوا بإقرار المغرب إغلاق مجاله الجوي وإغلاق حدوده في وجه جميع التنقلات الدولية منه وإليه.

الدول الأجنبية، كفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وجدت نفسها مضطرة للتدخل في محاولة لإيجاد حل لإعادة رعاياها من المغرب الذي فاجأ الجميع بقراراته الصارمة، وتعمل حاليا هذه الدول الأجنبية للتوصل لحلول مع المغرب لترحيل مواطنيها عبر رحلات جوية، وتسير العملية بوتيرة بطيئة جدا بسبب الإجراءات المشددة المغربية.

وتُظهر بعض المقارنات، أن الإجراءات السريعة التي اتخذها المغرب في الأيام الأخيرة، كانت منطقية وموفقة، حيث أن دولا أخرى مثل الجزائر ومصر ظهرت فيها حالات كورونا في أوقات متقاربة مع المغرب، إلا أن الجزائر فاقت عدد الحالات الآن 130 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، وعدد القتلى بلغ 15، ومصر فاق عدد المصابين 280 حالة إصابة، و 8 قتلى.

ويرى مراقبون لوباء فيروس كورونا المستجد، أن المغرب يُعتبر معبرا لقارتي أوروبا وإفريقيا، ويوجد على مرمى حجر من إيطاليا وإسبانيا اللتين تُعتبران الآن من أكثر البلدان العالمية معاناة مع وباء كورونا، وبالتالي فإن المغرب يُعتبر الأكثر تهديدا بانتشار فيروس كورونا بعدهما، إلا أن الوقائع إلى حدود الساعة تشير إلى أن المغرب لازال متحكما في الوضع.

وقرر المغرب أول أمس الجمعة، فرض قرار تقييد الحركة، ومنع التجول إلا بإذن من السلطات، في محاولة قوية للسيطرة على وباء كورونا المستجد ومنع انتشاره، خاصة بعد ظهور بؤر محلية، وفق ما أشار إلى ذلك وزير الصحة في أخر خروج إعلامي له منذ أيام.

ويبدو جليا، أن المغرب أدرك في وقت حاسم أن قدراته وإمكانياته الصحية لا يمكن أن تقف في وجه وباء خطير مثل كورونا الذي يقتل المئات من البشر يوميا في كل من إيطاليا وإسبانيا، رغم أنهما متقدمتان بشكل كبير في المجال الصحي، ولهذا تبدو إجراءات السريعة والصارمة منطقية إلى حدود الساعة.

السؤال الذي يطرحه المتتبعون لهذه الجائحة العالمية، هل ينجح المغرب في حصار وباء كورونا، ويخرج من الوضع الخطير سالما، بهذه الإجراءات التي اتخذها في وقت حاسم؟

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...