2 مليار سنتيم خسائر الوداد في نزاعاته أمام الـ TAS مع تهمة "تزوير" توقيع سيسوكو.. فهل يَسير الناصيري بالفريق إلى المجهول؟

 2 مليار سنتيم  خسائر الوداد في نزاعاته أمام الـ TAS مع تهمة "تزوير" توقيع سيسوكو.. فهل يَسير الناصيري بالفريق إلى المجهول؟
الصحيفة - عمر الشرايبي
الجمعة 16 أبريل 2021 - 16:45

اشتدت الأزمات حول سعيد الناصيري، رئيس نادي الوداد الرياضي البيضاوي لكرة القدم، خلال الآونة الأخيرة، مما انعكس بالسلب على المناخ العام داخل الفريق، المقبل على تمثيل الكرة المغربية في الأدوار النهائية لمسابقة دوري أبطال إفريقيا.

خسائر نزاعات النادي داخل ردهات محكمة التحكيم الرياضي "الطاس"، المستحقات العالقة لللاعبين والأطر التقنية والإدارية والطبية، بالإضافة إلى ملف "تزوير بصمة" اللاعب المالي سليمان سيسوكو، زادت من صداع رأس الناصيري، الأخير الذي يفكر أيضا في محطة الانتخابات التشريعية المقبلة وسبل الحفاظ على مكانته السياسية.

خسائر الـTAS.. مليارا سنتيم تكلفة نزاعات رئيس الوداد!

بلغت خسائر نادي الوداد الرياضي أمام محكمة التحكيم الرياضي "TAS"، أزيد من 2 مليار سنتيم، إلى حدود اليوم، وذلك بعد صدور أحكام نهائية في قضايا الفريق أمام لاعبيه وأطره السابقين، في مقدمتهم المدربين الحسين عموتة والفرنسي ريني حيرار، بالإضافة لعدد كبير من الأسماء التي لعبت للفريق، على غرار الليبيري ويليام جيبور، المالي سليمان سيسوكو والمهدي قرناص.

وكانت محكمة التحكيم الرياضي "الطاس"، قد غرمت الوداد أزيد من 600 مليون سنتيم، في ملف نزاعه مع مدربه السابق الحسين عموتة، الأخير الذي طالب بالحصول على مستحقاته المالية من الفترة التي قضاها مع الفريق "الأحمر"، قبل الانفصال عليه، مباشرة بعد تتويجه بلقب دوري أبطال إفريقيا سنة 2017.

كما خسر الوداد، قبل أيام، قضيته أمام لاعبه الدولي المالي السابق سليمان سيسوكو، الأخير الذي حكمت لصالحه الغرفة الرياضية السويسرية بأزيد من 280 مليون سنتيم، كما هو الشأن أيضا بالنسبة للاعب الليبيري ويليام جيبور، الذي صدر لصالحه حكم نهائي، أول أمس، في قضية نزاعه مع الوداد، يقضي بسداد الأخير ما يفوق عن 600 مليون سنتيم للاعب.

قضايا عدة خسرها سعيد الناصيري أمام الـ TAS، عادت بالضرر المادي على خزينة الفريق، كما أن ملفات أخرى تنتظر دورها للبث فيها داخل ردهات المحكمة السويسرية، تدفع بالفريق نحو المجهول، سيما وأن الفترة الحالية تعرف انعكاسات خطيرة لجائحة "كورونا" على التوازن المالي للفرق الكروية، ومن بينها الوداد، الذي أضحى يعتمد فقط على عائدات عقود الرعاية والاستشهار.

ملف "تزوير" بصمة سيسوكو.. جهود الناصيري لتفادي الأخطر!

يسعى سعيد الناصيري، رئيس نادي الوداد الرياضي البيضاوي لكرة القدم، إلى ثني اللاعب المالي سليمان سيسوكو، المهاجم السابق للفريق "الأحمر"، عن اللجوء إلى لجنة الأخلاقيات داخل الاتحاد الدولي للعبة "فيفا"، وذلك في قضية "تزوير البصمة"، التي أقرت بها محكمة التحكيم الرياضي "TAS" خلال منطوق حكمها النهائي الصادر في قضية النزاع بين الطرفين.

وعلمت "الصحيفة"، نقلا عن مصادر مطلعة، أن الناصيري يعمل جاهدا لطي الملف الذي يهدده بعقوبات قاسية في حال "تصعيد" اللاعب المالي لدى الـ FIFA، إذ يعتزم سيسوكو الاستناد على حكم الـ TAS من أجل فتح ملف التزوير الذي تعرض له، والذي أتبثته خبرة فرنسية، حيث أكدت الأخيرة أن البصمة التي تضمها وثيقة التنازل عن المستحقات، لا تخص الدولي المالي، وهو المستند الذي قدمته إدارة الوداد من أجل تبرئة ذمتها لدى غرفة النزاعات في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

وفي حال لجوء سيسوكو إلى ردهات الـ FIFA، فإن حظوظه تبقى قوية من أجل الفوز بقضيته ضد ناديه السابق الوداد، حيث يبقى سعيد الناصيري، رئيس المكتب المديري للنادي "الأحمر"، معنيا بدرجة أكبر في قضية "التزوير"، مما قد يعرضه لعقوبات صارمة، قد تصل إلى حد توقيفه عن النشاط الرياضي، كما كان الحال في قضايا مشابهة، سواء دوليا أو على الصعيد المحلي.

وكانت غرفة التحكيم الرياضي "TAS"، قد قضت، خلال الأيام القليلة الماضية، بأداء نادي الوداد الرياضي لكرة القدم، لغرامة مالية تقدر بـ 200 مليون سنتيم، في قضية نزاعه مع لاعبه المالي السابق سليمان سيسوكو، مع منح آجال عشر أيام من أجل استئناف الحكم.

خبرة قانونية فرنسية، أجريت على الملف، أتبثت أن نادي الوداد الرياضي متورط في قضية "تزوير" في ملف نزاعه مع مهاجمه المالي السابق سليمان سيسوكو، الأخير الذي لجأ إلى محكمة التحكيم الرياضية "TAS" للمطالبة بمستحقاته المالية العالقة التي تصل إلى أزيد من 180 مليون سنتيم.

انشغالات الناصيري "السياسي".. هل تدفع الوداد الضريبة؟

يبدو أن ازدواجية الانتماء والمزج بين رئاسة الوداد والعمل السياسي، قد ينعكس سلبا على تدبير سعيد الناصيري للملفات العالقة على مكتبه، خاصة في الظرفية الراهنة، التي تعرف التحركات من أجل رسم خارطة الطريق نحو الانتخابات التشريعية المقبلة، التي ستشهدها بلادنا، الصيف القادم.

مصادر مقربة من الناصيري، أفادت أن الأخير منشغل في الآونة الأخيرة، في مسألة الحصول على تزكية حزبه السياسي من أجل الترشح بأحد الدوائر الانتخابية، والتي غالبا سكون مغايرة عن المحطة التشريعية السابقة، التي شهدت حصول رئيس الوداد على أحد المقاعد البرلمانية عن دائرة "أنفا" بعمالة الدار البيضاء.

النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، قد يرى نفسه خارج دائرة مشرحي "الجرار"، خلال الانتخابات المقبلة، خاصة بمنطقة "أنفا"، كما أن رياح "الميركاتو" السياسي قد تحول وجهته للترشح تحت لون آخر، حيث يروج الحديث داخل الكواليس عن مشاورات بين الناصيري وحزب الحركة الشعبية من أجل وكالة لائحة "الحصان" في الدائرة الانتخابية "عين الشق" بالعاصمة الاقتصادية.

أجور ومستحقات عالقة.. شرارة أزمة مادية داخل الوداد

تعيش جل مكونات نادي الوداد، من لاعبين وأطقم إدارية وطبية، على وقع "الأزمة"، بسبب تأخر صرف أجورهم الشهرية، التي تراكمت عند البعض لتصل إلى مدة طويلة، مما دفع البعض للاحتجاج لدى سعيد الناصيري، رئيس الفريق، من أجل تسوية المشكل في أقرب الآجال.

هذا، وتتخوف فعاليات "ودادية" من تداعيات أزمة مادية ترخي بظلالها على مركب "محمد بنجلون"، في ظرفية حساسة من الموسم الكروي، تحتاج لتوفير مناخ ملائم للفريق، الأخير الذي سيدخل في منعرج حاسم، في غضون الأسابيع المقبلة، سواء على مستوى المسابقات المحلية أو خلال المشاركة الخارجية في مسابقة دوري أبطال إفريقيا.

يشار إلى أن الناصيري، يبحث عن موارد ذاتية من أجل تصريف الأزمة الراهنة، حيث وعد اللاعبين بصرف مستحقاتهم العالقة، بعد أن قرروا الإضراب عن التداريب، لبضعة دقائق، قبل أيام، استعدادا للمباراة أمام مولودية وجدة، في خطوة احتجاجية أولى على إدارة النادي.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...